كتب / د. نبيل نايلي…
“الفنّ الأسمى في الحرب هو إخضاع العدو لإرادتك دون خوض المعركة”! القائد العسكري الصيني الأشهر صن تسو.
بدأت الصين تستخدم استراتيجية عسكرية جديدة مستأنسة في ذلك بما دبّجه القائد العسكري الصيني الأشهر صن تسو، Sun Tzu، قبل 2500 سنة. وفقا لمجلة” ذي ناشيونال أنترست، “National Interest الأمريكية فإنّ “هذه الاستراتيجية تعتمد على تحقيق “إخضاع العدو دون خوض المعركة أو المشاركة فيها”، حسب ما تنقل المجلة عن شركة رند كوربورشن، Rand Corporation .
استراتيجيون وخبراء أفادوا أنه “بدلا من التأكيد على قوة النيران والمعارك الحاسمة باستخدام وسائل التسلّح، ستحاول الصين شلّ قدرة الخصم على شنّ حرب ضد هجمات دقيقة عبر البر والبحر والجو والفضاء والمجال السيبراني والكهرومغناطيسي والنفسي.”
بل ستركّز أعمالها العسكرية على “تعطيل الأنظمة الأمريكية لتحليل المعلومات ونقل أوامر القيادة” مما يجعل “عمليات الطيران والجيش والأسطول مشلولة وفوضوية “.
كل تلك التكنولوجيا الأمريكية، وقنابلها الذكية ومقاتلاتها المتطوّرة لن يكون بمقدورها فعل الكثير “إذا لم تتمكّن من بلوغ أهدافها، والحصول على أوامر من القادة العسكريين أو تنسيق عملياتها”. فالجيوش الحديثة تعتمد جملة من “أنظمة متكاملة بإحكام”، بما في ذلك “القيادة والاتصالات والاستهداف والاستخبارات”. وتفكيك ذلك يجعلها قليلة الفاعلية وعديمة النجاعة.
أكثر من ذلك، فالجيش الصيني يستخدم بشكل متدرج “أكثر مرونة، وهي ما يُعرف باسم، mix-and-match، أو مزج وتوليف، لمواجهة وضعية عسكرية ما.
وتراوح هذه الاستراتيجية العسكرية بين محاصرة العدو بحريا وجويا وتوظيف المعلوماتية. “
وبفضل هذا التكتيك العسكري وتوظيف “أساليب التأثير المعلوماتي” ستصبح الصين قادرة على “طرد العدو من ساحة المعركة”.
وفي العقدين الماضيين، اعتمد جيش التحرير الشعبى الصينى استراتيجية جديدة وعلى مقاربة أنه “في هذا الواقع الجديد، يمكن هزم العدو إذا كان بالمقدور شل نظامه حتى يصبح غير فعال أو غير قادر تماما على العمل من خلال تدمير قدراته الرئيسية”.
واضعو التقرير أكّدوا أنه نفس التكتيك الذي “استخدمته القوات الأمريكية خلال عملية “عاصفة الصحراء في العراق ضد الجيش العراقي عام 1991”.
الخبراء العسكريون والاستراتيجيون أن السياسية الخارجية التي تمارسها الصين حاليا، ليست سلمية، وتهدف إلى تحقيق الزعامة العالمية لكن بأساليب جديدة.
الصين التي تأمل في تحقيق التكافؤ العسكري مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب، اختارت 120 عالما مختصين “في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم للعمل على إنتاج أنواع جديدة من الأسلحة.
ويقول ميكائيل باك: “ولكي نكون واضحين، “في حين أن الاستراتيجي صن تسو فضل هزيمة الخصم باستخدام الذكاء بدلا من العنف، فإن استراتيجية الصين الجديدة ليست سلمية مطلقا. بل هو شكل مختلف من أشكال العنف الذي يستجوب مزيدا من الدقة وقليلا من الاستنزاف.
ويشير كاتب التقرير إلى أن ” الولايات المتحدة قد تركز على التهديد الخاطئ”. فلا يمر أسبوع دون أن تكشف التقارير الإخبارية عن بعض الصواريخ الصينية الجديدة أو طائراتها المقاتلة.
مع ذلك، يخلص إلى أن “أكثر الأسلحة فتكا في استراتيجية الصين الجديدة قد يكون التقدير لمدى ضعف النظام العسكري الأمريكي حقا”.
فهل يكون مشروع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لموازنة السنة المالية 2019 الذي تضمن زيادة كبيرة في النفقات العسكرية وخفضا كبيرا في نفقات وزارة الخارجية يعكس المنافسة المحمومة الروسية والصينية وارتفاع النفقات العسكرية التي ستبلغ 686 مليار دولار في 2019 وستستحدث 25900 وظيفة عسكرية جديدة، فضلا عن استثمارات ضخمة في مجالات الطائرات والسفن والمنظومات البرية والدفاع الصاروخي؟
أم أن قول مسؤول البنتاغون الأمريكي “إذا لم نعالج هذه المشكلة فإن تآكل التقدم العسكري للولايات المتحدة على الصين وروسيا يمكن أن يضعف قدرتنا على ردع المعتدين المحتملين واستخدام القوة في مناطق استراتيجية أساسية”، يغني عن كلّ تعليق؟
أم هي فقط أضغاث كوابيس الإمبراطورية المترنحة؟؟؟