اسرائيل تريد النصر في غزة، امريكا ماذا تريد من حشودها؟

1

حسن فليح / محلل سياسي

من الواضح ان الخطاب الامريكي قد اختلف وتغيرت لهجته خلال الايام القليلة الماضية عن ماكان يزعم بخصوص دور ايران وعدم ضلوعها بعملية طوفان الاقصى، وبدأت التصريحات للمسؤولين الامريكان وعلى لسان وزير الخارجية الامريكي وبعض العسكريين بتحميل ايران مسؤولية مايجري بعد ان كانوا يؤكدون بعدم وجود دلائل على مسؤولية ايران وراء العملية التي قامت بها حماس ضد الكيان الصهيوني !! حيث ضهرت تصريحات تؤكد ضلوع ايران وتشير المعلومات ان حماس استلمت من ايران 75 مليون دولار قبل العملية بأيام وكان المخطط ان تتزامن مع العملية قيام حزب الله بضرب العمق الاسرائيلي وكذلك من جهة سوريا والعراق وجماعة الحوثي من اليمن ، ولكن لم تُنفذ الخطة بالكامل وتُِركت حماس تواجه مصيرها بمفردها !! اسرائيل الان تبحث عن النصر في غزة والظفر بقادة حماس امواتا ام احياء لاعادة ثقة مواطنيها بالامن الذي تلاشى امام صولة طوفان الاقصى ، ولكن السؤال المطروح ماذا عن التحشداد الامريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها عن ماذا تبحث امريكا وما هو النصر الذي تريده وهل ينتهي الامر بتحقيق الاهداف في غزة واخراج حماس من المعادلة حين ذاك هل يتم سحب اساطيلها وقواتها من المنطقة ام ماذا ؟ لقد قلنا في مقالة سابقة ان عملية طوفان الاقصى هي بمثابة 9/11 جديدة لخلق المبررات لتحقيق جملة أهداف وأهما تغيير خارطة الشرق الاوسط الجيوسياسية وتشكيل معادلات جديدة تختلف كليا عما نحن عليه الان ، ومن جملة ماتعنيه تلك الاهداف تصفية الاذرع المسلحة الايرانية بالمنطقة ، وتغيير بعض انظمة الحكم السياسية وجعل الشرق الاوسط خالي من اي نفوذ غير النفوذ الامريكي والغربي الذي معها الان للمباشرة بحرب اقليمية كبيرة والتي اصابة الجميع بالذعر قبل اندلاعها !! تمتاز منطقة الشرق الأوسط بمكانة كبيرة الأهمية في حسابات الكثير من دول العالم وتأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ،كون هذه المنطقة من أكثر المناطق تتركز فيها المصالح الأمريكية الحيوية التي لايمكن الاستغناء عنها بل أن الولايات المتحدة الأمريكية على أتم الاستعداد لاستخدام قوتها العسكرية في حال تعرض أي من مصالحها في الشرق الأوسط للتهديد ، فبعد انتهاء الحرب الباردة بينها وبين السوفيت اعتمدت امريكا نظريه جديدة وهي”الحرب على الارهاب” ولتي توفر لها المبرر للحرب على بلدان الشرق الاوسط لهذا ساهمت بخلق القاعدة وداعش لاستخدامهما كذريعة تحت عنوان الحرب على الارهاب لتفعيل نظريتها الجديدة وتتيح لها التدخل!! اللافت ان الرئيس الفرنسي في زيارتة الحالية لاسرائيل دعى الى ضرورة تشكيل تحالف دولي “ضد الارهاب” لكي يكون منطلقا قانونيا وشريعيا للحرب بالمنطقة !! الامر الذي يخلق الحجة القوية للتحالف المزمع تشكيله بمجرد اطلاق صفة الارهاب على اي حركة او مجموعة او مؤسسة عسكرية او على اي حزب وربما اي نظام سياسي لكي يصبح هدفا مشروعا لتلك الحرب المرتقبة وبذلك يتحقق النصر المطلوب امريكيا في الشرق الوسط ؟!

التعليقات معطلة.