{اسرائيل وضعت ايران بالحرج الشديد}

1

حسن فليح /محلل سياسي

تعيش ايران الان حالة الحرج ليس من طريقة الرد فحسب وانما من حتمية ردها المباشر بنفسها على اسرائيل ومايشكله من تداعيات خطيرة عليها ، وذلك في حال عدم الرد عبر وكلائها كما جرت العادة ، بالوقت ان اسرائيل لم تترك لايران خيارات متعددة تستطيع ان تجنب نفسها من الرد المباشر ، علما ان التظاهرات الشعبية التي انطلقت في طهران طالبت النظام بالرد الساحق على اسرائيل، وعلى ايران الان ان تسعى بكل ماتملك لاعادة ثقة وكلائها بها بعد وصول الامر الى الامتحان الصعب ، الذي لايتحمل سياسة “الصبر الاسترتيجي” التي لم تعد تلك السياسة مجدية ، في حين ان اسرائيل وضعت حد لتلك الاستراتيجية وعطلت جدواها وغيرت الى حد كبير من قواعد اللعبة التي تسيدت ساحة الصراع السياسية منها والامنية في عموم المنطقة طيلة الفترة الماضية !! ان أسرائيل تتوقع ردا ايرانيا محسوبا واشارت التقديرات الإسرائيلية أن إيران لن تمر مرور الكرام على ضربة كهذه، ويجب أخذ تهديدات الانتقام القادمة من طهران بجدية، وأعلن الجيش عن حالة استنفار خاص إزاء التحركات من إيران وأذرعها داخل إسرائيل، واستنفار آخر في سفارات إسرائيل في الخارج ، كما اشارت وكالة “رويترز”، في تقرير لها، إن إيران تواجه معضلة كبيرة بعد أن هاجمت إسرائيل قنصليتها في دمشق، وقد نشأت هذه الأزمة من صعوبة اتخاذ القرار للرد على هذا الهجوم ،
ويرى مراقبون أن تصعيد الصراع في المنطقة ليس على جدول أعمال إيران حاليا، وهو ما يجعلها أمام تحد واضح يتمثل في طبيعة الرد الذي يحفظ ماء وجهها، وفي الوقت نفسه لا يورطها في حرب مباشرة مع إسرائيل !! السؤال المطروح هل ان ايران تفكر فعلا بعدم تورطها في حرب شاملة مع اسرائيل على الرغم من كل الذي جرى؟ مشكلة كبيرة اذا كان الجواب بنعم فأن ذلك يتعلق بمرتكزات ومعتقدات وشعارات ومتبنيات النظام الايراني التي أعتمدها لاربع عقود خلت ، وهذا مايعرضها الى “التعرية” والانتقادات الشديدة ويعرض مناصيرها الى تقلب المفاهيم والمعتقدات لديهم للاهتزاز الكبير وربما الى التمرد ، واذا كان الجواب بكلا فمعنى ذلك ان المنطقة ذاهبة الى حرب شاملة لايسلم منها احد ، حيث لايمكن بأي حال من الاحوال ضبط ردود الفعل الاسرائيلية بعدم الرد على ايران في حالة ان الاخيرة وجهة ضربة مباشرة او غير مباشرة لاسرائيل التي تتحين الفرصة لخلق المبرر لتدمير مشروع ايران النووي المقلق لها حيث لاتشعر اسرائيل بالقلق على وجودها من بقية الاسلحة الاخرى بقدر مايعنيها ويهدد وجودها هو امتلاك ايران للسلاح النووي ، ويمكننا القول إن هذا هو أعنف مستوى من التصعيد الإسرائيلي ضد إيران على مدى اكثر من اربعين عاما، ما يثير قلقاً دولياً من تداعياته على المشهد الإقليمي الملتهب أساساً، فكيف سيكون شكل الرد الإيراني للخروچ من حالة الحرج الداخلي والاقليمي والدولي ومن الموالين لها ، وماهو مستقبل
“محور المقاومة” بالمنطقة ؟ ربما سيكون ردا رمزيا ومحسوبا كالذي جرى بالاتفاق مع الامريكان عند مقتل سليماني والمنهدس ، ولكن من الذي يضمن ان اسرائيل لم ترد بطريقة اقوى من سابقاتها لجر ايران للحرب لتحقيق الهدف الثمين بتدمير مشروع ايران النووي .

التعليقات معطلة.