(اسوار الخضراء هل تحمي الفاسدين)

1

حسن فليح / محلل سياسي

عمدت القوى الأمنية الولائية منذ فترة بعد أحداث الخضراء الأخيرة ألى تغير أمر اللواء المسؤول عن حماية المنطقة ، مع إبلاغ الكاظمي من قبل الاطارين والحشد بأن المسؤولية الأمنية لحماية المنطقة الخضراء خرجة عن صلاحيته ولايمكن السماح له بالتدخل بها مستقبلا ، وهناك قوة من الحشد الولائي هي المعنية بالأمر ، وشرعت تلك القوى بغلق الجسور المؤدية للمنطقة الخضراء تحسباً لاي طارئ خاصةً بعد الاعلان عن تظاهرات ١٠/١ من قبل ثوار تشرين وبما يصدر من الصدريين كذلك ، وتم زرع القناصين في أسطح المباني التي تشرف على المداخل والطرق المؤدية للمنطقة و كذلك المشرفة على ساحة التحرير ، الأمر الذي يؤكد إن العزل الشعبي للطبقة السياسية ورفضها شكل عقدة الخوف الرهيبة التي تساور القوى الولائية من غضبة الشعب القادمة ، دفعها ألى الاحتماء والانعزال بأسوار المنطقة الخضراء وعزمهم على المواجهة الدموية ضد الشعب العراقي ومهما كلف الأمر وأصرارهم على البقاء والتشبث بالسلطة ، كونهم مؤمنين ليس هناك أمان والااستقرار لهم بدون السلطة والتمسك بها وعدم التخلي عنها وعن مغانمها وكل ذلك يجري بدعم ومخطط له سلفاً من قبل إيران ونظامها المنهار ، انها معركة الوجود بين الشعب الساعي ألى التغيير وبين القوى الولائية هكذا هو الواقع السياسي و الأمني وطبيعة الصراع في العراق ألان ، حيث لا حل سياسي في الأفق ومهما فعلو فأن الانشقاق الحاصل ألان ليس سياسيا كما يصوره البعض ، انها معركة وطن مصيرية لشعب مستباح يُسرق ويُذبح بدم بارد بين الوطنيين الأحرار من العراقيين وبين من خانوه وسرقوه وقتلو أبنائه الحقيقيين ، ان مايجري اليوم في العراق ليس بمعزل عن الصراع الدولي وما يحصل ألان في العالم بعد أن تغيرت قواعد اللعبة الدولية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ، والتي اجبرت وغيرت من طريقة التعاطي الأمريكي مع المسألة العراقية أن تلك الحرب في أوكرانيا أسدلت الستار وأنهت سياسة التخادم بين النظام الإيراني والولايات المتحدة بشأن العراق ، فبعد التغير في معادلات اللعبة والصراع الكوني فرضت حتمية التغيير بطريقة التعامل مع الموضوع العراقي وفق المنظور الجديد لمنطقة الشرق الأوسط والذي يشكل العراق الجزء الحيوي والمهم في معركة النفط والغاز والموقع المهم والاستراتيجي شرق أوسطيا من هنا جاءَ الاهتمام الأمريكي البريطاني بالعراق وحتمية انتزاعه من مخالب إيران وفصائلها المسلحة حيث لا يمكن السماح لإيران أن تكون البوابة لدخول المحور الصيني الروسي للمنطقة عبرها لما تعنيه من مصدر للطاقة والتحكم بالصراع الدولي و نتائجه على العالم ، عاد العراق مجدداً وحاضراً في اللعبة هذه المرة وبقوه ليكون المكان الذي يحدد الارجحية في ذلك الصراع شرق اوسطيا وربما في العالم ولكن بعيد كل البعد عن ارادته الوطنية وخارج ارادة المتصارعين المحليين وسيقرر مصيرة ومستقبله الجديد بارادة دولية وكما هو الحال في كل مرة ودائما مايحصل عبر تاريخهُ الدموي .

التعليقات معطلة.