اقرأوا …. ولا تتعجبوا!!

1

حسين عمران

يلومني البعض بأني غالبا ما اتناول أحداثا عربية او عالمية لأقارنها مع احداث محلية شبيهة لها، وبالتالي لأخرج بنتيجة تبين حجم الفساد الكبير الذي تغلغل في كل مرافق حياتنا اليومية.
واليوم.. سأتحدث أيضا عن ثلاثة احداث عالمية جذبت انتباهي خلال الشهر الماضي، وها أنذا اهمسها لكم لتقارنوا بينها وبين ما يحدث محليا!
الحادثة الأولى مسرحها كان في اليابان حيث قدمت شركة القطارات هناك اعتذارها قائلة “نحن نعتذر بشدة عن الإزعاج الشديد الذي سببناه لعملائنا”!!
ربما سيظن بعضكم ان خطأ كبيرا اقترفته شركة القطارات اليابانية لتقدم اعتذارها بهذه الطريقة، لكن أتمنى الا تسخروا حينما تعرفون ان الاعتذار كان بسبب انطلاق القطار قبل موعده المقرر بـ”20″ ثانية فقط!! اكرر الرقم كتابة: عشرين ثانية فقط، حيث انطلق القطار في الساعة 9.43.40 بدلاً من 9.44!!!
اما محليا فلا اعتذار حتى اذا ما تأخرت وسائل النقل عندنا 20 ساعة وليس 20 ثانية!!
اما الحادثة الثانية فكانت مسرحها روما وذلك حينما قدمت شركة “لامبورجيني” هدية الى الحبر الأعظم في الفاتيكان سيارة رياضية فريدة من نوعها اطلق عليها اسم “آلهة الريح” فما كان من البابا الا ان يعرض السيارة في مزاد علني وبالتالي ليتبرع بجزء من المبلغ لاعادة بناء منازل ومباني المسيحيين العراقيين في محافظة نينوى والذين تعرضت ممتلكاتهم الى الدمار من قبل الدواعش الذين سيطروا على المحافظة في العام 2014!
أتساءل.. كم برلمانياً ومسؤولاً مسيحياً في الدولة العراقية يتقاضون الملايين شهريا؟ انهم كثر اليس كذلك؟ حسنا هل سمعتم يوما ان البرلماني المسيحي الفلاني او المسؤول المسيحي العلاني تبرع بجزء من راتبه لشراء كسوة العيد مثلا للنازحين او للمشردين؟ لا تفكروا كثيرا فلم اسمع يوما ان شيئا من هذا القبيل قد حدث!!
اما الحادثة الثالثة والأخيرة فمسرحها الصين.. بلد المليار ونصف المليار نسمة، حيث اقدم الجنرال جانغ يانغ على الانتحار من خلال شنق نفسه في بيته، والسبب لأن الحكومة الصينية وجهت له سؤالا “من اين لك هذا؟” بعد ان عثرت في بيته على مقتنيات ثمينة لتتهمه الحكومة الصينية بتلقي رشاوى، فما كان منه الا الاقدام على الانتحار!!
وتشير المعلومات الى ان الجنرال المنتحر وجهت له تهمة الفساد ضمن حملة مكافحة الفساد التي شنها الرئيس الصيني شي منذ العام 2012 وشملت لحد الآن نحو مليون ونصف المليون من كوادر الحزب الشيوعي الصيني!! اكرر مليون ونصف المليون مسؤول صيني شملتهم حملة مكافحة الفساد!
اما في عراق اليوم، نسمع بأن هناك حملة لمكافحة الفساد لكن لم نسمع بأن مسؤولا كبيرا ومتنفذا تمت محاسبته، سوى برلماني سابق حكم عليه بالسجن لمدة سنة ليطلق سراحه وهو الآن حائر قلق يدور بين المصارف لعله يجد عملة “200” دينار، نعم مائتي دينار مبلغ الكفالة رغم ان اصغر فئة نقدية عراقية هي “250” دينارا!!
وبعد.. هل هناك من يلومني حينما اقارن مثل هذه الاحداث العالمية مع ما يحدث محليا؟!

التعليقات معطلة.