كمال خلف
جلس الجنرال الروسي” جفر لوف” المشرف على العملية العسكرية في الغوطة الشرقية واضعا أمامه خريطة المنطقة، الجنرال معه أمر من موسكو بإنهاء ملف الغوطة الشرقية، قبل الاتتخابات الرئاسة في روسيا منتصف هذا الشهر، لكن تقديرات العسكريين الروس والسوريين على الأرض تتحدث عن نهاية لملف الغوطة في بداية شهر، نيسان المقبل.
الروس اتصلوا هذا الأسبوع لقائد لواء القدس الفلسطيني “محمد سعيد” ونائبه “عدنان السيد” طالبين منهم الانتقال بسرعة من حلب إلى غوطة دمشق.
وبالفعل تحركت ارتال لواء القدس المعروفون باسم “الفدائيون” حيث وصل منهم حتى الآن 500 مقاتل من النخبة المشهود لهم بشراستهم بالقتال.
انتشر اللواء على محور حرستا، والمهمة الموكلة له من الروس مباشرة، الهجوم على شكل رأس سهم بين محور ضاحية حرستا على أطراف مدينة حرستا في الغوطة نحو أدارة المركبات العسكرية التي تقع تحت سيطرة الجيش السوري، وبهذا يعزل لواء القدس مدينة حرستا ويخضعها للحصار، ومن ثم المساومة على الخروج واذا لم تتم الاقتحام مباشرة.
لواء القدس هي تلك القوات التي تشكلت ذاتيا من أبناء مخيمات حليب للدفاع عن مخيم النيرب في الاعوام السابقة في زمن سقوط معظم مدينة حلب بأيدي الفصائل المسلحة، صمد” لواء القدس″ ومنع سقوط المخيم الذي شكل خاصرة مطار حلب وبوابة العبور للمطار كما كان يخطط المسلحون، ثم انتقل اللواء لمرحلة الهجوم وشارك بفعالية بتحرير مدينة حلب بالكامل.
يقول قائد لواء القدس “محمد سعيد” الذي انتقل للإشراف على قواته في دمشق، في حديث جرى بيننا أمس خلال جلسة معه ومع أركان قواته أن لواء القدس ستنجز المهام الموكلة اليها في الغوطة بنجاح، وأن اللواء سيبقى في دمشق لانجاز مهمة أخرى باتت قريبة جدا، وهي تحرير مخيم اليرموك بالكامل وإعادته إلى أهله. وقد بلغ تعداد لواء القدس حتى الآن 7000 آلاف مقاتل فلسطيني منتشرين بشكل أساسي في حلب والبادية السورية.
ومن أجل تحرير المخيم حشدت” الجبهة الشعبية القيادة العامة “كافة مقاتليها في سوريا ولبنان، وأصدر”أحمد جبريل” الأمين العام للجبهة قرارا لكافة كوادر الجبهة المدنيين ممن هم تحت سن الخمسين عاما بحمل السلاح والاحتشاد على تخوم المخيم، ما يعني أن ملف مخيم اليرموك سيكون التالي مباشرة بعد تحرير الغوطة الشرقية بالكامل.
وبالعودة إلى ملف الغوطة فإن تقديرات القادة الميدانيين تتحدث عن 40 الف مسلح داخلها يتوزعون على عدة فصائل. ويتوقعون القتال الحاسم في حرستا وعربين وجوبر، أما بالنسبة إلى مدينة دوما كبرى مدن الغوطة، فمن المتوقع أن لا يحدث فيها قتال، وأن جيش الإسلام سوف يجنح إلى تسوية تنهي الملف بشكل كامل وتعيد الغوطة إلى كنف الدولة السورية.
خلال أيام قليلة فقط كان تقدم الجيش السوري على المحور الجنوبي الشرقي مدهشا، وحقق نتائج سريعة، شكلت ضغطا كبيرا على الفصائل المسلحة، انطلاقا من حوش الظواهرة مرورا باوتايا والنشابية والشوفونية وأخيرا المحمدية فيما يشكل ثلث مساحة سيطرة الجماعات المسلحة على الغوطة وليس مساحة الغوطة كاملة.
لا يكترث القادة الميدانيون على تخوم الغوطة كثيرا للحديث عن التهديدات الأمريكية، ولا يتوقعون ضربة أمريكية على غرار ما حدث في مطار الشعيرات، رغم أن المؤشرات على عمل عسكري إطلسي وليس أمريكي منفرد مؤشرات حاضرة، حتى المستوى السياسي السوري فإنه يتفق مع كلام العسكريين، ويقول إن هذا جزء من حملة ضغط وتهويل. ربما هذه التقديرات مبنية على معلومات لا نعرفها، ولكن بصفتنا مراقبين فإننا لا نستبعد سيناريو مفاجيء، لأننا نلمس تحضيرات له.
الخشية الوحيدة الآن هي من استعمال حادث كيماوي مفتعل، لهذه السبب ربما فتشت القوات السورية بدقة الشاحنات الخمس والأربعين المحملة بالمواد الاغاثية التي دخلت الغوطة أمس، واستبعدت منها بعض المواد مثل بعض أنواع الأدوية أو المنظفات.
ملف الغوطة الشرقية سيكون بعد من مدة من الماضي كما ملف حلب الشرقية، وسنتحدث عن مخيم اليرموك والحجز والأسود والقدم. أو ربما عن شرق الفرات والتنف. أو غيرها من النقاط الساخنة.