الأمريكيون يترقبون كشف حقيقة اغتيال جون كينيدي اليوم

2


فريق راديو صوت العرب من أمريكا

بعد مرور أكثر من 60 عامًا يترقب الأمريكيون قيام الرئيس دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، بنشر ما تبقى من الملفات المرتبطة باغتيال الرئيس الأسبق جون إف.كينيدي، لكشف حقيقة القضية الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل ونظريات المؤامرة دوال 6 عقود.

وكان ترامب قد أعلن عن قرار نشر وثائق القضية، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى “مركز كينيدي” في واشنطن أمس الاثنين. وقال للصحفيين “بينما نحن هنا، رأيت بأنه سيكون من المناسب. غدا، سنعلن ونقدّم جميع ملفات كينيدي”.

80 ألف صفحة

ووفقًا لوكالة “رويترز” فإن ترامب يعتزم اليوم نشر نحو 80 ألف صفحة من المواد المتعلقة بحادث اغتيال كينيدي الذي وقع في 22 نوفمبر 1963 سعيًا للوفاء بوعده الانتخابي بتوفير المزيد من الشفافية بشأن هذا الحادث الصادم.

وفي 23 يناير الماضي وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يدعو إلى رفع السريّة عن وثائق اغتيال كينيدي، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى العثور على آلاف الوثائق الجديدة المتعلقة باغتيال كينيدي في دالاس.

وفي إطار السعي للامتثال لأمر ترامب، أمرت وزارة العدل الأمريكية بعض محاميها الذين يتعاملون مع مسائل حساسة تتعلق بالأمن القومي بمراجعة السجلات المتعلقة بعملية الاغتيال بشكل عاجل. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الوثائق سيتم إصدارها بعد ظهر الثلاثاء من خلال الأرشيف الوطني.

نظرية المؤامرة

ونُسبت مسؤولية اغتيال كينيدي إلى مُسلّح واحد، هو لي هارفي أوزوالد. وقد أكدت وزارة العدل وهيئات حكومية اتحادية أخرى هذا الاستنتاج خلال العقود التي تلت ذلك. لكن استطلاعات الرأي تُظهر أن العديد من الأمريكيين يعتقدون أن وفاته كانت نتيجة مؤامرة.

ويشكك الخبراء في أن تؤدي المعلومات الجديدة إلى تغيير الحقائق الأساسية في القضية، وهي أن لي هارفي أوزوالد أطلق النار على كينيدي من نافذة في مستودع لحفظ الكتب المدرسية أثناء مرور موكب الرئيس بجوار ساحة ديلي في دالاس.

وقال لاري ساباتو، مدير مركز السياسة في جامعة فيرجينيا، الذي ألف كتابا عن عملية الاغتيال: “إن الأشخاص الذين يتوقعون أشياء كبيرة سوف يشعرون بخيبة الأمل بالتأكيد”.

وقال إن بعض الصفحات قد تكون ببساطة إصدارًا لمواد منشورة سابقًا تم حذف بعض الكلمات منها. ووعد ترامب أيضًا بنشر وثائق تتعلق باغتيال زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الابن، والسيناتور روبرت كينيدي، اللذين قُتلا في عام 1968.

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي جونيور، نجل روبرت كينيدي وابن شقيق جون كينيدي، إنه يعتقد أن وكالة الاستخبارات المركزية متورطة في وفاة عمه، وهو الادعاء الذي وصفته الوكالة بأنه لا أساس له من الصحة. وقال كينيدي جونيور أيضًا إنه يعتقد أن والده قُتل على يد عدد من المسلحين، وهو ادعاء يتناقض مع الروايات الرسمية.

ومن بين ما قد تكشفه الوثائق أن وكالة المخابرات المركزية كانت على دراية بأوزوالد أكثر مما كشفت عنه سابقًا. ولا تزال التساؤلات قائمة حول ما كانت تعرفه الوكالة عن زيارات أوزوالد إلى مدينة مكسيكو قبل ستة أسابيع من الاغتيال. وخلال تلك الزيارة، زار أوزوالد السفارة السوفيتية.

كم هائل

وبينما لم يكشف ترامب عن أي تفاصيل بشأن طبيعة المعلومات الجديدة التي تتضمنها الملفات التي تُنشر الثلاثاء، فإنه لفت إلى كمّ الوثائق التي ستُنشر قائلا للصحافيين “لدينا كم هائل من الأوراق، سيتعيّن عليكم القراءة كثيرا”. وأضاف “لا أعتقد أننا سننقّح شيئا منها”.

يُذكر أن إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية كشفت في السنوات الأخيرة عن عشرات آلاف السجلات المرتبطة بعملية اغتيال كينيدي، لكن تم الإبقاء على آلاف منها سرية بسبب مخاوف مرتبطة بالأمن القومي.

وفي 2022، ذكرت الإدارة أن 97% في المئة من سجلات كينيدي الواقعة بالمجموع في 5 ملايين صفحة، باتت علنية الآن.

وكانت “لجنة وارن”، التي تولت التحقيق في إطلاق النار على الرئيس كنيدي، خلصت إلى أن قناصا سابقا في سلاح البحرية يدعى لي هارفي أوزوالد تصرّف بمفرده.

لكن هذه النتيجة الرسمية لم تنجح في وضع حد للتكهنات بأن مؤامرة خبيثة كانت وراء عملية قتل كينيدي في دالاس بتكساس، فيما غذى النشر البطيء للملفات الحكومية نظريات المؤامرة على اختلافها.

التعليقات معطلة.