الأمريكيون يرفضون خطة السيطرة على غزة.. والفلسطينيون يعتبرونها جحيمًا أسوأ مما يعيشونه

3


فريق راديو صوت العرب من أمريكا

كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع مؤسسة إيبسوس في الفترة من السابع إلى التاسع من فبراير أن ثلاثة من كل أربعة أمريكيين ـ بنسبة 74% ـ يعارضون فكرة سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.

وأظهر الاستطلاع أن الجمهوريين منقسمون بشأن هذه القضية، حيث عارضها 55% منهم وساندها 43%، رغم أن من طرحها هو الرئيس دونالد ترامب الذي يحظى بتأييد واسع داخل الحزب.

فيما أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة CBS News، أن 47% يرون أن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة فكرة سيئة، بينما 13% يرونها فكرة جيدة، فيما لم يحدد 40% موقفهم.

وأضاف الاستطلاع أن 54% يؤيدون تعامل الرئيس ترامب مع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، مقابل 46% يرفضون. وقال إن تعامل ترامب مع الصراع بين إسرائيل وحماس يحظى بتقييمات إيجابية بشكل عام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدعم من جانب الجمهوريين.

واستحوذت خطة ترامب بشأن الاستيلاء على غزة على اهتمام واسع النطاق، حيث يقول معظم الأمريكيين إنهم سمعوا عنها، ولا يعتقد سوى قِلة قليلة منهم صراحة أن هذه فكرة جيدة.

رفض فلسطيني

وبينما يحاول ترامب تسويق اقتراحه بوصفه الأفضل للفلسطينيين ومحاولة لتخفيف معاناتهم، وزعمه أنهم يرحبون به، قال فلسطينيون إن يرفضون الاقتراح بشكل قاطع، وأكدوا أن مقترح تهجيرهم من أرضهم ووطنهم يمثل بالنسبة لهم جحيمًا أسوأ من الجحيم الذي يعانوه تحت نيران القصف الإسرائيلي.

على سبيل المثال كان شعبان شقلة، الذي تم تدمير منزله في غزة خلال الهجوم الإسرائيلي، ينوي اصطحاب أسرته في رحلة إلى مصر بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكنه غيّر رأيه بعد أن أعلن ترامب عن خطط لتهجير سكان غزة وإعادة تطوير القطاع، وقوله إنه لا ينبغي أن يكون لهم الحق في العودة، وفقًا لوكالة “رويترز” .

وأصبح حي تل الهوى في مدينة غزة، حيث كانت توجد في السابق عشرات المباني متعددة الطوابق، مهجوراً إلى حد كبير. ولا توجد مياه أو كهرباء، وكما هي الحال مع معظم المباني هناك، أصبح منزل شعبان شقلة في حالة خراب.

وقال شقلة (47 عامًا) لرويترز عبر تطبيق للدردشة: “نشعر بالفزع من الدمار والنزوح المتكرر والموت، وأردت الرحيل حتى أتمكن من تأمين مستقبل آمن وأفضل لأطفالي – حتى قال ترامب ما قاله”.

وأضاف: “بعد تصريحات ترامب تراجعت عن الفكرة، أخشى أن أغادر ولا أتمكن من العودة أبدًا، هذا وطني ولا يمكنني التخلي عنه”.

ويخشى الفلسطينيون من أن تؤدي خطة ترامب إلى فرض نكبة أخرى، كتلك التي تعرضوا لها في عام 1948.

وبموجب خطة ترامب، سيتم إعادة توطين حوالي 2.2 مليون من فلسطيني في غزة، وستتولى الولايات المتحدة السيطرة والملكية على المنطقة الساحلية، وإعادة تطويرها لتصبح “ريفييرا الشرق الأوسط “.

وقال شقلة “فكرة بيع منزلي أو قطعة الأرض التي أملكها لشركات أجنبية لأغادر الوطن ولا أعود إليه مرفوضة تمامًا، فأنا متجذر في تراب وطني وسأظل كذلك”.

لقد كان أي اقتراح برحيل الفلسطينيين من غزة ــ التي يريدونها أن تكون جزءا من دولة مستقلة تضم أيضا الضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية ــ أمرًا مرفوضًا لدى القيادة الفلسطينية منذ أجيال. كما رفضته الدول العربية المجاورة منذ بدأت حرب غزة في عام 2023.

ورغم تهديد ترامب بـ”الجحيم” وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار إن لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن يوم السبت، وبالتالي استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن جمعة أبو كوش، وهو فلسطيني من رفح في جنوب قطاع غزة، قال وهو يقف بجوار منازل مدمرة: “جحيم التهجير سيكون أسوأ من الجحيم الذي سنواجهه بالفعل؟ جحيم أسوأ من القتل؟”

واتهمت سيدة تدعى سميرة السبع، إسرائيل بمنع وصول المساعدات، وهو ما نفته إسرائيل. وأضافت “نحن مهانون، والكلاب الضالة تعيش حياة أفضل منا، وترامب يريد تحويل غزة إلى جحيم؟ هذا لن يحدث أبدا”.

وبدأت إسرائيل هجومها على غزة في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني، حسب إحصاءات السلطات في غزة، وتدمير أجزاء كبيرة من القطاع.

وقال نجار يبلغ من العمر 40 عاما ويدعى جهاد “نحن لا نريد مغادرة بلدنا ولكننا نحتاج أيضا إلى حل. يجب على قادتنا – حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل الأخرى – إيجاد حل”.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أبدى الفلسطينيون أيضًا دهشتهم من كلمات ترامب، وفي هذا الإطار قال قال نادر إمام: “هل يملك ترامب غزة ليطلب من الناس أن يخرجوا منها؟”، وأضاف: “فيما يتعلق بترامب، لا ألوم إلا الشعب الأمريكي. كيف لدولة كهذه، دولة عظمى، أن تقبل أن يحكمها شخص مثل ترامب؟ تصريحاته وحشية”.

بينما قال أحد سكان الضفة الغربية، ويدعى محمد صلاح التميمي: “لن نقبل التهجير ولا نخاف مما يمكن أن يفعله ترامب، نحن نعتمد على الله”

التعليقات معطلة.