الأمم المتحدة تتبنى ميثاقا واعدا لبناء “مستقبل أفضل” للبشرية

1

قد تكون صورة ‏‏‏٩‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

193 دولة تناقش التصدي للحروب والفقر وإيجاد حلول لظاهرة الاحتباس الحراري أ ف بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق في 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قدمت على أنها “فرصة فريدة” لتغيير مسار تاريخ البشرية، وكمقدمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء المقبل، يتوقع أن يتبنى العشرات من رؤساء الدول والحكومات “ميثاق المستقبل” اليوم الأحد.تبنت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اليوم الأحد ميثاقاً من أجل المستقبل يهدف إلى رسم مستقبل أفضل للبشرية، على رغم معارضة بعض الدول بما فيها روسيا.وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق عام 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قدمت على أنها فرصة فريدة لتغيير مسار تاريخ البشرية.وكمقدمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق بعد غد الثلاثاء، يتوقع أن يحضر عشرات رؤساء الدول والحكومات هذه القمة التي انطلقت اليوم وتستمر حتى الإثنين.وبعد مفاوضات شاقة حتى اللحظة الأخيرة، أبدت روسيا معارضتها للنص ولكن ذلك لم يحل دون اعتماده، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين “لا يمكن اعتبار ذلك تعددية، هذا النص لا يرضي أحداً”.وأرادت روسيا بدعم من بيلاروس وإيران وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وسوريا تقديم تعديل يؤكد أن الأمم المتحدة “لا يمكنها التدخل في الشؤون “الداخلية للدول”، لكن غالبية الأعضاء في الجمعية رفضوا أخذ هذا الاقتراح في الاعتبار.بعض الإحباطوقبل انطلاق القمة كشف غوتيريش عن بعض الإحباط، إذ دعا الدول إلى “إظهار البصيرة والشجاع وأيضاً أقصى الطموح لتعزيز المؤسسات الدولية التي عفا عليها الزمن، والتي لم تعد قادرة على الاستجابة بفعالية لتهديدات اليوم”.وفي الميثاق يلتزم القادة بتعزيز النظام المتعدد الأطراف لـ “مواكبة عالم متغير وحماية حاجات ومصالح الأجيال الحالية والمستقبلية المهددة بأزمات متواصلة”، وبحسب النص، فإن هؤلاء القادة يؤمنون “بوجود طريق نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء”.ويعرض الميثاق في أكثر من 20 صفحة 56 إجراء في مجالات تتراوح بين أهمية التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على السلام، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن الدولي، أو حتى مكافحة تغير المناخ ونزح السلاح وتطوير الذكاء الاصطناعي.ليست وثيقة ثوريةوأكد ريتشارد غوان، من مجموعة الأزمات الدولية، أنه حتى “لو كانت هناك بعض الأفكار الجيدة فهذه ليست وثيقة ثورية لإصلاح التعددية بصورة كاملة بناء على ما كان قد دعا إليه أنطونيو غوتيريش”.اقرأ المزيدالفلسطينيون يناشدون الأمم المتحدة لدعم “حريتهم” وإسرائيل تنددالأمم المتحدة تعلن تقدما في محادثات أزمة مصرف ليبيا المركزي”طالبان” تخفف لهجتها مع الأمم المتحدة في شأن قانون الأخلاقويشاركه دبلوماسيون هذا الرأي، إذ يعربون عن تبرم وعدم اقتناع عندما يسألون عن الأهداف التي وضعها هذا النص وتأثيره، ويستخدم أحد هؤلاء الدبلوماسيين عبارات مثل “باهت” و”مخيب للآمال”، مضيفاً “من الناحية المثالية كنا نأمل في أفكار جديدة”.وكانت مكافحة احترار المناخ إحدى النقاط الحساسة في المفاوضات، إذ غابت الإشارة إلى الانتقال بعيداً من الوقود الأحفوري من مسودة النص على مدى أسابيع.الالتزام بالتعدديةويعتبر دبلوماسي غربي أنه على رغم الانتقادات وضرورة عدم توقع أن يؤدي هذا الميثاق إلى تحقيق السلام بين عشية وضحاها، فإنه يشكل “فرصة لتأكيد التزامنا الجماعي بالتعددية على رغم الإطار الجيوسياسي الصعب حاليا”، معرباً في الوقت ذاته عن أمله في تعزيز الثقة بين الشمال والجنوب.وتطالب الدول النامية بالتزامات ملموسة من قبل المؤسسات المالية الدولية لتسهيل حصول بعضها على تمويل للتعامل مع آثار التغير المناخي، وبدورها رأت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن المشروع يتضمن بعض الالتزامات المهمة في مجال التغير المناخي، مرحبة أيضاً بعناصر تتعلق بـ “مركزية حقوق الإنسان”.لكن مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة غير الحكومية لويس شاربونو اعتبر أنه “يجب على قادة العالم أن يظهروا أنهم مستعدون للعمل لضمان احترام حقوق الإنسان”.ومهما كان محتواه فإن الميثاق وملاحقه، أي الميثاق الرقمي العالمي وإعلان الأجيال المقبلة، يبقى غير ملزم، مما يثير تساؤلات في شأن تنفيذه بينما تسجل انتهاكات يومية لبعض المبادئ المطروحة، مثل حماية المدنيين في الصراعات.وقال غوتيريش أمس السبت إن “الأمر متروك لنا لبث الروح في هذه النصوص ولتحويل الكلمات إلى أفعال، ولاستخدامها من أجل وضع البشرية على طريق أفضل”.

التعليقات معطلة.