رونالدو الحزين يعانق إنجازاً قياسياً في النهائي رغم خسارة النصر
اعتلى الأهلي ناطحات هونغ كونغ بلقب كأس السوبر السعودي، الذي أحرزه للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه على النصر 5-3 بضربات الترجيح، السبت، في المباراة النهائية للبطولة التي احتضنتها هونغ كونغ.
وكان النصر قد توج بلقب البطولة مرتين متتاليين في عامي 2020 و2021، لكن الأهلي منعه من تحقيق اللقب للمرة الثالثة، وحقق لقبه الثاني في عام 2025 بعدما توج بدوري أبطال آسيا للنخبة في مايو (أيار) الماضي، ولقبه الثاني في بطولة كأس السوبر السعودي بعدما توج بنسخة عام 2016 على حساب الهلال بضربات الترجيح.
وتأهل الأهلي إلى نهائي البطولة بعد فوزه الكبير على القادسية 5-1 في قبل النهائي، ليواجه النصر الذي فاز بدوره على الاتحاد، بطل الدوري 2-1.
وتقدم النصر عن طريق كريستيانو رونالدو من ضربة جزاء، قبل أن يدرك فرانك كيسي التعادل للأهلي في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول.
وفي الدقيقة 82 سجل مارسيلو بروزوفيتش الهدف الثاني للنصر، لكن الأهلي نجح في تعديل النتيجة في الدقيقة 89 عن طريق إيبانيز، لتتجه المباراة إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للأهلي بفوزه 5-3.
وكان القناص البرتغالي رونالدو سجل إنجازاً تاريخياً بتسجيله هدفه رقم 100 مع النصر، ليصبح أول لاعب في التاريخ يسجل 100 هدف أو أكثر في أربع دول مختلفة.
وما زال رونالدو يسعى للفوز بأول لقب له مع النصر منذ انضمامه في بداية عام 2023.

وسبق لرونالدو الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات تسجيل 450 هدفاً مع ريال مدريد الإسباني و145 هدفاً مع مانشستر يونايتد الإنجليزي و101 هدف مع يوفنتوس الإيطالي و100 هدف مع النصر، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «ماركا» الإسبانية.
كما سجل رونالدو 138 هدفاً مع منتخب البرتغال، وعلى مدار مسيرته سجل 939 هدفاً، ليصبح على مقربة من حاجز الألف هدف.
ومع بداية المباراة كان الصراع البدني بين الفريقين كبيراً، وتوقفت المباراة في العديد من الفترات بسبب التدخلات القوية بين اللاعبين.
ودخل النصر مستعيناً بنجمه وقائده البرتغالي كريستيانو رونالدو، وإلى جانبه مواطنه جواو فيليكس المنضم للفريق هذا الصيف، وكذلك الفرنسي كينغسلي كومان القادم من بايرن ميونيخ.
على الجانب الآخر، قاد النجم الجزائري رياض محرز والهداف الإنجليزي إيفان توني، آمال الأهلي في التتويج باللقب، محاولين تحقيق اللقب الثاني في عام 2025 بعد الفوز بدوري أبطال آسيا للنخبة.
وفي الدقيقة 41 احتسب الحكم ضربة جزاء للنصر بعد لمسة يد على علي مجرشي مدافع الأهلي، لينفذها رونالدو بنجاح في الشباك.
ولم يتأخر رد الأهلي، حيث نجح فرانك كيسي في تسجيل التعادل بتسديدة قوية في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، لتسكن شباك الحارس بينتو.
وتبادل الفريقان الهجمات منذ انطلاق الشوط الثاني، وحاول رونالدو تهديد مرمى ميندي في أكثر من محاولة، لكن الأخير تألق في التصدي لمحاولات النجم البرتغالي.
وانحصر اللعب في وسط الملعب في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، ولم يهدد الفريقان مرمى كل من ميندي أو بينتو، وبدا أن المباراة في طريقها للتعادل.
وفي الدقيقة 70 أهدر فراس البريكان فرصة تسجيل الهدف الثاني للأهلي، حينما تلقى عرضية من إيفان توني، ليتسلم الكرة في حالة انفراد بالحارس بينتو، لكن تسديدته اصطدمت بالقائم الأيسر، في أخطر فرص الشوط الثاني.
واستغل مارسيلو بروزوفيتش خطأ في دفاع الأهلي، ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 82، حيث خطف الكرة من كيسي الذي تردد في تشتيت الكرة، ليسددها بطريقة رائعة على يسار ميندي الذي لم يتمكن من إيقافها.
لكن الأهلي نجح في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 89 عن طريق إيبانيز، الذي ارتقى لضربة ركنية، ليوجهها بضربة رأس في الشباك، مسجلاً هدف التعادل في وقت قاتل.
ولم تشهد باقي دقائق الشوط الثاني أي جديد، ليطلق الحكم صفارة نهايته بالتعادل 2-2، واتجهت الأمور إلى ضربات الترجيح.
وفي ضربات الترجيح، سجل رونالدو وبروزوفيتش وجواو فيليكس وأضاع عبد الله الخيبري للنصر، فيما تفوق الأهلي الذي سجل له رياض محرز وفرانك كيسي وإيفان توني وفراس البريكان وجالينو، لينجح في التتويج باللقب.
وأبدى السنغالي إدوارد ميندي، حارس الأهلي، سعادته الكبيرة وفخره بعدما توج بلقب كأس السوبر السعودي كقائد لفريقه للمرة الأولى.
ورفع ميندي الكأس كقائد للفريق، بعدما تصدى لضربة ترجيحية نفذها عبد الله الخيبري.
وقال ميندي في تصريحات صحافية بعد نهاية اللقاء إنه تحدث مع اللاعبين قبل البطولة التي لم يكن مقرراً مشاركة الفريق فيها، حيث قال لهم «بما أننا جئنا إلى هنا فلعل هناك سبباً لوصولنا إلى البطولة؛ لذا دعونا نقاتل من أجل تحقيقها».

وأكد ميندي أن الأهلي يملك حالياً عقلية حصد البطولات وذلك بعد تحقيقه اللقب الثاني بعد اللقب الآسيوي التاريخي قبل عدة أشهر، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل من أجل الاستحقاقات القادمة.
من جانبه أكد البرازيلي روجير إيبانيز، مدافع الأهلي، أن الفوز بلقب كأس السوبر السعودي سيمنح فريقه دافعاً كبيراً من أجل تحقيق المزيد من الألقاب في موسم ينتظر فيه فريقه العديد من التحديات.
وقال إيبانيز في تصريحات عقب نهاية اللقاء إن اللاعبين قدموا مباراة كبيرة أمام النصر وتمكنوا في العودة بعد التأخر في مناسبتين، وهو ما يعكس قيمة الفريق الباحث دائماً عن الفوز.
وعن الهتافات التي تتغنى فيها جماهير الأهلي به، قال إيبانيز إن الجمهور يقدم كل الدعم للفريق مشيراً إلى أن كرة القدم هي شغفه وهو ما يدفعه لتقديم أفضل ما لديه.
واعتبر مدافع الأهلي أن الفوز بكأس السوبر سيكون دافعاً كبيراً للفريق في البطولات المحلية والقارية والعالمية التي سيخوضها الفريق في الموسم الجديد.
من جانبه أبدى الفرنسي إينزو ميلوت، لاعب وسط الفريق المنضم في فترة الانتقالات الصيفية من شتوتغارت الألماني، سعادته بالتتويج بأول ألقابه مع الفريق.
وقال ميلوت في تصريحات عقب نهاية المباراة إنه شعور لا يوصف بالنسبة له بعد التتويج بأول لقب مع الأهلي في أول بطولة يخوضها مع الفريق.
وأضاف اللاعب الفرنسي أنه جاء إلى الأهلي من أجل تحقيق البطولات، مشيداً بالأداء الكبير الذي قدمه زملاؤه اللاعبون خلال كأس السوبر، حيث قاتلوا جميعاً كوحدة واحدة من أجل تحقيق الفوز واللقب، على حد وصفه.
وأكد ميلوت أن لاعبي الأهلي سيقاتلون هذا الموسم على كل بطولة، مشيراً إلى أن الفوز بالسوبر مجرد بداية لطموحات الفريق.