نعيم الهاشمي الخفاجي
الإدارة تبدء من إدارة الوالدين للعائلة وإدارة شيخ القبيلة لقبيلته وإدارة مدير الشركة لشركته التجارية والصناعية، وكذلك في عالم السياسة، الإدارة الناجحة المتمثلة في وجود نظام مستقر وثابت يحظى برضا وقبول جميع مكونات الشعب أمر ضروري ومهم، ويكون الرئيس محكوم من قبل الدستور، ووجود سلطات قضائية وتشريعية ووجود سلطة رابعة يستطيع الكاتب والصحفي والمواطن التعبير عن آرائه بدون خوف وتهديد، تكون المعارضة الوجه الحسن لتصحيح أخطاء الحكومات مع الشعوب.
في الأمور العادية البسيطة لو فرضنا انك تملك أرض زراعية كبيرة، وليست لديك خبرة في الاستفادة من الأرض كان الأولى أن تلجأ الى مساعدة الآخرين مثل وجود أشخاص متعهدين يستثمرون الارض، في فتح مشاريع صناعية وزراعية لتحسين الوضع الاقتصادي والمعاشي، نفس هذا الطرح اكيد ينطبق ذلك على كومات الدول،فالدولة الفاشلة التي لاتعرف ان تستثمر بلدها ولا تستطيع ان تطعم شعبها، عليها مراجعة طريقة إدارتها للبلد والاستفادة من أفكار الناس ، هناك بعض الخونة والعملاء وبسبب الاحباط لايجرأ ولايملك رؤية في طرح مشروع بديل ويطرح مقترحات للدولة لأجل التصحيح وتجده بهيمة ويكرر أقوال ساذجة في القول لابأس ان تسلم مهمة الادارة والحكم للى دولة اخرى، دولة استعمارية لتسرق ثروات الشعوب وتشعل الصراعات الداخلية، أحد عملاء قناة الجزيرة مصاب بمرض الثرثرة يطالب في احتلال الدول العربية من قبل الغرب ويقول( بلاش وطنجيات فارغة شخاخ وبدو ينام بالنص).
أقول إلى هذا الصعلوك
لا توجد دولة فاشلة، هناك حكام فاشلون أو لايريدون النجاح و بكلتا الحالتين لا مبرر للاستعانة بدولة أخرى إلا من باب الخيانة، شركات الإدارة و الاستشارات تملأ الدنيا و من يرد العمل بحق يستطيع لكن بشرط وجود نظام صالح يحكم وفق الدستور وليس وفق آراء الحاكم الشخصية
إدا كانت الدولة غير قادرة على تدبير شؤونها الداخلية وتلتمس من دولة متقدمة مساعدتها هنا سنتحدث عن بداية الاستعمار وتكريس التبعية،
بناء الاوطان منذ الازل يحتاج إلى تعاون بين الشعوب والحكومات، ولن تنهض الامم بغير هذا ، هناك حقيقة الدول العربية من صنع حدودها المستعمر ودعم عوائل سلطهم على رقاب الشعوب العربية، واجب تلك الأنظمة خدمة المستعمر وليس المحافظة على الاقل الناس وصون كرامتهم، بل باعوا اوطانهم وتطوعوا ليكونوا مطايا لتنفيذ مشاريع دول الاستعمار.
بل باتت الشعوب تباع في سوق النخاسه ، ياسبحان الله، الإعلاميين العربان في قنوات البداوة ليل نهار يحاولون تزييف الحقائق، يتكلمون في السياسة والتجارة والدفاع بل وينصحون إدارة بايدن بل هناك كتاب بدو من الجزيرة العربية نصحوا الشعب الأمريكي في انتخاب فلان مرشح…الخ يتكلمون عن الديمقراطية وهم لازالوا بعصر العبودية اذا نظرت لواقعهم وواقع بلدانهم تجدها محتلة اومباعة، ينشرون التطرف ويرسلون قوافل المفخخين لقتل شعوب عربية معينة بل وهجر ملايين البشر، وتجد رؤساء وحكام الخليج والكثير من حكام العرب الآخرين مجرمين وخونة ومثقفيهم مرتزقة لمن يدفع ولنا بقضية المرتزق الإعلامي الدكتور فيصل القاسم مثال حي، البيئة المجتمعية بيئة فاشلة يعم على أغلبها الجهل وعندما تحلل حدثاً سياسياً بطريقة تختلف عن ما هم معتادين عليه يتم مجابهتك في الصراخ والافتراء بل الانكى تسمع نصيحة من بعض مرتزقة السلطة بالقول لك هذه سياسة وانت لا تفهم بالسياسة.
للأمانة في هذا الزمن القميئ، من الأفضل أن تكون جاهلاً في السياسة على ان تتقن السياسة، لأن السياسة لدى دول العرب لاطعم ولا لون ولارائحة لها بل الأمر والربط بيد مجموعة من الساسة وأصحاب القرار، ما نراه من صراعات مابين فيالق العرب الإعلامية أشبه بصراع الحمير والبغال.
إذا اردت ان تعرف سبب الخراب والدمار والانهيار في العالم العربي، ففتش عن الأسباب تكتشف من يحكم دول العرب أنظمة تخدم مصالح المستعمر، لذلك السمكة تفسد من رأسها، هناك دول كبرى هي تتحكم للأسف بالعالم ماحدث في سيرلانكا على سبيل المثال والتي أعلنت سلطاتها أن اقتصادها قد انهار تماما هي مكان صراع ما بين الصين والغرب لذلك تم تحريك جماهير جائعة غاضبة تعاني من صراعات دينية لحرق الشارع الشعبي واسقاط النظام الذي فتح مجال الاستثمار للصين بشكل خاص.
الدول الفاشلة تشغل الرأي العام الشعبي في أزمات جانبية، بينما تجد كل دول العالم مشغولة بمعالجة الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم الركودي ويسعون لإيجاد حلول لها ، ونحن شعبنا مشغول بصراعات الأخوة بين ابناء المذهب الواحد يصف كل طرف الطرف الآخر بأنه ذيل، وإيجاد مقارنات غبية بين نظام صدام الجرذ القمعي ونظام محاصصاتي فاسد يتم تقاسم حصص المكونات الثلاثة مابين المنتمين للاحزاب الفاسدة والتي لاتمثل سوى نسب ضئيلة من الجماهير الشعبية للمكونات العراقية الثلاثة الرئيسية، لدينا ساسة لايدركون حجم الأزمة التي هم فيها لذلك يصرون على رفع ذات الشعارات التي أكل عليها الزمن وشرب.
نظامنا الحالي أوليغارشي و تعني حكم الأقلية أو العوائل، رغم تصدرهم زمام السلطة ومنذ عشرين عاما، إلا انهم لازالوا يعيشون بعقلية المعارض المقموع والمظلوم، لازالوا يخافون من فلول البعث ويهبون لهم الأموال ويمنحوهم حقوق لما يحصلوا عليها بحقبة حكم جرذهم المقبور صدام، ومن المؤسف تجد يقارنون أنفسهم بشئ سئ…الا يفترض أنهم يصنعون اشياء جيدة في خدمة المواطنين وقضاء حوائجهم والضغط على المستشفيات لتوفر إمكانية إجراء العمليات بشكل مجاني للمواطن والفصل ما بين أطباء المستشفيات ومابين الأطباء الذين لديهم عيادات خاصة، أسلوب المقارنات يكشف وضعنا البائس، لا يوجب بمن يحكم اليوم ان يقارن ذلك مع النظام السابق السيء، لتكون المقارنة ما بين نظامنا الحالي والأنظمة الديمقراطية الأخرى.
سئل الفيلسوف جان جاك روسو ما هو الوطن،فأجاب، الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه مواطن من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته.
الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء، الدفء والإحساس بالكرامة…، ليس الوطن أرضًا فقط، ولكنه الأرض والحق معًا…، فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك…، الوطن هو حيث يكون المرء في خير…
أيظن الذيل بارتفاعه عن موضع الرأس أنه قد علا وسما ،خاب وخسر ظنه،
سيعود الى موضعه الطبيعي ويبقى ذيلاً للابد ويبقى الرأس رأساً وأن قطع، في الختام على الكاتب والصحفي والمثقف العراقي الشريف قول كلمة الحق ونقد الساسة ليس للتخريب والعمل على إشاعة روح اليأس والاضطرابات وخيبة الأمل وإنما طرح بديل افضل من خلال طرح أفكار مفيدة تجمع مكونات الشعب العراقي لقبول العيش المشترك والاحتكام للصندوق الانتخابي وحث المسؤولين بالدولة على خدمة المواطنين، ليس من المعقول يتعرض مواطن للظلم ويذهب إلى مكتب رئيس الحكومة ورؤساء المؤسسات ووزراء الوزارات المعنية ويكتب المسؤول عبارة إجراء اللازم وفق الضوابط لخداع المواطن وعدم انصافه وبقاء حالة الرفض أو الظلم الذي لحق بالمواطن على حاله، ايها المسؤول الذيل سقطتم بنظر الجماهير فعليكم ايها الذيول وبشكل خاص المسؤولين من ابناء المكون الشيعي العراقي بتصحيح اخطائكم والتقرب والتودد من المواطنين والعمل على قضاء حوائجهم لإعادة الثقة مابينكم وبين حاضنتكم المجتمعية، أيها الذيول تبا وتعسا لكم جلبتم لنا العار والذل والخزي، نحن من نملك القوة والشجاعة والتحدي فنحن واعني المكون الشيعي العراقي ليس طرف ضعيف وإنما طرف قوي لكن مصائبنا بسبب سوء إدارة ساسة مكوننا إلى مؤسسات الدولة وعدم استخدام لغة الحزم مع أراذل فلول البعث وهابي ومن لف لفهم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
12/7/2022
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط