محمد حمزة الجبوري
من أكبر التحديات التي واجهت الإعلام العالمي عامة والعربي خاصة التهديد الصحي الأخير وما رافقه من تداعيات خطيرة متسارعة على الكوكب وبات التهديد الكوروني محرض أساسي لنشؤء إعلام رصين مهني يعتمد الدقة والموضوعية بوصفه مؤثر هام في رسم السلوك الجمعي لحياة البشرية عبر عصورها .
ما أسعى للوصول إليه هو دراسة الظاهرة الإعلامية الراهنة التي لم تتعاطى في الغالب مع الجائحة بشكل يتناسب مع حجم الخطر النفسي الداهم لتقلل إعلامياً من الهول الذي رافق تفشي الوباء عالمياً ؛ ما يعني أهمية أن يوصف الوباء وصفا حقيقياً دقيقا تحاشياً لدخول العالم بهلع مميت والذي ستكون له تداعيات هائلة على العالم في المستقبل .
نطمح إلى تلمس إجابات إعلامية واقعية مرضية حول الوباء من مصادر حقيقية لتسويقها للجمهور بما يتلائم مع المخيلة العربية المشككة ومحاولة إخراج العقل الجمعي العربي من “العزلة الفكرية” وما يؤمن به من نظرية مؤامرة وغيرها ودعوة الأقلام والعقول العربية الواعية إلى إيجاد مقاربات ومعالجات وصولاً إلى نتائج ملموسة لتطويق الوباء إعلامياً باتجاهين : اتجاه تقليل الهول الغير مبرر والدعوة إلى صناعة “وعي صحي” عربي لمناهضة الجائحة يعزز الثقافة الصحية الوقائية والتأسيس لمنظومة حماية مجتمعية تحد من اتساع رقعة الوباء ومساحة التفشي .
وهذا المنعطف الإعلامي الذي نأمل أن يدعمه الجميع لابد من أن يحمل معه مسوغات قوية لظهوره بوصفه “المصل الفكري والثقافي” المتزامن مع نضال الباحثين والعلماء في إيجاد حلول صحية ناجعة لإنهاء شبح كورونا إلى الأبد .
الإعلام العربي اليوم مدعو إلى خوض حرب مع أدواته التقليدية ومتبنياته الفكرية فهو إما أن ينتقل إلى نجاح أكبر ويصل إلى مصاف النهضة الإعلامية ؛ أو يسقط ويؤول إلى النسيان والفناء .
من هنا ولهذا المسوغ ومن رحم المعاناة الماثلة ولدت فكرة تنظيم مؤتمر موسع لبحث الظاهرة كي لا تجابه حيرة الصحة العالمية في معرفة كنه الوباء بحيرة إعلامية وتيه عالمي حيال الوباء وماهيته وكان للزميل الحقوقي (ادريس الحمداني) قدم السبق في التأسيس لفكرة عقد مؤتمر للإعلام العربي برعاية الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي بغية تعزيز دور الإعلام في مواجهة تهديد كورونا المتصاعد وإيجاد مناخ إعلامي عربي لمناهضة التحديات الصحية ونشر الوعي الوقائي تفادياً لأي إنهيار صحي محتمل .