بمجرد أن تراودك فكرة الاستحمام بالماء الساخن، ينتابك شعور بالراحة. فالحمام الساخن يُعد من أقدم وأسهل أنواع الروتين للعناية الذاتية في نهاية يوم مرهق. لكنك قد تغفل عن أنّ هناك فارقاً بين الماء الدافئ، والآخر الساخن الذي يتصاعد منه البخار.
الماء الساخن وبشرتك لا ينبغي أن يلتقيا!
الدكتورة مايا الهبر – اختصاصية في الأمراض الجلدية.
بشكل عام، يترافق التعرض للمياه لمدة طويلة مع جفاف البشرة التي يضرُّ بها الاستحمام بالماء الساخن، لا سيما إذا استمر لمدة طويلة. وتؤذي حرارة السائل بشرة الوجه والجسم والشعر بشكل كبير لأنه يُجرّدها من الزيوت والدهون الطبيعية التي تفرزها بغية الحفاظ على الماء والرطوبة في الجلد. ومع كسر وظيفة هذا الحاجز الطبيعي قد تصبح البشرة مكشوفة أمام الالتهاب والحكاك والحساسية والتهيج تحت تأثير بعض المواد الموجودة في البيئة الخارجية.
واستكمالاً، حينما يضعفُ هذا الحاجز، يزحف الجفاف على الجلد، وقد يرافقه طفح وأعراض حساسية، خصوصاً لدى من يعانون من أمراض جلدية كالإكزيما والتبقُّع الوردي “روزايكا” Rosacea ، سواء على الوجه أو الجسم.
ونرى الجفاف الناتج عن الاستعمال المفرط للمياه مثلاً لدى سيدات المنازل، بسبب قيامهن بالأعمال التي تتطلب استخدام المياه بشكل كبير ومتكرر ومتواصل.
إن الحرارة المثالية للاستحمام هي الدافئة أو الفاترة والموصى بها للأطفال، أي تلك التي تبلغ 37 درجة مئوية، على أن تتراوح مدة الاستحمام ما بين 5 إلى 15 دقيقة، لأن الاستحمام الأطول يمكن أن يجرد بشرتك من الرطوبة. ومَن يحب أن يستحم بالمياه الساخنة، فليعمل على أن تكون مدة الاستحمام قصيرة جداً.
الأمر سيان بالنسبة إلى شعرك!
عند غسل الشعر، يخترق الماء والمنتجات الطبقة الخارجية وصولاً إلى الهياكل الداخلية، حيث يتفاعل ذلك كله مع كلّ مكون بحسب درجة الحرارة. بالتالي، يؤدي الاستحمام بالماء الساخن إلى إزالة طبقة الشعر الخارجية، مما يُساعد على تنظيف الأوساخ والزيوت بشكل أكبر. لكن ذلك يجعله ضعيفاً وهشاً. وقد يعمل ذلك على زيادة تساقط الشعر وتلفه مع مرور الوقت. ويستحسن أن يرافق غسل الشعر بالماء الساخن ترطيبه كي لا تتدهور حالة التراكيب البروتينية في الشعر، مع ما يرافق ذلك من هشاشة وتقصُّف في الأطراف.
واستكمالاً، حينما يغدو الشعر ضعيفاً وتالفاً، قد ينمو بشكل أبطأ من الشعر الصحي. كذلك، يمكن أن يسبب الماء الساخن التهاباً في فروة الرأس، مما قد يؤدي إلى ظهور قشرة الرأس والحكة وتساقط الشعر. ومع الماء الساخن، يحدث تلف في بصيلات الشعر ويتعطل التوازن الطبيعي لفروة الرأس.
في المقابل، يعمل الماء البارد على غلق البشرة للاحتفاظ بالرطوبة الموجودة من الجذور إلى الأطراف، على الرغم من إمكانية ألا تُغسل الأوساخ والزيوت بشكل صحيح. في المقابل، لا تتكفل درجات الحرارة المنخفضة وحدها بدفع الترطيب الإضافي أو الزيوت إلى جذوع الشعر التي قد تفتقر إليه بسبب روتين الترطيب غير الكافي.
كيف تحمي بشرتك وشعرك بعد حمام ساخن؟
ثمة عادات أخرى يجب تجنبها لكونها مضرّة بالحاجز الطبيعي الذي يتضمّن الدهون الطبيعية لبشرتك. يشمل ذلك استخدام الصابون القاسي وغسول الجسم ذي العطور القوية والليف ومناشف الاستحمام وأي شيء يفرك به الجسم أو الوجه. لذا، عليك استخدام الصابون باعتدال عند الاستحمام، مع استعمال الأنواع التي تحتوي مواد كيمياوية لطيفة، والخالية من العطور، والمتوازنة في درجة الحموضة.
يستحسن أن تُجفف بشرتك بالتربيت عليها tap and dry بمنشفة ناعمة لمنع فقدان الرطوبة، بدلاً من فركها بقوة. واستخدم غسولاً للجسم أو مرهماً أو كريماً بعد الاستحمام كي يعيد الرطوبة الطبيعية لبشرتك، ويجنّب الجلد الجفاف والحكة وتفاقم الإكزيما والآثار الضارة وحتى الموقتة على بشرتك.
بالنسبة إلى الشعر، يُعدّ الحصول على التوازن الصحيح بين الدفء والبرودة أمراً أساسياً لحماية شعرك. وإذا كنت ترغب في الاستفادة من فوائد غسل الشعر بالماء البارد، الجأ إلى الماء البارد في نهاية الاستحمام للحفاظ على الرطوبة. إلى ذلك، استخدم شامبو وبلسماً مرطبين بتركيبات خالية من الكبريتات، ولطيفة على الشعر وفروة الرأس. ومن الأمثلة على تلك الأنواع اللطيفة، هنالك الجوجوبا والعسل وزبدة الشيا، التي تساعد على تغذية وترطيب الشعر. استخدم قناع ترطيب عميقاً، وضع سائل التليين “سيروم” serum من الأنواع المغذية للشعر بعد الاستحمام. إضافة إلى ذلك، يمكن وضع بلسم لا يُشطف بعد الاستحمام على شعرك المبلل بهدف حبس الرطوبة ومنع الجفاف.