ربطت دراسة روسية بين الاكتئاب وزيادة معدلات الوفيات بين النساء المصابات بسرطان الثدي.
وذكر الباحثون بجامعة قازان الطبية الحكومية في روسيا، أن الدراسة تسلط الضوء على التأثير الكبير للاكتئاب في معدلات البقاء على قيد الحياة ونوعية الحياة للنساء المصابات بسرطان الثدي.
وبيّنت نتائج الدراسة التي عرضت، الاثنين، أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية للطب النفسي في بودابست، أن سرطان الثدي هو مرض يتسم بنمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي بشكل خارج عن السيطرة، مكوِّنة أوراماً، ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة.
ويعد هذا السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، وتسبب في وفاة 670 ألف حالة عام 2022، وفق منظمة الصحة العالمية.
وقدرت الدراسات السابقة أن 32 في المائة من المصابات بسرطان الثدي على مستوى العالم يعانين من الاكتئاب.
وعلى الرغم من التحسينات في فحص وتشخيص وعلاج سرطان الثدي، لا تخضع مريضات سرطان الثدي لفحص حالة صحتهن العقلية بشكل صحيح، وغالباً لا يتلقين الدعم الكافي.
وأجرى الفريق تحليلاً شاملاً للأبحاث الموجودة حول مدى انتشار وتأثير الاكتئاب على حياة مريضات سرطان الثدي.
ووجدت الدراسة أن الاكتئاب ينتشر على نطاق واسع بين مريضات سرطان الثدي، وقد تصل نسب انتشاره إلى 38 في المائة من المصابات.
وسلطت النتائج الضوء على وجود علاقة كبيرة بين الاكتئاب والوفيات، حيث أشارت إلى زيادة احتمالات الوفاة بنسبة 50 في المائة لدى مريضات سرطان الثدي اللاتي يعانين من الاكتئاب، مقارنة بمن لا يعانين من الاكتئاب.
وبشكل عام، خلصت الدراسة إلى أن كلاً من الاكتئاب والقلق يمكن أن يؤثران سلباً على معدلات البقاء على قيد الحياة، ويقللان من نوعية الحياة لدى مريضات سرطان الثدي.
وأشار الباحثون إلى أن السرطان والاكتئاب واضطرابات القلق يرتبطون بشكل وثيق، ومن المهم استكشاف ما إذا كانت هناك اضطرابات عقلية لدى مريضات سرطان الثدي في وقت التشخيص الأولي للمرض، من أجل بدء العلاج في أقرب وقت ممكن.
وأضافوا أن الصحة العقلية لمريضات سرطان الثدي تستدعي اهتماماً كبيراً، لأن الأمراض الخبيثة يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الصحة العقلية ومدى الالتزام بالعلاج ونوعية الحياة.
من جانبه، قال الأمين العام للجمعية الأوروبية للطب النفسي، الدكتور جوليان بيزهولد: «تؤكد هذه النتائج الحاجة الماسة لإجراء فحص روتيني للاكتئاب لدى مريضات سرطان الثدي في وقت التشخيص، واتباع نهج متكامل للعلاج يشمل مشاركة متخصصي الصحة العقلية».
وأضاف عبر موقع الجمعية أنه «من المهم أيضاً زيادة الوعي حول تأثير سرطان الثدي على الصحة العقلية والنفسية».