حسن فليح / محلل سياسي
اخطر انتخابات ستشهدها الولايات المتحدة الامريكية عبر تاريخها تلك التي ستجري في 5 نوفمبر لعام 2024 ، حيث وصف ترمب السباق الرئاسي لعام 2024 على أنه “المعركة النهائية”، وأشار في حالة لم يتم انتخابه فستضيع الولايات المتحدة إلى الأبد !! مما يشير إلى أن الانتخابات ستكون أيضاً بمثابة معركة حقيقية بين سياستين مختلفتين لقيادة امريكا ومن بعدها العالم ، وتشكل الاختبار الكبير والحقيقي للديمقراطية في الولايات المتحدة ،
بلا شك ان العالم يترقب بحذر شديد لتلك الانتخابات اكثر من اي انتخابات مضت كونها ستحسم الخيارات الامريكية في مجمل القضايا المثيرة وبؤر التوتر حول العالم ، والشرق الاوسط بوجه التحديد ، فوز الديمقراطيين يعني ان العالم سيبقى بلا حسم وسيبقى يتآكل بلا رحمة وسيحطم ذاته بنفسة كما نشاهده اليوم وتلك السياسة الخبيثة التي يمتاز بها الديمقراطيون قد اغرقت العالم بمزيد من المشاكل الاقتصادية منها والعسكرية والسياسية والتي ضلت بلا حسم ، فوز ترمب يعني ان العالم والشرق الاوسط سيشهد حلولا وسيشهد تغييرا كبيرا في بعض انظمة الحكم فية وان ايران وفصائلها المسلحة التي شكلت مصدر القلق بالشرق الاوسط سيتم وضع حدا لها بشكل غير مسبوق ، وربما سيتغير نظام ايران الحالي وهذا ما اكدة ترامب في مناسبات عديدة وقال سأتعامل مع ايران بطريقة مختلفة ومن الداخل وتشير بعض التقارير ان لقائات جرت مع شخصيات سياسية معارضة للنظام الايراني مع ترامب بهذا الخصوص ، وفي معرض حديثة عن الحرب الروسية الاوكرانية اشار ترمب في اكثر من مرة ساضع لها حدا خلال 24 ساعة ، وان دفع مليارات الدولارات الامريكية لاوكرانيا سيتوقف ،
ان العالم لايتحمل سياسة الديمقراطيين بالمراهنة على الزمن بحل المشاكل والتوترات دون تدخل حاسم ، العالم بحاجة ماسة للحلول الجذرية والقوية وسياسة بايدن غير الحاسمة بالكثير من الملفات بالعالم وخاصة بالشرق الاوسط التي اضاعت الكثير من هيبة امريكا ، الامر الذي انعكس سلبا على الداخل الامريكي الذي بات مرشحا قويا للانقسام ، كما ان الحرب الاهلية تلوح بالافق في حالة ان بايدن والديمقراطيين قد يفوزون بالانتخابات مرة اخرى !! أن دونالد ترمب أصبح صوته مسموعاً ويصدقه الملايين من المواطنين الامريكان ، وأشارت استطلاعات للرأي إلى أن ما يقرب من ربع مواطني الولايات المتحدة يقولون إنهم على استعداد لاستخدام العنف لإنقاذ البلاد ! وهو أمر يدعو للقلق ، لأن رفض ترمب التزام قبول نتائج انتخابات 2024 إذا لم تكن لصالحه، فإن أنصاره على استعداد مرة أخرى لاتباع كلمات الرفض وتحويلها إلى أفعال!! علما
أن الديمقراطيين سيبذلون كل ما لديهم للفوز في الانتخابات هذا الخريف، وهو ما تعهد به بايدن في خطاب حال الاتحاد محاولاً اللحاق بخصمه، بل وتجاوزه خلال الأسابيع والأشهر السابقة للانتخابات ، وامر بديهي سينسحب ذلك على سياسىة بايدن الخارجية وليس الداخلية فحسب وذلك في اربعة امور مهمة ابرزها الحرب في اوكرانيا والحرب في غزة ومعالجة النفوذ الايراني ومحاولة النجاح مع ايران بشأن اتفاقها النووي ليكون نقطة الارتكاز في معركته الانتخابية في حالة نجاحة بتلك المحاور الاربعة على اقل تقدير ،
قالت مجموعة أوراسيا الاستشارية لتحليل المخاطر إن الانتخابات الرئاسية الأميركية ستشكل أكبر خطر سياسي على العالم في عام 2024 بغض النظر عمن سيفوز فيها، بسبب إساءة استخدام مؤسسات أقوى ديمقراطية في العالم.
وفي تقريرها السنوي قالت مؤسسة تحليل المخاطر السياسية إن انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 “ستختبر الديمقراطية الأميركية إلى درجة لم تشهدها الأمة منذ 150 عاما”، في إشارة إلى الحرب الأهلية.
وأضافت أن “الولايات المتحدة هي بالفعل الدولة الديمقراطية الصناعية المتقدمة الأكثر انقساما واختلالا في العالم. وستؤدي انتخابات 2024 إلى تفاقم هذه المشكلة بغض النظر عن الفائز”.
واستطردت المجموعة “نظرًا لأن نتيجة التصويت هي في الأساس خيار بين شخصين (على الأقل في الوقت الحالي)، فإن الشيء الوحيد المؤكد هو استمرار الضرر الذي يلحق بالنسيج الاجتماعي الأميركي ومؤسسات البلد السياسية ومكانتها الدولية .
بايدن وترامب
وقال التقرير إنه إذا خسر دونالد ترامب -المرشح الجمهوري الأوفر حظا في الوقت الحالي- مرة أخرى أمام الرئيس الحالي جو بايدن، فمن المرجح أن يزعم قطب العقارات مرة أخرى بحدوث عمليات تزوير كبيرة، وأن “يحرض على شن حملات تخويف واسعة النطاق” ضد مسؤولي الانتخابات والعاملين فيها.
وفي ضل تلك التحليلات والمؤشرات نقول ، ان امريكا لم تعد القطب الوحيد المتحكم بالعالم مهما تكن نتائج الانتخابات ، وان العالم ذاهب لامحال الى تعددية الاقطاب ، وتلك الحالة يهضمها الترمب والجمهورين ويستطيعون التعامل معها عبر تفاهمات دولية دون الانتقاص من هيبة امريكا وحضورها الدولي الفاعل ، اكثر بكثير من بايدن والديمقراطيين الذين سيضيعون امريكا قبل العالم بسياستهم الحالية وفي حالة استمراهم وفوزهم بالحكم مرة اخرى فمن المؤكد ان العالم سيدخل في حروب متعددة لاحصر لها ولا تحمد عقباها ، ذلك فضلا ان امريكا نفسها ستدخل بأنقسامات وتناحرات داخلية مؤشراتها واضحة للعيان الان .