{الايام وربما الساعات القادمة تنذر بالخطر الشديد}

2

حسن فليح / محلل سياسي

بعد مقتل جندي امريكي واحد في زمن الرئيس الامريكي ترامب كان الرد حين ذاك هو القيام باستهداف سليماني والمهندس ، فماذا سيكون رد الرئيس الامريكي الحالي بايدن بعد مقتل ثلاثة جنود امريكان واصابة اكثر من خمسة وثلاثون منهم ؟ ان الرد الامريكي المرتقب مهما يكن شكله وحجمه لايساوي شيئا دون استهداف العمق الايراني من اجل انهاء وتعطيل المشغل والمسبب الذي يقف وراء تلك الاحداث ، حيث لايمكن ترك الرأس المدبر والداعم والموجه والانشغال باستهداف التابعين فقط دون حل جذري،ان عظمة وهيبة الولايات المتحدة اصبحت على المحك امام هذا التحدي الخطير وامام فصائل مسلحة استطاعت ايران من تسليحهم وتدريبهم وتحارب بهم بالوكالة لتحقيق غاياتها واهدافها بالمنطقة على حساب امن واستقرار شعوبها وبلدانهم ، ترك ايران بهذا الشكل بلا رادع يجعلها اخطر مستقبلا من قرار الحرب عليها ونتائجها بالوقت الحاضر ، فالتردد الذي يبديه الرئيس بايدن يعطي اشارة واضحة الى العالم ان امريكا لم تعد الدولة العظمى ولا حتى الكبرى بالقياسات المعروفة دوليا ، وبذلك اصبح الرئيس بايدن في خطر داخلي امام الشعب الامريكي وامام معارضيه وامام خطر خارجي مقابل حلفائه واعدائه الدوليين ، حيث لايمكن الخلاص من كل ذلك بدون قرار تاريخي يعيد الثقة المفقودة بأمريكا ورئيسها الحالي ، سياسة ايران الحالية هي استنزاف الولايات المتحدة بالشرق الاوسط دون الدخول بحرب مباشرة معها، فهل نحن الان امام حرب كبرى في الشرق الاوسط ام صفقة كبرى ؟ العراق هو القضية الرئيسية بين إيران والولايات المتحدة. فإيران تريد انسِـحاب أمريكا منه كي تحـل هي مكانها، بوصـفها القوة العسكرية المُـهيْـمنة في الخليج، في حين أن الولايات المتحدة تريد الانسِـحاب من العراق، وتتحرر من التزامتها في المنطقة لتـواجه تحديات خطيرة امام الصين في موضوع تايوان وخطر روسيا وحربها في اوكرانيا ، لذلك تخشى الحرب مع ايران الامر الذي سيخلي الساحة تماما امام الصين وروسيا ، واشنطن تُـدرك الخطر الحقيقي في حال تمكنت ايران ان تفرض نفسها قوة اقليمية تكون الأقوى في منطقة الخليج ، لهذا السبب تحديدا نجد ان الولايات المتحدة لن تغادر المنطقة حتى ولو اقتضى الأمر بقاء القوات الأمريكية هنا إلى الأبد أو على الأقل إلى أن تنضب آخر قطرة نفط ، العراق سيكون بمثابة الساعق للحرب بالمنطقة ومهما حاولت الولايات المتحدة تجنب ذلك ربما سيقودها الى الدخول في حرب عالمية وليس شرق اوسطية فحسب ، المعالجة تقتضي حسم النفوذ الايراني بالعراق وحسم الصراع حوله مع ايران ، وان سياسة اوباما التي ورطت امريكا بالشراكة مع ايران لادارة الملف العراقي اثبتت فشلها واثبتت فشل التجربة السياسية المتعثرة التي قادة البلاد الى الهاوية السحيقة حتى اصبح العراق الساحة المرشحة للصراع الدامي في مقبل الايام ، من العراق وبسببه ستنطلق الحرب الكبرى بالمنطقة شائت امريكا ام ابت .

التعليقات معطلة.