{البحث عن الشرعية لمن لاشرعية لهم}

1

حسن فليح / محلل سياسي

ان عقدة القوى الولائية هي الشرعية واصرارهم على اجراء انتخابات مجالس المحافظات المرفوضة اصلا من قبل الشعب يُعد غباء سياسي وتحدي واضح لارادة العراقيين الرافضة والساخطة التي أكدها شعبنا بصورة جلية يوم الانتخابات في 18/ 12 بعزوفه عن المشاركة وعدم مبالاته بأنتخاباتهم التي كان المراد منها هو ملامسة الشرعية ولو بشكل بسيط لكي يتخلصوا من عقدتهم المتلازمة والمتفاقمة يوما بعد يوم ، ان انتخابات مجالس المحافظات كانت بمثابة الاستفتاء على شرعيتهم وعدم المشاركة الشعبية كانت دليلا صادم لهم ومن يقف خلفهم ، وان اعتماد الكذب بزيادة نسبة المشاركة دليلا اخر على بلوغ هزيمتهم الساحقة امام العالم ، ان الوضع السياسي بعد انتخابات 18/ 12 ينذر بالكثير من المخاطر على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي ، والجميع امام اعادة حساباتهم بشكل جلي وموضوعي بخصوص العراق ، بعد الحدث الذي قلب الطاولة على الجميع بموقف شعبي موحد ، ان خيار المقاطعة ليس وليد اللحظة وانما منذُ انتخابات 10/10 والتي لم يشارك بها سوى 22% من الذين يحق لهم التصويت من العراقيين ، على الرغم من مشاركة التيار الصدري بها ، ان يوم 12/18 شكل اليوم الوطني للرفض الشعبي للطبقة السياسية تجلى بأبهى صوره وأفضل ردة فعل سلمية ووطنية اعادة للعراقيين صورتهم الحقيقية امام العالم ، على المجتمع الدولي ان ينزع شرعيته وغطائه عن النظام الحالي ويكون الى جانب الشعب وعليه ان يؤمن بحقيقة أن لاشرعية شعبية لهذا النظام الذي كلف العراقيين الكثير من التضحيات والمعانات وهدر عشرين عاما من حياتهم ، وتلك واحدة من الاخطاء الاستراتيجية الكبرى التي تتحملها الولايات المتحدة اما الشعب العراقي والانسانية جمعاء وعليه توجب التصحيح من قبلها واعادة العراق للعراقيين ومكانته الصحيحة بين الامم والشعوب لممارسة دوره في البناء والتقدم واشاعة السلام بالمنطقة ، وأن لايبقى ساحة مفتوحة لمن هب ودب للعب على حساب العراق ومصالحة الوطنية العليا ، وبذلك تتحقق المصالح والشراكة الحقيقية مع الشعب العراقي وليس مع ناس تابعين لايؤمنون الا بمصالحهم الخاصة وارضاء هذا الطرف الدولي او هذا الطرف الاقليمي على حساب العراق وشعبه وسط معانات العراقيين وحساسيتهم الشديدة من هذا الموضوع .

التعليقات معطلة.