الدولار ينخفض و”وول ستريت” تفتح على صعود حاد عقب بيانات الوظائف الضعيفة والأسهم الأوروبية إلى أعلى
زاد عدد الوظائف الأميركية غير الزراعية 175 ألفاً الشهر الماضي
تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في أبريل (نيسان) الماضي وتراجعت زيادات الأجور السنوية، لكن ربما يكون من السابق لأوانه توقع أن يبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة قبل سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ إن سوق العمل لا تزال قوية إلى حد ما.
إلى ذلك، أظهر تقرير الوظائف الذي أصدره مكتب الإحصاء التابع لوزارة العمل الأميركية اليوم الجمعة زيادة الوظائف غير الزراعية 175 ألفاً الشهر الماضي، بينما بيّنت مراجعة بيانات مارس (آذار) الماضي ارتفاع الوظائف بواقع 31 ألف وظيفة بدلاً من 303 آلاف سابقاً.
وكان اقتصاديون استطلعت “رويترز” آراءهم توقعوا زيادة عدد الوظائف 243 ألفاً، وتراوحت التقديرات ما بين 150 و280 ألف وظيفة.
وصعد معدل البطالة إلى 3.9 في المئة من 3.8 في المئة، ليظل أقل من أربعة في المئة في 27 شهراً متوالياً، وزادت الأجور 3.9 في المئة في 12 شهراً بما في ذلك أبريل الماضي، بعد ارتفاعها 4.1 في المئة في مارس 2024، ويعتبر نمو الأجور بين 3.0 و3.5 في المئة متسقاً مع هدف التضخم لـ”الفيدرالي” البالغ اثنين في المئة.
وأبقى البنك المركزي الأميركي أول من أمس الأربعاء سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة من دون تغيير في النطاق الحالي ما بين 5.25 و5.50 في المئة ليظل كما هو منذ يوليو (تموز) 2023.
وما زالت الأسواق المالية تتوقع أن يبدأ المركزي الأميركي دورة تيسير نقدي في سبتمبر 2024 وتعتقد أقلية من الاقتصاديين بأن الاحتمالات تتقلص، فمنذ مارس 2022 رفع البنك الأميركي سعر الفائدة 525 نقطة أساس.
وبعد أنباء الأسبوع الماضي عن تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام الحالي، قد يثير التواضع في نمو الوظائف المخاوف من فقدان الاقتصاد قوته الدافعة سريعاً خلال الربع الثاني من 2024، لكن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في الربع السابق كان إلى حد بعيد بسبب صعود الواردات في تجلٍّ لقوة الطلب المحلي.
“وول ستريت” تفتح على ارتفاع حاد
في غضون ذلك، استهلت المؤشرات الرئيسة في بورصة “وول ستريت” تعاملات اليوم على ارتفاع بعدما أنعش تقرير حول الوظائف جاءت نتائجه أضعف من المتوقع، الآمال في خفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة هذا العام، ودعمت مكاسب أسهم “أبل” و”أمجن” بفضل ترجيحات متفائلة للشركتين المؤشرات، وقفز مؤشر “داو جونز الصناعي” 483.7 نقطة أو 1.27 في المئة إلى 38709.36 نقطة، وصعد مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” بنحو 58.6 نقطة أو 1.16 في المئة إلى 5122.78 نقطة، وزاد مؤشر “ناسداك” المجمع 306.5 نقطة أو 1.94 في المئة إلى 16147.482 نقطة.
الدولار ينخفض
ولم يختلف الأمر في أسواق العملات، إذ هوى الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الين اليوم، بعد بيانات الوظائف الأميركية.
وهبط مؤشر الدولار 0.51 في المئة طوال اليوم إلى 104.76، بعدما وصل في وقت سابق إلى 104.52، في أدنى مستوى منذ الـ10 من أبريل الماضي، وارتفع اليورو 0.57 في المئة إلى 1.0786 دولار.
وتراجعت العملة الأميركية 0.77 في المئة مقابل نظيرتها اليابانية إلى 152.44 ين ووصلت إلى مستوى 151.86، هو الأدنى منذ الـ10 من الشهر الماضي.
وتسير العملة اليابانية على طريق تحقيق أفضل مكسب أسبوعي بالنسبة المئوية مقابل الدولار منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بعدما تدخلت السلطات أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 لدعم العملة.
أسهم أوروبا تصعد
في القارة العجوز، فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع وسط حال من الابتهاج بين المستثمرين بمجموعة من النتائج القوية لبنوك فرنسية من بينها “سوسييتيه جنرال” و”كريدي أغريكول”، في حين تلقى قطاع التكنولوجيا دعماً بفضل نتائج قوية أعلنتها “أبل”، إضافة إلى عملية إعادة شراء غير مسبوقة للأسهم.
وصعد مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.2 في المئة، لكنه يتجه صوب انخفاض أسبوعي مع مكاسب في مؤشر البنوك تجعله من أكبر الرابحين بين القطاعات.
وقفز سهم “سوسييتيه جنرال” 5.5 في المئة، بعد تراجع أقل من المتوقع في صافي دخل الربع الأول من العام الحالي، في حين زاد سهم “كريدي أغريكول” 3.7 في المئة، بعد قفزة بنحو 55 في المئة في صافي ربح الربع الأول من العام بما يفوق التوقعات، وارتفع المؤشر الفرنسي 0.2 في المئة.
وكان مؤشر شركات التكنولوجيا أكبر الرابحين، إذ صعد 0.9 في المئة، مدعوماً بتجاوز شركة “أبل” نتائج وتقديرات الربع الثاني، إضافة إلى كشفها عن برنامج غير مسبوق لإعادة شراء الأسهم، وانخفض سهم “غلينكور” 1.8 في المئة، بعدما ذكرت “رويترز” أن شركة التعدين تدرس الاستحواذ على “أنغلو أميركان”.