مقالات

{البعث صناعة أمريكية}

حسن فليح /محلل سياسي

الجزء الاول

جاء في كتاب في سبيل البعث النص التالي لمؤلفه ميشيل عفلق ان حركة البعث جائت كردة فعل معادية للشيوعية بالوطن العربي، وقد تجسد ذلك بالمذبحة الكبيرة التي تعرض لها الشيوعيين بعد انقلاب 14 رمضان عام 1963 الذي اطاح بحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم ،
ولد عفلق في عائلة من الطبقة المتوسّطة في العاصمة السوريّة دمشق، ودرس في جامعة السوربون الفرنسيّة، حيث قابل فيها رفيقه السياسيّ المستقبليّ صلاح الدين البيطار. عاد عفلق إلى سوريا في عام 1932، وبدأ حياته السياسيّة بعد انظمامة الى الحزب الشيوعي السوري بزعامة خالد بكداش أصبح عفلق ناشطًا شيوعيًا، لكنه قطع علاقاته بالحركة نتيجة طرده من الحزب الشيوعي السوري ، اسس عفلق والبيطار في وقت لاحق من عام 1940، حركة الإحياء العربي وسُمّيت فيما بعد باسم حركة البعث العربي بعد لقائهما في فرنسا بجامعة السوربون وتمت مفاتحتهما من قبل المخابرات المركزية الامريكية لتاسيس حزب عربي موازي للشيوعية المتنامية في الوطن العربي وذات الانتشار الواسع والمثير لقلق الغرب عموما والخشية من استلام السلطة في اكثر من بلد عربي لاسيما في العراق وسوريا ولبنان ومصر وكذلك في ايران الدول التي كانت متأثرة شعبيا بالفكر الماركسي الينيني اكثر من سواها من بلدان المنطقة ، كانت الفكرة التي املتها المخابرات الامريكية تتركز على ربط الصراع القومي بالصراع الطبقي والعمل على جعل القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحزب مع التركيز على الايمان بالدين الاسلامي ونبذ الالحاد والعمل على الصاق صفة الالحاد على الشيوعيين العرب الامر الذي سيجلب الناس للانظمام للحركة والحزب الجديد على حساب الفكر الشيوعي المغري حينها للمثقفين العرب وعموم الناس ، ركز الغرب في بناء فكر حزب البعث العربي على نعت الشيوعية بالالحاد في مجتمع عربي ريفي قبلي عشائري متدين لم تتبلور فيه الطبقة العاملة الواعية لعدم وجود صناعة متطورة تتمتلكها الطبقة البرجوازية اصحاب رؤوس الاموال اي عدم وجود طبقة رأس مالية حقيقية يتبلور من خلالها الصراع الطبقي بينها وبين الطبقة العاملة التي ليس لها وجود حقيقي في مجمتمعنا العربي الريفي حين ذاك ، علما ان وجود صراع قومي متبلور بوجود الكيان المحتل لفلسطين هو السائد على الساحة السياسية في ذالك الحين ، نجح الغرب سياسيا في تكوين فكرة البعث الجديد لمجابهة المد الشيوعي للسوفيت بالمنطقة وقطع الطريق عليه بفكر مضاد مدعوم غربيا ، أثبتت الحركة نجاحها، وفي عام 1947 اندمجت حركة البعث العربي مع منظّمة زكي الأرسوزي التي حملت اسم البعث العربي أيضاً لتأسيس حزب البعث العربي. تمّ انتخاب عفلق لعضوية اللّجنة التنفيذيّة للحزب وانتخب «عميداً» (بمعنى زعيم) له.
اندمج حزب البعث العربيّ في عام 1952 مع الحزب العربي الاشتراكيّ الذي أسّسه أكرم الحوراني عام 1950 لتشكيل حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، وتمّ انتخاب ميشيل عفلق زعيماً للحزب عام 1954. بدأ الحزب أواخر الخمسينيات من القرن العشرين في تطوير العلاقات مع الرئيس المصري حينها جمال عبد الناصر بدفع من المخابرات الامريكية لتقرب مع حزب البعث لغايات سياسية مستقبلية ،ممّا أدّى في النهاية إلى . أَجبارَ جمال عبد الناصر لميشيل عفلق مؤسس حركة البعث على حلّ الحزب ، فقبل بذلك عفلق دون التشاور مع اعضاء حزبه !! تمّت إعادة انتخاب عفلق أميناً عامّاً للقيادة الوطنية لحزب البعث بعد فترة قصيرة من حدوث الانفصال في عام 1961. تمّ بعد انقلاب الثامن من آذار /مارس عام 1963 الى إضعاف موقف عفلق داخل الحزب، ادى الى استقالتة في عام 1965 من منصبه كزعيمٍ له. وتمّ كذلك خلال الانقلاب السوري عام 1966 خلع عفلق، ممّا أدى إلى حدوث انشقاقٍ داخل حزب البعث. هرب بعدها ميشيل عفلق إلى لبنان، وتوجّه بعد ذلك إلى العراق، وتمّ انتخابه أمينا عاما لقيادة حزب البعث في العراق في عام 1968، لكنّه لم يحتفظ خلال فترة ولايته بأي سلطة فعليّة، وظلّ في نفس المنصب حتى وفاته في 23 من شهر حزيران/ يونيو من عام 1989
تشير التقارير لوكالة المخابرات الامريكية بعد رفع السرية عنها الى قيام وكالة الأمن القومي الامركية بتجميع قائمة بالشيوعيين العراقيين ممثلة بتوقيعي كل من جون ماكون ، مسؤولة قسم الشرق الأوسط ، وجيمس هارديستي كريشتفيلد المختص بشؤون النظام العراقي ، ورتبت بدقة كقائمة مستهدفة ، ومن خلالها قُتل خمسة الاف 5000 من الشيوعيين العراقيين والمتعاطفين مع قاسم في قتال عنيف بشوارع بغداد. وكان هاري روزيتسك ، وهو ضابط وكالة المخابرات المركزية منذ فترة طويلة قد ادعى بأن “المصدر الرئيسي هو وكالة المخابرات المركزية ” التي خصصت موقعا خاص للعراق ومراقبة كل أوضاعه بشكل مثالي ، وقد أبلغ عن الوقت المحدد للانقلاب وقدم قائمة بأعضاء الحكومة الجديدة ،