كييف تندد بمنشور لإيلون ماسك سخر فيه من دعوات زيلينسكي المتكررة لتلقي مساعدات عسكرية ومالية
تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا (رويترز)
رفض البيت الأبيض أمس الإثنين تصريحات الكرملين بأن التعب الغربي من دعم أوكرانيا سيتزايد بعدما حرم اتفاق حول الميزانية الأميركية توصل إليه الكونغرس السبت لتجنب إغلاق المؤسسات الفيدرالية، كييف من مساعدات جديدة.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “إذا كان بوتين يعتقد أنه يستطيع الصمود أكثر منا فهو مخطئ”، مضيفة أن هناك تحالفاً غربياً كبيراً يدعم أوكرانيا ضد الهجوم الروسي.
اجتماع “تاريخي”
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الراسخ لأوكرانيا أمس الإثنين بعدما اجتمع وزراء خارجيته في العاصمة كييف، وذلك في لقاء تاريخي يعقد للمرة الأولى خارج حدوده.
ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا وفيما تحقق كييف مكاسب محدودة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “نعقد اجتماعاً تاريخياً لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “لكن للأسف، كانت هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بلد في حالة حرب”.
دبابة روسية مدمرة في منطقة خاركيف (أ ف ب)
وأضاف أن الهدف من الاجتماع هو “التعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني”، مقراً بأن الاجتماع “لا يهدف للتوصل إلى نتائج وقرارات ملموسة”.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي للوزراء الأوروبيين في بيان إن مدة الحرب التي دخلت الآن شهرها العشرين، ستتوقف تماما على الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها.
ومن أجل إنهاء الحرب بسرعة، حض زيلينسكي الاتحاد الأوروبي على توسيع نظام عقوباته على روسيا وإيران التي زودت القوات الروسية طائرات مسيرة هجومية.
ودعا أيضاً إلى “تسريع” عمل الكتلة لتوجيه “الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة بناء أوكرانيا التي دمرتها الحرب”.
وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا للصحافيين إلى جانب بوريل “هذا حدث تاريخي لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي”.
روسيا تخصص ثلث إنفاقها للدفاع
تظهر مسودة خطط للحكومة الروسية أن الإنفاق الدفاعي سيشكل نحو ثلث إجمالي الإنفاق في موازنة البلاد لعام 2024، في الوقت الذي تحول فيه موسكو مزيداً من الموارد نحو مواصلة حربها في أوكرانيا.
وتخطط روسيا أيضاً لزيادة الاقتراض الحكومي للمساعدة في تمويل ما تسميه “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا في السنوات المقبلة، وتعول في ذلك على زيادة عائدات النفط والغاز إلى مستويات ما قبل الهجوم.
ووفقاً لوثائق عن الموازنة من وزارة المالية، التي تحدد الخطط المالية للحكومة في الفترة من 2024 إلى 2026، سيبلغ إجمالي الإنفاق في قسم “الدفاع الوطني” من الموازنة الروسية 10.78 تريليون روبل (109 مليارات دولار) في العام المقبل، أو 29.4 في المئة من إجمالي الإنفاق المقرر والبالغ 36.66 تريليون روبل.
وخصصت وزارة المالية 6.41 تريليون روبل للدفاع في عام 2023، أو 21.2 في المئة من إجمالي الإنفاق في الموازنة والبالغ 30.27 تريليون روبل، لكن وزير المالية أنطون سيلوانوف قال الأسبوع الماضي إن إجمالي الإنفاق سيكون أعلى من المقرر عند 33.5 تريليون روبل.
وقد يعني هذا أن الإنفاق الدفاعي سيكون أيضاً أعلى بكثير مما كان متوقعاً في البداية. وضاعفت موسكو هدفها للإنفاق الدفاعي في عام 2023 إلى 9.7 تريليون روبل، حسبما نقلت “رويترز” في أغسطس (آب) عن وثيقة حكومية.
اقرأ المزيد
- أوكرانيا ضحية الحسابات السياسية الداخلية في واشنطن
- حريق في خط أنابيب نفط غرب أوكرانيا وروسيا تتعهد بضم مناطق جديدة
- ستولتنبرغ: أوكرانيا أقرب لـ”الناتو” من أي وقت مضى
- تدابير أمنية في روسيا وأوكرانيا استعدادا لـ “الهجوم المضاد”
وأظهرت الوثائق أنه مع تضاعف الإنفاق الدفاعي في عام 2024 ثلاثة أمثال عن مستويات ما قبل الهجوم، ستزيد أيضاً حصة الإنفاق على “الأمن القومي”، الذي يغطي تمويل وكالات إنفاذ القانون، ومن المقرر أن تصل إلى 9.2 في المئة في عام 2024.
ولتحقيق هذه الزيادات، ستجمد روسياً فعلياً الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية. كما ستخفض حصة الإنفاق على “الاقتصاد الوطني”، الذي يشمل الطرق والبنية التحتية وأعمال البناء، إلى 10.6 في المئة في عام 2024، وهي أدنى حصة منذ عام 2011.
وستنفق روسيا مبالغ أقل تصل إلى 7.73 تريليون روبل في عام 2024 على “السياسة الاجتماعية”، التي تدفع منها رواتب الموظفين في الدولة ومعاشات التقاعد والحوافز، من تلك التي تنفقها على الدفاع، وهي أقل حصة إنفاق منذ عام 2011 التي بلغت 21.4 في المئة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأسبوع الماضي إن زيادة الإنفاق الدفاعي في الموازنة “ضروري جداً” لأن روسيا تعيش “حالة حرب هجينة”.
ماسك “يسخر” من زيلينسكي
نددت كييف الإثنين بمنشور للملياردير إيلون ماسك على منصته “إكس” تهكم فيه على الدعوات المتكررة التي يطلقها الرئيس الأوكراني زيلينسكي لتلقي مساعدات عسكرية ومالية لبلاده لدعمها في مواجهة القوات الروسية.
وماسك وفر لأوكرانيا خدمات نظام “ستارلينك” للأقمار الاصطناعية، ما منح جيشها دفعاً قوياً، لكن البعض ينتقدون تصريحاته المتصلة بالحرب الدائرة مع روسيا.
على منصة “إكس” التي يملكها، أورد ماسك في وقت سابق من يوم الإثنين منشوراً يتهكم على زيلينسكي.
وتضمن المنشور صورة للرئيس الأوكراني مع تعليق جاء فيه “عندما تمر خمس دقائق من دون أن تطلب مساعدات بمليار دولار”.
ورد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على المنصة نفسها بمنشور جاء فيه “أي سكوت أو سخرية من أوكرانيا اليوم يعد تشجيعاً مباشراً للدعاية الروسية التي تبرر العنف الجماعي والتدمير”.
بدوره ندد رئيس مجلس النواب الأوكراني رسلان ستيفانتشوك بمنشور ماسك، ساخراً في الوقت نفسه من محاولته “غزو الفضاء”، بعد انفجار صاروخ فضائي تابع لـ”سبايس إكس” بعيد إقلاعه في أبريل (نيسان).
وقال ستيفانتشوك إن المحاولة فشلت خلال خمس دقائق وأغرقت الملياردير في مشاكل كبرى.
وكانت أوكرانيا قد أشادت بماسك لتفعيله خدمات نظام “ستارلينك” للأقمار الاصطناعية الذي أصبح أداة أساسية في المعارك، إذ مكن الجنود من التواصل في مناطق مقطوعة فيها الاتصالات.
لكن ماسك أقر أيضاً بأنه منع كييف من نسف أسطول البحرية الروسية في البحر الأسود العام الماضي برفضه طلبها تفعيل شبكة الإنترنت عبر نظام “ستارلينك” لشن الهجوم.
وسبق أن أثار ماسك غضب أوكرانيا باقتراحه أن تتخلى كييف عن أراض مقابل السلام.
أوكرانيا تبني أول مدرسة تحت الأرض
قال رئيس بلدية خاركيف إن المدينة الواقعة بشرق أوكرانيا ستبني أول مدرسة كاملة تحت الأرض في البلاد لحماية التلاميذ من الهجمات الروسية المتكررة بالقنابل والصواريخ.
وكتب رئيس البلدية إيهور تيريغوف على تطبيق تيليغرام “ملجأ كهذا سيمكن الآلاف من أطفال خاركيف من مواصلة تعليمهم الآمن المباشر حتى خلال التهديدات الصاروخية”.
وبينما اضطر عدد كبير من المدارس في المناطق الواقعة على الخطوط الأمامية للتدريس عن بعد خلال الحرب، أقامت خاركيف حوالى 60 فصلاً دراسياً منفصلاً في محطات المترو قبل بدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر (أيلول)، مما أتاح مساحة تكفي أكثر من 1000 تلميذ.
وهناك أجزاء من مدينة خاركيف تبعد أقل من 35 كيلومتراً من الحدود الروسية وتعرضت لهجمات صاروخية شبه يومية.
وأدت الحرب، التي لا تلوح لها نهاية في الأفق، إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين من المدنيين. وتقول وزارة التعليم الأوكرانية إن 363 مؤسسة تعليمية دمرت وتضرر ما يقرب من 3800 في أنحاء البلاد.
ولم يتضح على الفور حجم المدرسة الجديدة أو متى سيتم افتتاحها.