البيت الأبيض ينتقد نتنياهو بشدة ويؤكد أنه تحول إلى منبوذ دولي

4

 

 

فريق راديو صوت العرب من أمريكا

 

كشف موقع أكسيوس أن البيت الأبيض بعث رسالة شديدة اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ندد فيها بانتهاك حكومته لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال الغارة التي اغتيل فيها القيادي بحركة حماس رائد سعد.

 

وأشار أكسيوس -نقلا عن مسؤولين أميركيين- إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب اعتبرت أن “عملية اغتيال القائد العسكري البارز في حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع يشكل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس ترامب”.

 

وأكد المسؤولان أن “الحكومة الإسرائيلية لم تخطر واشنطن أو تستشرها قبل اغتيال القيادي بحماس رائد سعد”.

 

وقال مسؤول أمريكي كبير: “كانت رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو: إذا كنت تريد تدمير سمعتك وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فافعل، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في الاتفاق في غزة”.

 

إحباط من نتنياهو

 

وتأتي الرسالة الغاضبة من البيت الأبيض وسط توترات متزايدة بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو حول المرحلة التالية من الاتفاق لإنهاء الحرب في غزة وحول سياسة إسرائيل الإقليمية الأوسع.

 

وزعم موقع أكسيوس أن الإدارة الأميركية تشعر بالإحباط من رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث قال المسؤولان للموقع إن كلًا من وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر يشعران “بإحباط شديد من نتنياهو”.

 

وتأتي تلك التسريبات قبل زيارة منتظرة لنتنياهو للولايات المتحدة، حيث سيلتقي ترامب في فلوريدا يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

 

تبرير إسرائيلي

 

وكانت حماس قد أعلنت مقتل القيادي سعد بغارة إسرائيلية السبت على مدينة غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الحركة وتل أبيب منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

حيث شنت إسرائيل غارة على مركبة غربي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، قال الجيش الإسرائيلي في بيانه إن من بينهم سعد، باعتباره “قائد ركن التصنيع في حماس وأحد مهندسي السابع من أكتوبر”.

 

وأكد مسؤول إسرائيلي استياء البيت الأبيض من نتنياهو، لكنه ادعى أن الرسالة كانت أقل حدة، إذ أشارت إلى أن “بعض الدول العربية” تعتبر ذلك خرقًا لوقف إطلاق النار. ووفقًا للمسؤولين الأمريكيين، كان موقف البيت الأبيض واضحًا لا لبس فيه بأن إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار.

 

من جهة أخرى: أبلغت الحكومة الإسرائيلية إدارة ترامب أن حماس هي التي انتهكت الاتفاق من خلال مهاجمة الجنود واستئناف تهريب الأسلحة، وفقًا للمسؤول الإسرائيلي.

 

وقال المسؤول الإسرائيلي: “إن قتل رائد سعد، وهو إرهابي خطير عمل ليل نهار على انتهاك الاتفاق وتجديد القتال، جاء رداً على هذه الانتهاكات وكان يهدف إلى ضمان استمرار وقف إطلاق النار”. وامتنع البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن عن التعليق.

 

سلسلة توترات

 

ووفقًا لأكسيوس فإن غضب البيت الأبيض الأخير تجاه نتنياهو كان مجرد أحدث حلقة في سلسلة من التوترات بينه وبين حكومة نتنياهو.

 

ففي سوريا ترى إدارة ترامب أن هجمات نتنياهو عبر الحدود تقوض الجهود الأمريكية لمساعدة حكومة الشرع على تحقيق الاستقرار في البلاد، وتقوض هدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل. ويزور المبعوث الأمريكي توم باراك إسرائيل يوم الاثنين لإجراء محادثات مع نتنياهو حول هذه القضية.

 

وفي الضفة الغربية أفاد مسؤول أمريكي رفيع المستوى ومصدر مطلع بأن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وما يعتبره استفزازات إسرائيلية. ويعتقدون أن سياسات إسرائيل تخلق مناخاً يضر بجهود البيت الأبيض لتوسيع اتفاقيات أبراهام، لا سيما مع السعودية.

 

وقال المسؤول الأمريكي: “إن الولايات المتحدة لا تطلب من نتنياهو المساس بأمن إسرائيل. إنما تطلب منه عدم اتخاذ خطوات يُنظر إليها في العالم العربي على أنها استفزازات”.

 

وفي غزة يعتقد البيت الأبيض أن نتنياهو قصير النظر في العديد من القضايا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام – والتي تتطلب من القوات الإسرائيلية الانسحاب إلى أبعد من ذلك.

 

وقال الرئيس ترامب لنتنياهو في مكالمة هاتفية أجريت مؤخراً إنه بحاجة إلى أن يكون “شريكاً أفضل” بشأن غزة.

 

وقال مسؤول أمريكي، في إشارة إلى ويتكوف وكوشنر: “ستيف وجاريد غاضبان من عدم مرونة إسرائيل بشأن العديد من القضايا المتعلقة بغزة”.

 

منبوذ دولي

 

ويريد البيت الأبيض الانتقال من الحرب في غزة إلى إصلاح العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي وتوسيع اتفاقيات إبراهيم.

 

لكن قادة المنطقة لا يثقون بشدة في نتنياهو ولديهم اعتراضات واسعة النطاق على التعامل معه، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

 

فعلى سبيل المثال، قوبلت محاولة أمريكية لمساعدة نتنياهو في تنظيم لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمعارضة مصرية شديدة. ولم يتحدث نتنياهو والسيسي منذ بدء الحرب في غزة.

 

وقال مسؤول أمريكي: “لقد تحول نتنياهو خلال العامين الماضيين إلى منبوذ دولي. عليه أن يسأل نفسه لماذا يرفض السيسي مقابلته، ولماذا لم تتم دعوته لزيارة الإمارات العربية المتحدة بعد مرور خمس سنوات على اتفاقيات أبراهام”.

 

وأضاف المسؤول: “تبذل إدارة ترامب جهوداً حثيثة لإصلاح الوضع. ولكن إذا لم يرغب نتنياهو في اتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة التوتر، فلن نضيع وقتنا في محاولة توسيع اتفاقيات أبراهام.”

التعليقات معطلة.