كتب / د. كاظم ناصر
اجتماع مجلس وزراء ” التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ” في الرياض ركّز على التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب العسكري بين دوله، وأكد المجتمعون بأن دول التحالف ستبذل كل جهد ممكن لمكافحة الإرهاب. نحن كشعوب عربيّة واسلاميّة ضدّ الإرهاب والارهابيين، ونتمنى أن يتم استئصالهم، وإيقاف الأعمال الاجرامية التي يرتكبونها ضدّ الأبرياء في أوطاننا وفي أي مكان من العالم.
لكن الذي يدهش المواطن العربي هو ان هذا ” التحالف الإسلامي ” لم يفعل شيئا، أو حتى يوصي بشيء ضد إرهاب إسرائيل واحتلالها لفلسطين والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولم يذكر شيئا عن ممارسات الحكومة الأمريكية العنصرية والإرهابية ضد العرب والمسلمين، ولم يفعل شيئا لوقف المذابح التي ترتكب في ميانمار، وتجاهل الإرهاب والإرهابيين الذين دمروا اليمن وسوريا وليبيا.
معظم دول التحالف تسلّطية دكتاتوريّة مستبدّة، وبعضها غارق حتى أذنيه في دعم الإرهاب والإرهابيين، فكيف يمكن أن نصدّق قادة هذه الدول عندما يقولون بأنهم يحاربون الإرهاب ؟ نحن نقول لهم إذا كنتم تريدون مكافحة الإرهاب حقا حرّروا شعوبكم من قيودها، واعطوها حقوقها وحريتها، وتوقفوا عن قتل وتشريد أبنائها، وحاربوا أعداءها الإرهابيين الحقيقيين الذين يحتلون أوطانها.
تقولون إن المقاومين الشرفاء الذي يجودون بأرواحهم دفاعا عن ما تبقى لهذه الأمة من أوطان وكرامة هم إرهابيون وتريدون تجريدهم من سلاحهم، وتعتبرون إسرائيل دولة ” صديقة تلتقي مصالحكم مع مصالحها.” إسرائيل تريدكم أن تستمروا في حكم وإذلال شعوبكم ومنعها من التصدي لها، وأنتم بحاجة إلى مساعدتها لحماية أنظمتكم من شعوبكم التي تعلّمت واكتشفت جرائمكم ضدّها، وأيقنت أنه لا أمل لها بمستقبل أفضل إلا بعد التخلص من أنظمتكم المتعفنة.
مصالح الشعوب العربية والإسلامية لم ولن تلتقي مع مصالح اسرائيل وحاميتها أمريكا. هذه الشعوب تعتبر إسرائيل دولة ارهابية عنصرية لا حق لها بشبر من ارض فلسطين، وستستمر في عدائها لها، ولن تقبل انبطاحكم لها وصلحكم معها.