بقلم : د. كوثر عبيد
في ظل التطور المعرفي والنظريات التربوية تأتي استراتيجيات التدريس الحديثة والتي تعتبر المتعلم محور التعلمية التعليمية على غرار ما تقوم عليه الاستراتيجيات التقليدية .
وقد بدا الاهتمام بالتعلم النشط في التسعينات من القرن العشرين واخذا الاهتمام بتزايد منذ مطلع القرن الحادي والعشرين في اميركا ودخل المنطقة العربية مع مطلع الالفية الثالثة وقد ظهر التعلم النشط كأحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة ذات التأثير الايجابي الكبير على عملية التعلم داخل الحجرة الدراسية وخارجها من جانب طلبة المدارس والمعاهد والجامعات.
وكان الانفجار المعلوماتي الهائل دور داعم وقوي للتعلم النشط ، حيث ظهرت اعداد لانهاية لها من المواقع الالكترونية على شبكات المعلومات الدولية (الانترنيت) تزخر بالمراجع والدوريات والمقالات والدراسات الميدانية والتجريبية ، مما يساهم في زيادة توضيح مفهوم التعلم النشط واهميته ومجالات تطبيقه في مختلف التخصصات الاكاديمية والموضوعات المدرسية والجامعية المتنوعة .
فالتعلم النشط يحول بؤرة التدريس من (ماذا يجب عليك ان تدرسه او توصله للمتعلمين الى (ماذا تريد للمتعلمين ان يكونوا قادرين على عمله من طرق مادة المقرر) .
حيث يرى فيجوتسكي ان التعلم النشط يتطلب تفاعل والمحادثة ، فالمتعلمون يحتاجون الى حل المشكلات في منطقته نموهم (الحدية التقريبية) اي المنطقة التي يستطيع فيها المتعلم حل المشكلة بمفرده او بمساعدة وتوجيه المدرس او التعاون مع زميله اكثر نموا منه ، وقد اطلق فيجو تسكي على هذا النمط من التفاعل بالمحادثة التعليمية لان المدرس حدد خطط لها كي تستثير المتعلم ، وهذ المحادثة التعليمية ليست محاضرة او مناقشة تقليدية ، بل يكون المدرس موجها لمساعدة المتعلمين على تحديد طريقة فهمهم للمشكلة ، وبهدف اشراك جميع المتعلمين في المناقشة .