جميل عبدالله
الكل يعلم من المحللين السياسين والمثقفين في الشرق الاوسط والعالم اجمع , كانت الولايات المتحدة الامريكية عدوا لدوداً للثورة الاسلامية في ايران وبدليل كل هتافات الشعب الايراني تحت شعار ( الموت لامريكا ) ( مرك امريكا) , من جراء السياسات الخاطئة والتدخل الامريكي في الشؤون الداخلية الايرانية .
بالرغم من فشل التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية في ايران , اتجهت السياسة الايرانية صوب الدب الابيض ( روسيا ) بعقد اتفاقية بتطوير المفاعل الايراني , ونجحت ايران في هذه السياسة لتطوير دولتها من جانب الحق الدفاعي . والعقود الاخرى التي ابرمت مع كوريا الشمالية ( النفط مقابل الاسلحة المتطورة حديثا ) , ونجاح هذه الاتفاقية , جعلت ايران من الدول التي خرجت من العالم الثالث بأهتمامها العسكري والمدني , بألاضافة الى التقدم العلمي الملموس من الجانب النووي للاستخدامات السلمية والمدنية .
ايران من خلال المشهد السياسي والواقعي , شعبا وحكومتةً , اثبتت موقعها بين الدول المتقدمة , ولها تأثيرها الجغرافي والسياسي في منطقة الشرق الاوسط . ولكن بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق , بدأت ايران تشعر بالمخاوف , فلهذا وجهت سياستها من خلال الموالين لها بالتدخل في الشأن العراقي ومقاومة الجيش الامريكي , الى أن وصل المالكي لرئاسة الحكومة , والاخذ بسياسة التوازن او التقارب ما بين الامريكان وايران بعدد من اللقائات وجها لوجه . وكان التقارب الامريكي والايراني بالحفاظ على وحدة العراق وعلى مكافحة الارهاب والقاعدة في العراق . ولكن احداث حرب لبنان مع اسرائيل , ومساعدة ايران الى حزب الله وحماس وتزويدهم بالاسلحة الحديثة , مما هبطت معنويات الجيش الاسرائيلي لأول مرة امام ضربات حزب الله وحماس , وكانت الاسلحة تنقل عن طريق سوريا ( حليفة ايران ) .
ومن هذا المنطلق اصبحت امريكا وحلفائها من الخليجين بالتخوف من الامتداد الايراني والغول الجديد في منطقة الشرق الاوسط . المؤامرة السعودية والقطرية بدءت من هذه النقطة , مع العلم ان علاقة السعودية وقطر ( تجاذب وتنافر ) ( سلفية واخوان ) , ولكن عند الاشارة من الولايات المتحدة الامريكية للضوء الاخضر , بتحريك جماعات اخوان المسلمين ( المعارضة السورية ) من قبل السعودية وقطر بتجهيزهم بالسلاح وادخال عناصر القاعدة والارهابين عن طريق تركيا , وعن طريق درعا الحدود الاردنية السورية , في سبيل اسقاط حكومة الاسد , وفصل لبنان ( حزب الله ) عن ايران خدمة الى اسرائيل .
واخيرا ما حدث في سوريا من خلال الارهابيين نصرة وداعش المنظمتان الارهابيتان ولدت من رحم قطر والسعودية , وما فعلوه بالشعب السوري من دمار وقتل , وشيئ اكيد الحكومة تستخدم العنف مقابل العنف , الى ان سوريا دمرت بالكامل من اجل اسعاد الغيظ والكره السعودي لسورية . ومن خلال فشل تحقيق مآرب اعداء سوريا , تدخلت الامم المتحدة لعدم انتشار الصراع في منطقة الشرق الاوسط , وتحويلها الى حرب طائفية .
وبعد التدخل الامريكي والروسي الى اتفاقية جنيف 2 . وبعد ان الولايات المتحدة الامريكية ادركت خطورة المنظمات الارهابية ودعمها بشكل علني , تراجعت لمخاوفها ان تصبح سوريا ( افغانستان ثانية ) , وبعد التقارب الروسي والامريكي والايراني بأتفاقية جنيف 2 لحل الصراع في سوريا . ان اتفاقية جنيف 2 أغضب العائلة المالكة في السعودية وقطر والخليجيين , واصابت العلاقة السعودية الامريكية فتور وتباعد , وبالمناسبة تراجعت تركيا ايضا في دعم الارهابيين , ولكن قطر والسعودية استمروا بأشعال الموقف ودعمهم للارهاب في سوريا , وأغراق سوريا الى وتحويل الصراع الى حرب طائفية بتدخل الدول المجاورة …. الى ما نحن فيه …. عصر داعش . يهدد الأمن والاستقرار العالمي , ويجب محاكمة من دعموا واسسوا داعش .
لكن الاتفاق الامريكي الايراني في التدخل في شؤون العراق الداخلية , كان أحد الاسباب الرئيسية في أنقسام مكون المجتمع العراقي , لأن الصراع الامريكي الايراني وأيديولوجيتهما المختلفة وسياساتها الخارجية الغير متوافقة أنعكس تأثيرها على الشعب العراقي من خلال مفهوم بأن العراق محتل من قبل الامريكان وأيران .
لكن أزمة الخليج الاخيرة وتقارب قطر مع ايران في أعلى مراحل التفاهم ربما يخفف الخلاف السعودي الايراني وخاصة بعد زيارة مقتدى الصدر الى السعودية والامارات برغبة ودعوة من المملكة العربية السعودية والامارات , وكانت النتيجة بأن العراق لا ينفصل عن أقليمه العربي .