يعد التهاب الأذن الوسطى من الأمراض الشائعة لدى الأطفال، ولكنه يهاجم البالغين أيضاً، وقد يُصيبهم بالصمم، إذا لم يتم علاجه.
وقال البروفيسور بيتر كلوسمان إن التهاب الأذن الوسطى ينقسم إلى نوعين، حاد: يصيب الأطفال ويشفى غالباً بدون عواقب، ومزمن: يهاجم البالغين وقد يتسبب في تعرضهم لفقدان السمع. وأضاف طبيب الأنف والأذن والحنجرة أن التهاب الأذن الوسطى لدى البالغين يتطور عبر السنين وينشأ بسبب تكرار الإصابة بالنوع الحاد منه في الصغر.
ثقب في طبلة الأذن
ومن جانبه قال البروفيسور أندرياس جيرستنر إنه عند الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المزمن تتعرض الأغشية المخاطية للأذن الداخلية للالتهاب لمدة طويلة وبشكل متكرر. وبالإضافة إلى ذلك غالباً ما يوجد ثقب مستديم في طبلة الأذن.
ويمكن الاستدلال على الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المزمن من خلال خروج إفرازات من الأذن بشكل مستمر، بالإضافة إلى تدهور السمع وآلام الأذن الشديدة.
تدخل جراحي
وأضاف طبيب الأنف والأذن والحنجرة جيرستنر أن التهاب الأذن الوسطى الحاد يتم علاجه بواسطة بخاخ أنف مزيل للاحتقان ومسكنات، أما الالتهاب المزمن فيستلزم التدخل الجراحي لسد ثقب طبلة الأذن ولترميم عُظيمات السمع المتضررة، كي لا يُصاب المريض بالصمم. وتساعد الجراحة في التخلص من الالتهاب المزمن وتحسّن حاسة السمع مجدداً.
وأشار كلوسمان إلى أن الوصفات المنزلية للوقاية من التهاب الأذن الوسطى، كشرائح البصل أو القطن، غير فعالة نظراً لأن الالتهاب لا يحدث من الخارج، وإنما من الداخل عبر البلعوم الأنفي، وذلك لأسباب عدة كضعف المناعة الموضعي أو تشريح الأذن كاضطراب التهوية المستديم.
كما أن وضع القطن في الأذن بغرض الحماية من الرياح قد يتسبب في التهاب القناة السمعية. ومن غير المناسب أيضاً التدخين عند الإصابة بالتهاب الأذن المزمن؛ نظرا لأن التدخين يتسبب في تهيج الأغشية المخاطية.
ومن ناحية أخرى، حذرت الممارسة العامة زيبيلا بارتيلت من السفر بالطائرة عند الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى نظراً لعدم قيام الأذن الوسطى بمعادلة الضغط، ما يتسبب في الإصابة بآلام مبرحة ودوار شديد. وفي أسوأ الحالات قد يحدث ضرر بالأذن الداخلية ويتعرض المريض للصمم.