مع التغيرات المناخية وزيادة برودة الجوّ، يصبح الجميع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، خصوصاً التهابات الجهاز التنفسي التي تصبح أكثر شيوعاً في الخريف والشتاء. يستدعي ذلك اتخاذ العديد من الإجراءات والوعي بحقيقة تلك الأمراض التي يمكن أن نصاب بها بهدف مكافحتها بوسائل بسيطة متاحة. علماً أن غالبية هذه الأمراض فيروسية، لكن منها ما هو جرثومي. وقد تكون بسيطة لا تسبب إلا بعض الأعراض المزعجة إلى حد ما، كما يمكن أن تكون أكثر حدةً وخطورة وتستدعي المعالجة بطرق مختلفة.
أكثر أمراض الشتاء شيوعاً وانتقالاً بالعدوى:
الإنفلونزا:
وفق الاختصاصيين، ترتفع معدلات الإصابة بالإنفلونزا من بداية الخريف إلى الشتاء، لكنها تصل إلى الذروة بين شهرَي كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير. علماً أن الإنفلونزا تعتبر من أمراض الجهاز التنفسي التي تنتقل بالعدوى من شخص إلى آخر، خصوصاً في السعال والعطس وحتى أثناء الحديث. كما يمكن التقاط المرض من خلال لمس المساحات الملوّثة بالفيروس.
البرد:
يمكن الإصابة بالبرد في أي وقت من السنة، لكن يزيد احتمال الإصابة به في فصل الشتاء. علماً أن الإنفلونزا تعتبر من أمراض الجهاز التنفسي.
الالتهابات الحادة في الأذن:
تحصل الالتهابات الحادة في الأذن غالباً في فصل الشتاء، خصوصاً في ما يتعلّق بالأطفال. فبمجرد أن يصبح الطقس بارداً يزيد احتمال الإصابة بها. وتُسبب هذه الالتهابات آلاماً وغثياناً.
التهابات الصدر:
هي من الفيروسات التي تصيب الأطفال، خصوصاً دون سنّ السنتين وتؤثر في الجهاز التنفسي. غالباً ما تنجم عن فيروس وتنتقل بالعدوى من شخص إلى آخر من خلال الإفرازات والسوائل. لذا، يُنصح بالحرص على غسل اليدين باستمرار للحد من انتشار الفيروس. كما يُنصح بتنظيف المساحات التي لوّثت به.
متى يستدعي المرض استشارة طبية؟
ثمة حالات ثلاث تستدعي الاستشارة الطبية، وهي:
في حال ارتفاع الحرارة لأكثر من 38,5 درجة وترافقها مع سعال جاف وإفرازات من الأذن وآلام حادة في الرأس وأوجاع في مستوى العينين والجبين والجيوب الأنفية.
في حال حصول إفرازات من فُتحة واحدة من الأنف مع آلام في الوجه من الجهة نفسها.
في حال سيلان الأنف لمدة تتخطى الـ10 أيام.
نصائح ذهبية للحد من خطر التقاط العدوى وانتقالها
غسل اليدين:
يُنصح بغسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، وذلك قبل الأكل وبعد السعال والعطس أو لمس محرمة ورقية متسخة بالإفرازات وعقب دخول الحمام … فالغسل المستمر لليدين يحد من خطر انتقال العدوى والتقاطها.
وضع محرمة أمام الفم عند العطس أو السعال:
من الأفضل في هذه الحالة عدم وضع اليد، بل وضع محرمة لتجنب تلوث اليدين بالإفرازات واللعاب وزيادة خطر نقل العدوى إلى الآخرين عند لمس الأغراض المشتركة.
المكوث في المنزل في حال الإحساس بالإصابة بالمرض:
بدلاً من الذهاب إلى العمل أو المدرسة مع بدء ظهور أعراض المرض، من الأفضل البقاء في المنزل لحماية الآخرين من خطر التقاط العدوى. ينطبق ذلك على الأطفال بشكل خاص لتجنب نقل العدوى إلى رفاقهم.
التركيز على مصادر الفيتامين C:
تلعب مضادات الأكسدة في مصادر الفيتامين C دوراً في مكافحة الالتهابات في فصل الشتاء من خلال تقوية جهاز المناعة. وفيما تبدو أهميتها محدودة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، إلا أن دورها يبدو مضاعفاً لدى الأشخاص الذين يخضعون إلى ظروف يغلب عليها التوتر، لكونها تساهم في تفعيل دور الكريات البيض. من هنا أهمية التركيز على الخضار والفاكهة التي تعتبر مصادر أساسية للفيتامين C كالسبانخ والكيوي والفريز.
النوم بمعدل إضافي:
لتصل قدرات جهاز المناعة إلى الذروة، ثمة حاجة إلى الراحة، وإلا يصبح الجسم عاجزاً عن مقاومة الفيروسات والجراثيم. ففي إحدى الدراسات تبين أن الأشخاص الذين ناموا أقل من 7 ساعات ليلاً، أصيبوا بالزكام 3 مرات أكثر من أولئك الذين ناموا أكثر من هذه المدة. من هنا أهمية النوم في أوقات منتظمة وثابتة. كما يُنصح بعدم النظر إلى شاشات الكمبيوتر أو الهاتف قبل ساعة من موعد النوم.
يجب الإكثار من شرب الماء:
ينصح الاختصاصيون بالإكثار من شرب الماء وترطيب الجسم حفاظاً على وظائف الكلى للتخلص من السموم في الجسم. حتى أن في حال الإصابة بالمرض، يُنصح بالتركيز على شرب الماء للقضاء على الفيروس أو الجرثومة بأقصى سرعة.
تهوئة الغرفة: لأن فيروس الزكام يعتبر معدياً، يكفي التنفس في مكان ملوّث به لالتقاطه. لذا، ولطرد الفيروس الذي قد يلوّث الهواء في مكان معين، يُنصح بتهوئة الغرف لمدة 10 دقائق في اليوم على الأقل.
الرياضة ثم الرياضة: يساعد النشاط الجسدي المنتظم على تجنب انخفاض معدلات المناعة في الجسم التي تساهم في جعلنا أكثر عرضة لالتقاط الجراثيم. ينصح الاختصاصيون بممارسة رياضة المشي السريع لمدة 30 أو 40 دقيقة في اليوم أو ركوب الدرّاجة أو السباحة. يبدو أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أقل عرضة للزكام في فصل الشتاء حيث ينخفض معدل إصابتهم به في الموسم إلى النصف.
التركيز على معدلات الفيتامين “د”: يعتبر الفيتامين “د” أساسياً في ضبط معدلات المناعة، ومن دونه يتراجع إنتاج الكريات البيض. علماً أنه يمكن تأمين الفيتامين “د” من خلال التعرض لأشعة الشمس لبضع دقائق في الصيف ولوقت أطول في الشتاء حيث قد تكون ثمة حاجة إلى تناول مكمّلات الفيتامين “د” عندها.
الزنك والثوم
يعتبر الزنك من المعادن الأساسية لمكافحة البرد وتقوية جهاز المناعة. ومن مصادره الأساسية اللحم والبيض وثمار البحر… فكلّها تلعب دوراً في مكافحة أمراض الشتاء. أما الثوم فيساعد على الحد من آلام الصدر واحتقانه. كما أن تناوله بشكل يومي بكميات صغيرة يخفف من معدلات الإصابة بالإنفلونزا والبرد.
حيلة إضافية:
يمكن اللجوء إلى كبش القرنفل والقرفة في الشاي بالأعشاب بمجرد الشعور بأولى علامات الرشح.