التوتر يؤثر على حالة مريض السرطان…كيف يمكن التعامل معه؟

2

صحيح أن الإصابة بالسرطان مصدر توتر، لكن يجب الحد من الضغط النفسي لدى المريض ليتمكن من مواجهة مرضه بشكل أفضل.
أثبتت دراسات عديدة تأثير التوتر على جهاز المناعة. كما أن للصحة النفسية لمريض السرطان أهمية كبرى يشدد الأطباء عليها. إنما في الوقت نفسه، يعلم الكل أن المريض الذي يُطلب منه تجنب التوتر من مختلف مصادره، يواجه ضغوطاً نفسية عديدة لا يمكن الاستهانة بها نتيجة إصابته بالمرض، إضافة إلى كل مصادر التوتر الأخرى في حياته، خصوصاً عندما تكون ظروف المعالجة صعبة.

كيف يمكن لمريض السرطان أن يتجنب التوتر إذا كان المرض بذاته مصدراً للضغط النفسي؟
خلال يوم فتحت فيه أبواب مركز “جمعية بربارة نصار” الجديد لدعم مرضى السرطان في بيروت والذي يقدم مختلف أنواع الخدمات الخاصة بهم في مكان واحد للمرة الأولى في المنطقة، أكدت الاختصاصية في المعالجة النفسية سمر داغر في حديث خاص مع “النهار” على أهمية تجنب التوتر بالنسبة إلى مريض السرطان لاعتباره قد يؤثر على مناعته وعلى قدرته على التحمل وعلى استجابته للعلاج كما أثبت علمياً. وقد تبين أن إدارة التوتر قادرة على تحسين هذه الاستجابة لدى المريض للعلاجات التي يخضع لها. من هنا تبرز أهمية ضبط معدلات التوتر والعمل على إدارة هذا التوتر عبر إجراءات عديدة:
-الحرص على التعبير عن المشاعر قدر الإمكان.
-في حال كانت هناك حاجة إلى مساعدة نفسية مختصة لا بد من اللجوء إليها. فالتعبير يعتبر مفيداً دوماً للمريض على الصعيدين النفسي والجسدي بما أن التعبير أساسي لمشاركة الآخر الضغط النفسي والحد من الأعباء بحيث لا يتحملها المريض وحده
-عيش حياة طبيعية ومتابعتها كما في فترة ما قبل المرض. وإذا كان من العاملين يجب أن يستمر بعمله طالما أن ظروف المرض والعلاج وحالته الجسدية تسمح بذلك.
-يجب تذكر أن تشخيص مرض السرطان لا يشكل هوية جديدة للفرد وهو لا يلغي هويته الأساسية. ومتابعة الحياة الطبيعية يساعد على ترسيخ هذا المبدأ.
-يمكن اللجوء إلى حلقات الدعم لأن كل من يعاني نفس نوع السرطان قد يشارك الآخرين خبرته في هذا المجال ما ينعكس إيجاباً على الكل. فبهذه الطريقة يدرك المريض أنه لا يمر بهذه التجربة وحده.

ما أهمية دعم المحيط للمساهمة في تخطي الصعوبات في المرض؟
تشير داغر أن الاعتماد على المحيط سيف ذو حدين. ففي ثقافتنا السائدة في مجتمعاتنا هناك تشجيع دائم للشخص ليكون قوياً ليخرج من مرحلة المرض. لكن في فترة المرض  من الممكن أن يكون أكثر هشاشة وقد يحتاج إلى التعبير والشعور بالحزن والبكاء أحياناً. من هنا أهمية احترام المشاعر الخاصة به والحالة التي يمر بها كما هي. في الوقت نفسه بوجود المحيط الحاضن والداعم للمريض ليكون على طبيعته يمكن أن يتخطى هذه التجربة بشكل أفضل وبحد أقل من الضرر. حتى إن وجود هذا المحيط الداعم يمكن أن يحل محل وجود اختصاصي نفسي. حتى إنه في مجتمعاتنا لا يزال البعض يرفض فكرة تسمية مرض السرطان، وكأنه لا يزال من المحرمات وهي من الأخطاء الشائعة. تشدد داغر على أن المرض موجود وانطلاقاً من تجربتها المهنية مع مرضى السرطان، يدرك المريض دائماً أنه مصاب بالسرطان ولو لم يخبره الآخرون بذلك. إنما الفارق عندها في أنه يعيش هذه التجربة وحده وبصمت من دون أن يجرؤ على التعبير عن مشاعره ما يزيد الأعباء عليه، فيما من الممكن التحدث بشفافية معه حتى لا تزيد الهواجس ومصادر القلق لديه ويواجهه بمزيد من الشجاعة. فالفرد يخشى ما لا يعرفه أكثر بكثير مما لا يعرفه بالمقارنة مع ما يعرفه، وهي فكرة لا بد من أن يدركها الكل للتعامل مع مريض السرطان بمزيد من الوضوح والصراحة. فيمكن نقل المعلومة لكل فرد بحسب حالته وعمره، لكن لن يكون الحل أبداً في إخفاء الحقيقة عن المريض.

التعليقات معطلة.