التيار العابر للمكونات ومبدأ المواطنة

1

  نبز شهرزوري

ان انبثاق تيار سياسي عابر المكونات الطائفية في المشهد العراقي ينبغي ان يركز على تعزيز مبدأ المواطنة ويحمل فكراً جديداً لترسيخ مبدأ الديمقراطية ، وهذا التيار الوطني ينبغي ان يضم الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني ، على ان تتفق جميع القوى المنضوية تحت لوائه على مرتكز واحد وهو العمل لمصلحة الشعب وقضاياه المصيرية ، ويتم التاكيد على ان مفهوم المواطنة هو الذي سوف يحتكم إليه الجميع في إدارة البلاد وليس المحاصصة الطائفية والحزبية .

ان التيار الوطني المنشود يحتاج إلى مبادئ الميثاق الوطني ، للنهوض بالبلاد من جديد بدلاً من الانتكاسات السياسية والاقتصادية التي عاشها العراق في ما مضى وان خطوة كهذه بتشكيل تيار وطني جامع الكل من المؤكد أنه سيلاقي ترحيباً وقبولاً شعبياً منقطع النظير ، والتي يجب أن يتصف بالسمو والعلو على العناوين الطائفية والقومية .

إن أهمية وجود تيار وطني عابر للمكونات ، يتمثل بتأسيس دولة مدنية قادرة على توفير كامل الحقوق المواطن دون التمييز والتحيز وتمثل الكل بغض النظر عن العرق او اللون او الدين ، وان يكون العراق لجميع العراقيين وان يثبت وجوده ويكون بديلا ليس بالشعارات وإنما ببرنامج سياسي قوي وعمل حقيقي يلمس خطواته الشعب ، لأن أغلب الوجوه في العملية السياسية الراهنة أثبتت فشلها والبلد في حالة انهيار وبحاجة إلى حركة إنقاذ وطني شامل.

ولأن فكرة العيش المشترك والمحاصصة والتوافق السياسي قد فشلت فشلا ذريعاً ، دعونا نستبشر خيراً بوجود تيار وطني عابر للمكونات سوف يؤدي الى تغيير المعادلة السياسية في العراق.أن الأحزاب والتيارات القومية والدينية فرضت الوصاية على الشعب باسم الديمقراطية والحرية والمظلومية وتوفير العيش الكريم ، ولكن بمجرد وصولها إلى السلطة تناست جميع الوعود والالتزامات بتوفير الامن والاستقرار والرفاهية ، واستمرت في فرض وصايتها وتغييب حقوق المواطنة طوال سنوات الحكم بعد سقوط النظام السابق ، ولم تف بتعهداتها لبني جلدتها ولم تتمكن خلال أكثر من 14 سنة من الحكم ، حتى من توفير 14 ساعة كهرباء للمواطن. لقد حولت تلك الاحزاب السياسية السلطة إلى نظام حكم استبدادي وحورت مفهوم الديمقراطية الى مضحكة وأصبح القانون وآليات تطبيقه ألعوبة بيدها تطبقها على من تشاء. وانشغل اعضاء الاحزاب بالامتيازات المالية وتناسوا تضحيات ومعاناة الشعب وهمومه واحتياجاته ، بل إن مظلومية الشعب التي ينادي بها السياسيون كانت من أجل فرض وصايتهم على الشعب وأن يتخذوا منه وسيلة للتغطية على مكتسباتهم الشخصية والصفقات المالية المشبوهة والحفاظ على مصالح شركائهم. اما اليوم فقد اصبحت التيارات العرقية والطائفية تحشر نفسها في زاوية ضيقة لا يمكن من خلالها أن تحصل على أصوات الناخب ، إلا من خلال التحريض والتحشيد الطائفي او شراء الذمم او اختيار سياسة ردة الفعل على كافة الصعد السياسية والاقتصادية، لكن العراقيين بجميع اطيافهم والوانهم متعطشون أو حالمون بغد افضل وهم ينتظرون مشروعاً سياسياً وطنياً يضم القوى الوطنية ويمثل كل المكونات ولا يمثل مكوناً واحداً فقط ، ويغير المسار السياسي والطائفي في البلاد ، ويخلصهم من القرارات السياسية الرهينة بشخص او بحزب او بمكون معين ، لكي يعيشوا بسلام وامان مطمئنين لمستقبل الاجيال القادمة .ان الاحزاب والكتــــــــل السياسية الفئوية التي حكمت العراق بعد 2003 لم تأت بإسم الشـــــــعب بل جاءت بأسماء طائفية ودينية وعرقية. ومنذ ما يقارب 14 عاماً لم تستقر أوضاع البلاد سواء السياسية ام الامنية ام الاقتصادية فكل يعمل لمصلحته الشخصية.

التعليقات معطلة.