سياسيوا العراق اليوم في امس الحاجة الى قراءة الثقافة السياسية بالصورة الصحيحة ولو طبقوه لاستطاعوا حل الكثير من المشكلات وتجاوز الكثير من السلبيات التي يمر بها بلدهم، وهم مدعوون اليوم لدراسته كي يعبروا بالعراق نحو الأمن والازدهار والاستقرار . ولكن ان العديد من السیاسیین و الذين أطلق عليهم زورا وبهتانا هذا الوصف لا یعرفون التعامل مع شعبهم وتطغی علیهم روح السلطة والتعالی ولا یعرفون الا سبل التهدید والارعاب ( والله الا اندمرکم )لاسکات افواه اصحاب الحق ،هؤلاء هم أخطر أضعافا مضاعفة من كل عدو حين يبرزون استعمال كل الوسائل لتحقيق الغايات السياسية الخاصة بهم بعيدا عن الاطر الحضارية الانسانية التي تعتمد على القيم الثقافية الصحيحة . ووصل الحقد بالبعض إلى التآمر لقتل رفاقهم وإخونهم و على كل ما ومن هو شريف بناءاً على حسابات القوة والمصلحة التي تحميهم و عدم خضوع الطرف الاخر للواقع الذي هم فيه بعيدا عن مقاييس الشرف والثقافة السياسية التي تهتم بطبيعة العلاقة بين الأفراد من ناحية القيم والمعايير السلوكية مع السلطة السياسيّة في مجتمع ما، كما يمكن تعريف الثقافة السياسيّة بأنها جُملة من المعارف الخلقية والآراء والاتجاهات السائدة نحو شؤون الادارة والحكم، الدولة والسلطة، الولاء والانتماء، الشرعية والمشاركة. وتعنى أيØ!
�اً منظومة المعتقدات والرموز والقيم المحددة للكيفية التي يرى بها مجتمع معين الدور المناسب للحكومة وضوابط هذا الدور، والعلاقة المناسبة بين الحاكم والمحكوم. ومعنى ذلك أن الثقافة السياسية تتمحور حول قيم واتجاهات وقناعات طويلة الأمد بخصوص الظواهر السياسية، وينقل كل مجتمع مجموعة رموزه وقيمه وأعرافه الأساسية إلى أفراد شعبه، ويشكل الأفراد مجموعة من القناعات بخصوص أدوار النظام السياسي بشتى مؤسساته الرسمية وغير الرسمية، وحقوقهم وواجباتهم نحو ذلك النظام السياسي. ولما كانت الثقافة السياسية للمجتمع جزءاً من ثقافته العامة، وتشمل مجموعة من الثقافات الفرعية واهمها اختيار النخبة الحاكمة، باشتراك المواطنين متمثلة من طبقات الشعب والثقافة السياسية هي مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تعطی نظاماً ومعنى للعملية السياسية، وتقدم القواعد المستقرة التي تحكم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسي، وبذلك فهي تنصب على المثل والمعايير السياسية التي يلتزم بها أعضاء المجتمع السياسي، والتي تحدد الإطار الذي يحدث التصرف في نطاقه والثقافىة السياسية لا تعرف الثبات المطلق، ويتوقف حجم ومدى التغير على عدة عوامل من بينها مدى ومعدل التغيیر في الأبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير! الثقافي، وحجم الاهتمام الذي توليه وتخصصه الدولة لإحداث هذا التغيير في ثقافة المجتمع، ومدى رسوخ هذه القيم في نفوس الأفراد والتعامل معهم .والتي يفتقر اكثر السياسيين لها.
أي نظام سياسي يحتاج إلى وجود ثقافة سياسية تغذيه وتحافظ عليه. فالحكم الفردي توائمه ثقافة سياسية تتمحور عناصرها في الخوف من السلطة والإذعان لها، وضعف الميل إلى المشاركة، وفتور الإيمان بكرامة وذاتية الإنسان، وعدم إتاحة الفرص لظهور المعارضة. أما الحكم الديمقراطي فيتطلب ثقافة تؤمن بحقوق الإنسان، وتقتنع بضرورة حماية الإنسان وكرامته في مواجهة أي اعتداء على هذه الحريات، حتى لو كان من قبل السلطة نفسها، كما يشترط لاستمرار النظام والحفاظ على بقائه توافر شعور متبادل بالثقة بالآخرين في ظل مناخ اجتماعي وثقافي يعد الإنسان لتقبل فكرة وجود الرأي والرأي الآخر، ويسمح بوجود قدر من المعارضة في إطار قواعد وأطر سياسية موضوعة بدقة لكى تنظم العلاقة بين أفراد المجتمع السياسي. وتساهم الثقافة السياسية السائدة في المجتمع إلى حد كبير في بلدان كثيرة في تحديد شكل نظام الحكم، بل أنها قد تساهم في تحديد عناصر القيادة السياسية. فقد تكون القيادة السياسية حكرا على عائلة معينة أو على مجموعة صغيرة ذات وضعية خاصة دينية أو مذهبية أو عرقية أو تعليمية. وحيث يقدر المجتمع كبار السن ويعلى الذكور على الإناث، ينظر إلى فئة معينة على أنها الأجدر بالسيطرة على المستويات العليا للسلطة. وفى مثل هذه الحالة يتوقع أن تعكس السياسة العامة مصالحهم في المقام الأول. وتؤثر الثقافة السياسية كذلك على علاقة الفرد بالعملية السياسية، فبعض المجتمعات تتميز بقوة الشعور بالولاء الوطني والمواطنة المسئولة .المشهد السياسي العراقي تنم عن غياب الوعي الثقافي عند بعض القادة وانحراف لغته السياسية عن خلفيتها الفكرية التي تضمن مساراتها في ضوء ثقافة الوعي والديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة الفاعلة بين المواطن والسلطة.ومع الاسف هناك من يعتقد من بين السياسيين ان السياسة عبارة عن فن لخداع الجماهير وامتلاك القدرة على التلاعب بعواطف العامة من خلال البحث عما يرضي طبقاته ويظهر ذلك في خطابه السياسي والاعلامي لانهم لايعترفون بأن السياسة في الاساس هي فن للبناء وامتلاك القدرة وتوزيعها والحريات وتقوية الأمن والاهتمام بالخبراء واحتضان الخبرات والتعاون مع الاعتراف بحق الأقليات والأحزاب وبناء علاقات دولية والمحافظة على حسن الجوار والنهوض الاقتصادي والعمل على الاكتفاء الذاتي ومكافحة البطالة والقيام بعملية الإصلاح الإداري وتوفير الحاجات الأساسية وتبسيطها ليستطيع المواطن البسيط تناولها ومحاربة الفساد والقيام بالإصلاح الاجتماعي والعدالة والمساواة . والاستناد هو إلى القيم الإنسانية العامة ،لا كما قال تشرشل عن السياسة ,”إذا مات الإنجليز ماتت السياسة”!. في حاضرنا كم من التافهين الحاقدين انتهازيين ، ممن امتهنوا ويمتهنون السياسة ، يفهمونها وينفذونها بالطرق الالتوائية الانتهازية الحاقدة ، والبعض الاخر يفتقرون للتجربتين الادارية والسياسية ذلك أنهم أتوا جميعا من العمل الحزبي السري في كل الاحيان إن كان في داخل العراق، أو غير المتصل بالواقع العراقي إن كان من أحزاب المنفى . و قناعة كل منهم أنه الأصلح والأفضل تدفعه إلى إقصاء الآخر أو تهميشه بأساليب ليست نظيفة دائماً.