عبدالسلام المنيف
نشر الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع أمر مهم للغاية، وواجب على وزارة الصحة أن تعتمد تطبيقه بشكل ترويجي غير تقليدي، تحاكي عبره المواطن، لتكوين قوة تأثيرية داعمة لديه، تعزز من نظرته تجاه الممارسات الصحية، وتغيير الأفكار والمعلومات الخاطئة المتبناة لديه، وتحويلها بعد ذلك إلى سلوكيات مذمومة، وتثقيفه تجاه الأمراض المزمنة والنفسية وغيرها.
التثقيف الصحي في السابق كان شبه معدوم ويقتصر على بعض الأمور حصراً، وأيضاً بشكل غير مقبول، لذلك حينما كانت تهب عاصفة إحدى الأوبئة مثل فايروس كورونا والخنازير، كان بعض المرضى يمارسون ممارسات محظورة في حضرة هذه الأوبئة، غير مبالين تماماً بحالتهم الصحية، نتيجة عدم وعيهم تجاه هذا الأمر، وهذه هي أهمية أن «الوقاية خير من العلاج».
الجهود التي تبذلها وزارة الصحة أخيراً في هذا الجانب، أعتقد أنها جيدة، ولكن ليس بما فيه الكفاية، وإن سألتموني لماذا؟ سيكون ردي: أن أغلب من يحتاجون التثقيف الصحي هم كبار السن، والأشخاص الذين لا يفقهون بالإعلام الجديد، وتقنية الهواتف الذكية، وهم نسبة لا يستهان بها في مجتمعنا، لذلك مخاطبتك لفئة من المجتمع عبر مواقع التواصل، وإنشاء تطبيقات إلكترونية مساعدة لهم، ونسيانك لفئة أخرى أو اجتهادك بشكل بسيط نحوها، لا يعتبر حلاً مستحباً اعتماده، بغض النظر عن إيجابيات تلك الحلول الملموسة، فهناك من سيكون مستثنى منها. جانب التثقيف الصحي مهم جداً، وهو أحد ركائز نجاح وزارة الصحة في حالة ما إذا أرادت أن تُقلل من الضغوطات عليها، ويتكلل عملها بالنجاح، كما أتمنى أن يتم تطوير وصقل مهارات المثقفين الصحيين بالشكل المطلوب، والمتواكب مع طموحاتنا تجاه هذا الجانب. وحتى لا أفهم بالشكل الخاطئ، أنا لا أقلل من مجهودات وزارة الصحة في تحسينها من نفسها حتى تواكب رؤية الوطن 2030، وتواكب تطلعات وآمال المواطن، لكنني أرجو أن تكون تحركاتها نشطة وسريعة أكثر من الآن، فالاستهوان والتخاذل في تطبيق مفهوم الثقافة الصحية لدى أفراد المجتمع، سيكلف بالتأكيد، ولن نشعر بمرارة تلك الكلفة إلا بعدما نلدغ.