نفت دراسة أيرلندية الاعتقاد الشائع بأن الجلوس معتدلاً مع استقامة الظهر هو الوضع المثالي للعمود الفقري وتجنّب آلام الرقبة. بل إنها استبعدت وجود وضعية مثالية من الأساس، واعتبرت أن الفكرة الشائعة عن الجلسة المعتدلة سببها اجتماعي يتعلق بالمظهر، وأن النساء هن الأكثر اهتماماً بها، وأيضاً الأكثر شكوى من آلام العنق.
وقال كيران أوسوليفان من جامعة ليمريك بأيرلندا، وهو متخصص في آلام الظهر: “يُظهر بحثي أن النساء أكثر انتقاداً لوضعية جلوسهن من الرجال، وربما يعكس ذلك توقعات مجتمعية أكبر للوضعية المناسبة بين النساء”.
وأضاف: “من الصعب القول إن الجلوس مستقيماً هو الوضع المثالي بينما يتشكل عمودنا الفقري بشكل طبيعي على شكل حرف s إذا نظرت إليه من الجانب”.
وقد أجرى أوسوليفان دراسة طلب فيها من أخصائيين في العلاج الطبيعي تقييم أفضل وضع للجلوس من بين 9 خيارات. واعتقد نصفهم أنه عندما يكون الجزء السفلي مستقيماً مع استرخاء الجذع العلوي سيكون ذلك أفضل، لكن اعتقد ثلثهم أن استقامة العمود الفقري في خط مستقيم هي الأمثل. وهو اعتقاد يتعلق بما يعتبر أنيقاً وجذاباً.
وبحسب موقع “نيو ساينتست”، تؤدي استقامة الظهر الكاملة أثناء الجلوس إلى انحناء العنق، وينتج عن ذلك آلام الرقبة.
ونبّهت الدراسة إلى أن الكثير من الناس يقضون وقتاً طويلاً في وضعية انحناء نتيجة النظر إلى شاشات الهواتف، لكن لا توجد أدلة على أن هذه الوضعية تسبب انحناء الظهر في الكبر، وإنما طول الوقت هو السبب لأن استمرار الضغط يقصّر العضلات.
وحثّت توصيات الدراسة على ممارسة تمارين اليوغا والبيلاتس لأنها تعكس تأثير انحناء الرقبة لأوقات طويلة أثناء النظر إلى الشاشة. فما يحدث هو أن عضلات الرقبة تقصر، فيحدث الانحناء، وتقوم هذه النوعية من التمارين بإطالة وتصحيح هذه العضلات.
كما توجد أدلة على أن تمارين القوة والمرونة تقلل من انحناء الظهر بعد الـ 65.
وينصح أوسوليفان: “لا تقلق بشأن وضعية الجلوس، ولا تزعج أطفالك بشأن طريقة جلوسهم، فقط تأكد من أنك تتحرك كثيراً بين الفترات التي تجلس فيها مسترخياً”.