كانت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل لكن الخلافات الآن محتدمة
جنود إسرائيليون على الحدود الإسرائيلية – المصرية (أ ف ب/ غيتي)
على رغم أن مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل عام 1979، فإن العلاقات بينهما نادراً ما كانت ودية، واليوم مع الحرب الدائرة في غزة فإنها تشارف نقطة التداعي، حيث تحذر مصر إسرائيل من طرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء، بينما يؤدي تراجع حركة المرور في قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين إلى تفاقم الوضع.
وخسرت مصر نحو 40 في المئة من إيرادات عبور قناة السويس هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما انخفضت حركة عبور السفن بنحو 30 في المئة، وفقاً لهيئة قناة السويس. وإذا استمرت الأزمة، فإن الدولة المتعثرة اقتصادياً ستخسر مليارات الدولارات.
اقرأ المزيد
- 1500 جندي من بدو فلسطين يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي
- إسرائيل تتمسك بإقامة منطقة عازلة في غزة
- “زحمة مقترحات” بين إسرائيل و”حماس” وبيرنز يرمي بثقله
- هل تتفاقم أزمة الدولار في مصر بسبب هجمات البحر الأحمر؟
وتطرق تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى العلاقات المتوترة بين البلدين، حيث أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يتحدثا في الأسابيع الأخيرة. ورفض السيسي عدة اتصالات من الزعيم الإسرائيلي، بحسب مسؤولين مصريين.
ويمكن أن يكون لهذه البرودة العميقة عواقب بعيدة المدى.
وتقول الصحيفة إنه على رغم العلاقة السياسية الصعبة بين البلدين، فإن مصر شريك أمني مهم لإسرائيل. وساعدت في التوصل إلى اتفاق في نوفمبر (تشرين الثاني) يقضي بإطلاق سراح رهائن محتجزين لدى “حماس” مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ووقف إطلاق النار في الصراع.
وللإشارة فقد تقاربت الحكومتان أيضاً في عهد السيسي، ووافقت إسرائيل على السماح لمصر بنقل قوات إضافية إلى شمال سيناء لمحاربة تنظيم “داعش”، في مخالفة لقواعد معاهدة السلام الموقعة في السبعينيات، والتي حدت من عدد القوات المسموح بها قرب الحدود، لكن حرب غزة شكلت اختباراً للعلاقات على نحو لم يسبق له مثيل منذ سنوات. وأثار قرار مصر بعدم إصدار إدانة رسمية لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) غضب المسؤولين الإسرائيليين.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن إسرائيل اتهمت مصر بالسماح لـ”حماس” بتهريب الأسلحة عبر حدود غزة مع مصر كما ضغطت عليها في الأسابيع الأخيرة للقبول بوجود عسكري لها على طول الحدود بين غزة ومصر والسماح للإسرائيليين بتسيير دوريات في الأراضي المصرية لقمع هذا التهريب، لكن القاهرة رفضت الاقتراح باعتباره انتهاكاً لسيادتها.
وأضرت الحرب بالعلاقات الاقتصادية والمدنية الهشة. وتوقفت الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وتل أبيب، كما توقفت السياحة الإسرائيلية في مصر تقريباً، فيما جمدت اجتماعات منظمة الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت بمثابة حجر الزاوية في تطوير العلاقات الاقتصادية.
وترفض مصر الاقتراحات التي تدعو الفلسطينيين إلى البحث عن ملجأ عبر حدودها، وتقول إن إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن مصير السكان المدنيين في الأراضي التي تحتلها. كما تشعر القاهرة بالقلق أيضاً من أن “حماس” ومسلحين آخرين قد يدخلون مع اللاجئين المدنيين، مما يخلق خطراً أمنياً.
وقالت مصر إن أية محاولة لنقل ملايين النازحين الفلسطينيين من شأنها أن “تدمر” العلاقات بين البلدين، في تحذير هو الأول من نوعه يصدر عن مسؤولين مصريين.
وكرر المسؤولون المصريون تحذيراتهم مع تزايد عدد الفلسطينيين قرب الحدود مع مصر في أواخر العام الماضي، وأخبروا الولايات المتحدة أن علاقتهم مع إسرائيل ستتضرر إذا دفع الفلسطينيون إلى شبه جزيرة سيناء، وأن الأخطار الأمنية لكلا الجانبين ستتفاقم إذا انضم إليهم مقاتلو “حماس”.