الحرمان والاقصاء الاجتماعي

1

 

جميل عبدالله

حسب ما قال أحد الفلاسفة , الغني مستقر ومرتاح . وهو لا يريد أن يغير شيئاً , لا الله ولا الوطن ولا الحياة المترفة . عليكم ان تبدأوا بالفقراء , أبدأوا بأولئك الذين ليسوا مستقرين ومرتاحين , ابدأوا بالمضطهدين إذا اردتم ان تنقذوا الشعب . لا شيئ كالحرمان والشعور بألاقصاء الفردي والجماعي , يفجر الثورات ويراكب الظلم , ويغذي العنف وحمل السلاح , ولا يسمح بغير الحلول الجذرية , والتي تقابل الاقصاء بإقصاء مماثل , كردة فعل طبيعية على ما يمارسه النظام طوال سنوات حكمه , وحتى الحركات الاصلاحية تصير حركات ثورية , في الكثير من الاحيان , ولا تبدأ بالضرورة بما هي حركات ثورية , انما تتجذر خلال مسيرتها في ضوء تعنت الطبقات المسيطرة ونمطا ردود فعلها العنيفة على المطالب والتحركات الاصلاحية . هذا ما كانت تشعر به أجيال متعاقبة من العراقيين , حيث لا وجود لمؤسسات تستوعب طاقتهم للعمل والمشاركة الفاعلة في بناء بلادهم , ولا احترام لقدراتهم وخبراتهم التاريخية في أدارة الحكم والسياسة , بل ساد بدلا منه احتقار للشخصية ومسح لوجودها وتكريس للتخلف والجهل والانقسام القبلي , مع سيطرة طبقات بعينها على المال والتجارة , وصاغت نمطها الخاص , الكافل لسلامة وجودها , وذلك من خلال بناء علاقات ومصالح مع اجندة خارجية قائمة على الولاء والتبعية , أكثر منها على الكفاءة والمساواة مع بقية العراقيين الذين لا يصنفون اكثر من انهم مجموعات بدائية لا يؤمن جانبها .

التعليقات معطلة.