– مستشفى الجعيتاوي وخبرة مديدة في علاج الحالات الصعبة (الموقع الشبكي للمستشفى)
كارين اليانالمصدر: النهارتختلف الجروح والإصابات اليوم عن تلك التي شهدها الأطباء في حرب 2006. وتتزايد الضغوط على القطاع الطبي بعد أن تخطى عدد الجرحى الـ10 آلاف إصابة. ويواجه قسم معالجة الحروق في مستشفى الجعيتاوي تحديات متزايدة مع ارتفاع أعداد المصابين بحروق جراء تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية، والقصف المتواصل على مختلف المناطق اللبنانية. وتستوجب تلك الحروق معالجة طويلة الأمد.
تختلف الجروح والإصابات اليوم عن تلك التي شهدها الأطباء في حرب 2006. وتتزايد الضغوط على القطاع الطبي بعد أن تخطى عدد الجرحى الـ10 آلاف إصابة. ويواجه قسم معالجة الحروق في مستشفى الجعيتاوي تحديات متزايدة مع ارتفاع أعداد المصابين بحروق جراء تفجيرات البيجر والأجهزة اللاسلكية، والقصف المتواصل على مختلف المناطق اللبنانية. وتستوجب تلك الحروق معالجة طويلة الأمد.
وفيما يستقبل القسم حالات تفوق قدرته الاستيعابية، يؤكد مدير المستشفى الدكتور بيار يارد أن التحديات كثيرة، مشيراً إلى أن ما نشهده اليوم من إصابات يختلف عن تلك التي خلفتها حرب تموز 2006 من نواحٍ عدّة.
البيجرز أولاً ثم تلاه القصف
وبشكل خاص، تزايدت الضغوط على قسم معالجة الحروق مع تدفق أعداد كبيرة من المصابين بحروق على إثر تفجيرات البيجر ، ثم تتابع التزايد منذ 23 أيلول (سبتمبر) 2024 نتيجة توسع العدوان على لبنان الذي رافقه ارتفاع أعداد المصابين بحروق بليغة تستوجب المعالجة المتخصصة.
وبحسب يارد، يحضر مصابون من الجنوب والبقاع ومختلف المناطق اللبنانية التي تتعرض للقصف. إذ تستقبل مستشفيات المناطق المصابين، وحينما يتضح أن هنالك حروقاً بليغة تستوجب معالجة متخصصة، يُصار إلى تحويلها إلى مستشفى الجعيتاوي. وبالتالي، يستقبل مركز الحروق عشرات الجرحى. وتحدث حروق أيضاً نتيجة اندلاع حرائق في المنازل، بل إن عصف القصف قد يؤدي إليها أيضاً.
إنها مختلفة عمّا قبلها
ما يبدو استثنائياً في هذه الحرب أعداد المصابين بحروق بليغة لم يُسجََّل مثلها في حرب تموز 2006، بل إنها فاقت التوقعات. وكذلك يلفت النظر أن طبيعة القصف تتسبب بعدد أعلى من الوفيات بالمقارنة مع حروب سابقة. إذ بلغ عدد الشهداء اليوم ضعفي ما كان عليه في حرب 2006. ويُضاف إلى ذلك أنَّ بعض المصابين يعانون حروقاً تتخطى 50 أو 60 في المئة من مساحة أجسادهم.
وعلى الرغم من ذلك، يؤكد يارد أن الوضع تحت السيطرة بفضل الخبرة الطويلة في معالجة الحروق مهما كانت صعبة. ويعتبر ذلك استمراراً لما دأب عليه القسم منذ تأسيسه في العام 1992، ووجود جراحين متخصصين يتمتعون بخبرة عالية وأطباء إنعاش من أصحاب الخبرة والكفاءة.
عن مدة المعالجة
بالاستناد إلى خبرته الطويلة في هذا المجال، يقدّر يارد أن مثل هذه الإصابات تستوجب الاستشفاء لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع. وبقدر ما يزيد عمق الحروق والمساحة المتضررة، ترتفع حكماً مدة المعالجة والاستشفاء. وأشار إلى وجود عدد كبير من حروق الدرجة الثالثة أو أكثر، ومن الطبيعي أن تطول عندها مدة الاستشفاء. وتستوجب نسبة كبيرة من الإصابات ما لا يقل عن شهرين أو ثلاثة من المكوث في المستشفى، خصوصاً أن 80 في المئة من الإصابات هي حروق بليغة. ومن بين المصابين طفل بعمر السنة وآخر بعمر السنتين وطفل بعمر 11 سنة وآخر بعمر 15 سنة.
الجراحة والعلاج على المدى الطويل
على المدى البعيد، هنالك جراحات ترميمية عدة، تشمل زرع الجلد، قد يخضع لها المصاب كي يستعيد حركة اليدين والمفاصل وتعابير الوجه. إن بعض تلك الجراحات تجميلية وترميمية وتُجرى بعد ثلاثة أسابيع أو شهرين أو أكثر أحياناً.
سؤال مؤلم عن الأطفال
يؤكد يارد أن الصعوبة الكبرى تكمن في معالجة الأطفال المصابين بحروق، مشيراً إلى أن المشهد مؤلم للغاية في هذه الحالة. وتكون معالجة الطفل أصعب من الناحية النفسية مع ارتفاع مستويات التعاطف. وكذلك فإن الطفل يكون أكثر قلقاً بوجود أطباء وممرضين من حوله، ما يزيد من صعوبة معالجته.
وفي معالجة حروق الأطفال، هناك حاجة إلى تغيير الضمادات يومياً أحياناً، وقد يستوجب ذلك إجراء التخدير العام للطفل كي يتحقق ذلك.
في الإطار نفسه، هنالك مشكلة النمو لدى الطفل، ما يوجب مراقبة تأثير الحروق على نموّه في المستقبل.