طوال السنوات الماضية، كان هناك جدل واسع حول ما إذا كانت الدهون أسوأ من السكر أو ما إذا كان العكس صحيحاً. في بداية الألفية الثانية، تم تأكيد العلاقة الوثيقة بين الدهون وخطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع مستويات العلاقة، بحسب ما نشر في Dailymail. لكن لماذا تزيد الحمية قليلة النشويات خطر الوفاة المبكرة؟
تناولت دراسة جديدة الحمية العالية الدهون وتلك العالية النشويات لتحديد أي منهما يمكن أن يسبب الوفاة بسرعة كبرى. وقد تبين للباحثين أن اتباع حمية قليلة الدهون يمكن أن يخفض خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 34 في المئة سنوياً، فيما تزيد الحميات القليلة النشويات خطر الوفاة بنسبة 38 في المئة. وتأتي الدراسة لتؤكد أهمية اتباع حمية قليلة الدهون المشبعة للوقاية من كل مسببات الوفيات لدى الأشخاص الذين هم في مرحلة متوسطة من العمر أو في سن متقدمة.
في هذه الدراسة، تؤكد كل النتائج المتعلقة بتراجع معدل الوفيات الفوائد الكبرى لانخفاض معدلات الدهون في النظام الغذائي، وما لذلك من أهمية للصحة.
وقد تناولت الدراسة بيانات من عام 1990 لـ371159 أميركياً بين سن 50 و71 سنة، محاولة إيجاد العلاقة بين النظام الغذائي وإصابة من هم أكبر سناً بأمراض مزمنة وبمعدل العيش. وتمت متابعة الأنظمة الغذائية التي يعتمدها المشاركون في الدراسة بهدف احتساب معدلات الدهون والنشويات في غذائهم. وقد قسم الباحثون المشاركين في الدراسة إلى مجموعات للمقارنة بين من يتناولون نسبة أقل من النشويات ومن يتناولون النسبة الأعلى من النشويات. كما تم تقسيم المشاركين في مجموعات بحسب من يتبع نظاماً صحياً قليل الدهون أو قليل النشويات ومن يتبع نظاماً غير صحي قليل النشويات أو الدهون بحسب نوعية الأطعمة التي يتم تناولها. فعلى سبيل المثال، يعتبر النظام الغذائي للشخص الذي يكثر من تناول اللحوم القليلة الدهون والخضروات صحياً، فيما يعتبر نظام من يكثر من تناول السكريات المصنعة والأطعمة المصنعة غير صحي. وقد تبين أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً صحياً قليل الدهون، سواء كان صحياً أو لا، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بالمقارنة مع من يتبعون أنظمة غذائية عالية الدهون. فقد انخفض خطر الوفاة السنوي بنسبة 21 في المئة مع أي حمية قليلة الدهون. أما إذا كانت الحمية صحية فينخفض الخطر بنسبة 34 في المئة.
في المقابل، تبين أن النظام الغذائي القليل النشويات يرتبط بالوفاة المبكرة، فالأشخاص الذين يتبعون نظام كيتو كانوا أكثر عرضة بنسبة 28 في المئة للوفاة لأي سبب كان، بالمقارنة مع من يتبعون نظاماً غذائياً عالي النشويات. أما من يتبعون نظاماً غذائياً غير صحي قليل النشويات فكانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 38 في المئة في كل سنة.
هذا، مع الإشارة إلى أن الحميات القليلة الدهون كانت دوماً مفضلة للأشخاص الذين يسعون إلى خفض أوزانهم وإلى تحسين صحتهم، وهي تركز عادة على الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة واللحوم القليلة الدهون، وعلى تجنب الدهون الضارة، خصوصاً الدهون المشبعة، وإن كانت هناك دهون صحية ينصح خبراء التغذية بتناولها. في المقابل، تدعو الحميات القليلة النشويات إلى تناول كميات عالية من البروتينات والدهون، وهنا تكمن خطورتها.