الدور الأميركي المتزايد في غزة يعزز قلق الإسرائيليين

3


الأميركيون يريدون بناء قاعدة عسكرية ضخمة على حدود القطاع
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يلقي كلمة في مركز التنسيق
المدني – العسكري في جنوب إسرائيل الجمعة (إ.ب.أ)

رام الله: كفاح زبون

يثير التدخل الأميركي المتزايد في قطاع غزة قلقاً إسرائيلياً متزايداً، وأبدت مصادر أمنية إسرائيلية، قلقاً من اعتزام واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في القطاع؛ ما يشير في تقديرهم إلى «إصرار غير مسبوق على التدخل في غزة، وفي الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني».

وبحسب المصادر التي نقلت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن ذلك «يغير خريطة النفوذ بعدما بذلت إسرائيل منذ حرب عام 1967 كل ما بوسعها للحد من التدخل الدولي في الأراضي الفلسطينية».

وحتى وقت قريب، كان الوجود العسكري الأميركي في إسرائيل محدوداً للغاية، وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، أرسلت الولايات المتحدة نحو 200 جندي إلى إسرائيل، ويعملون حالياً من مركز قيادة أميركي في كريات غات جنوب إسرائيل.

وإضافة إلى ذلك نشرت الولايات المتحدة بطارية صواريخ «ثاد» خلال الحرب للمساعدة في اعتراض الصواريخ الإيرانية.


وقالت يديعوت إن القاعدة المُخطط لها تنضم إلى التحركات الأميركية التي قلصت بالفعل من حرية عمل إسرائيل في القطاع، خاصةً فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي استخدمتها إسرائيل وسيلة للضغط على «حماس». ووفقاً لمصادر إسرائيلية، من المتوقع أن يتولى مركز القيادة الأميركي في كريات غات السيطرة الكاملة على توزيع المساعدات الإنسانية، تاركاً لإسرائيل دوراً هامشياً فقط في تنسيق عمل الحكومة في المناطق.

تغيير وضع إسرائيل
قال الدكتور مايكل ميلستين، الباحث البارز في مركز ديان في جامعة تل أبيب والرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية، لصحيفة «الغارديان»: «سيكون مركز التنسيق العسكري في كريات غات مسؤولاً عن معظم النشاط في غزة، وسوف يتغير وضع إسرائيل بوصفها اللاعب الرئيسي في القطاع».

ويعزز كل ذلك الاتهامات المتزايدة في إسرائيل لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن، والتي تستند إلى أن الأميركيين أخذوا زمام المبادرة في غزة من إسرائيل.

واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدفاع عن نفسه وعلاقته بالولايات المتحدة، عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، بعد اتهامات إسرائيلية أن الولايات المتحدة رسخت هيمنتها على إسرائيل بجسر جوي سياسي من المسؤولين الكبار، ومقر عسكري في الجنوب يراقب غزة دقيقة بدقيقة، وطائرات أميركية مسيرة في القطاع، وقد منعوا (الأميركيون) نتنياهو وحكومته، من اتخاذ خطوات ضد «حماس» أو تنفيذ هجمات أو حتى فرض عقوبات، وتدخلوا في عملية البحث عن الجثامين، وأدخلوا فرقاً أجنبية من الخارج رغم رفض إسرائيل القاطع بداية، ويريدون إخراج عناصر «حماس» أحياء من رفح، ويقررون عملياً طبيعة المرحلة المقبلة، ومن سيحكم القطاع، ومن سيشارك في القوات الدولية.

ويقول كثير من الإسرائيليين بينهم سياسيون وكتاب ومحللون إن الولايات الولايات المتحدة أخذت المبادرة في قطاع غزة، وأصبحت تقرر في الشؤون الأمنية والسياسية الإسرائيلية بشكل صارخ ما حوَّل إسرائيل إلى «محمية» أميركية فعلاً.

وكتب المحللون الإسرائيليون عن «رعاية بيبي (بنيامين نتنياهو)» و«جهة واحدة تقرر» وتدويل الصراع و«الحراسة الأميركية اللصيقة».

وتعزز كل ذلك مع تقرير عن خطط للولايات المتحدة الأميركية لإقامة قاعدة عسكرية بقيمة 500 مليون دولار قرب حدود غزة، لدعم وقف إطلاق النار.

وأفاد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، الثلاثاء، بأن القاعدة الأميركية المخطط لها على طول حدود غزة، ستضم عدة آلاف من الجنود المكلفين بالحفاظ على وقف إطلاق النار.

وقدَّر المسؤولون ميزانية المشروع بنحو 500 مليون دولار. وفي الأسابيع الأخيرة، طرح المسؤولون الأميركيون هذا الاقتراح في مناقشات مع الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلي، وبدأوا بمسح المواقع المحتملة في محيط غزة.

وعقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في مدينة شرم الشيخ المصرية، تم نشر نحو 200 جندي أميركي في إسرائيل، انطلاقاً من مركز التنسيق العسكري المركزي الأميركي في كريات غات، لكن الولايات المتحدة شددت أنها لن تشارك بإرسال جنود إلى القطاع.

التعليقات معطلة.