اقتصادي

الدولار الأمريكي يتذبذب في العراق وسط إجراءات محكمة للسلطة النقدية.. فما السبب؟

مع اقتراب موعد تطبيق قرار البنك المركزي العراقي القاضي ببيع الدولار للمسافرين حصريا في المطارات، شهدت أسعار صرف الدولار تذبذبا ملحوظا في الأسواق الموازية، حيث تجاوزت حاجز ال150 ألف دينار لكل 100 دولار.

ويرى مختصون أن هذا التذبذب قد يستقر أو يتراجع في الفترة المقبلة، نتيجة استمرار البنك المركزي في تلبية متطلبات التجارة الخارجية، ما قد يساهم في تقليص تأثير السوق الموازية.
ودخل قرار البنك المركزي حيز التنفيذ، وسط ترقب بشأن مدى استمرار تذبذب سعر الصرف في السوق الموازية وتأثيره على القيمة الشرائية للأسعار.

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، إن قوة سوق الصرف المركزية الرسمية تجعل تأثير سعر صرف الدولار في السوق الموازية غير ذي أهمية نسبية بالنسبة لاستقرار المستوى العام للأسعار.
وأضاف صالح، أن الإجراءات الأخيرة، مثل إدخال نظام أتمتة معطيات الجمارك (أسيكودا)، تعد جزءا أساسيا في الحد من ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية.

وأوضح، أن النظام النقدي الثابت في العراق، الذي يعتمد على احتياطيات دولية تغطي أكثر من 100% من إجمالي العملة المصدرة، يساهم في استقرار سعر الصرف.
وأشار، إلى أن استقرار سعر صرف الدينار مقابل الدولار في الأسواق الثانوية هو استقرار حقيقي ناتج عن قوة تأثير السياسات النقدية والمالية. وتوقع أن تستمر هذه السياسة في احتواء التوقعات التضخمية التي أثارتها الأسواق الموازية في السنوات الماضية.
يذكر أن مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة الأسبوع الماضي بلغت أكثر من مليار دولار عبر مزاد العملة، وهو ما يشير إلى إمكانية حصول استقرار نسبي في أسعار السلع والمواد.
وفيما يتعلق بالآلية الجديدة لمنح الدولار، فإنها تتضمن توجه المسافرين إلى شركات الصرافة المجازة، حيث يقومون بتسليم المبلغ بالدينار وفقا لسعر الصرف الرسمي، ليتم إدخال بياناتهم في المنصة الإلكترونية الخاصة بالبنك المركزي، ثم استلام الدولار النقدي داخل المطار حصريا.
وفي تحليل الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، تمثل العوامل الحقيقية لارتفاع سعر الصرف إيقاف التحويلات المصرفية باليوان الصيني وإيقاف ضخ الدولار النقدي في السوق الموازية، بينما تشمل العوامل النفسية التخوفات من ارتفاع الدولار في المستقبل القريب، مما أدى إلى تهافت كبير على شراء العملة من السوق الموازية.

ويتوقع المرسومي، أن تهدأ السوق قريبا نتيجة عدة عوامل، أبرزها المفاوضات بشأن التحويلات المصرفية.