يطلق على أنقى الأنواع اسم “ذهب 999” إذ يحوي نسبة ذهب تصل إلى 99.9 في المئة (اندبندنت عربية)
أثار ارتفاع الذهب أخيراً اندفاع أسعار السبائك ورافق ذلك زيادة عمليات الاحتيال على الذهب في الصين، في ظل إقبال آلاف المستهلكين في البلاد على شراء “الذهب المزيف” أو الأقل جودة، بدلاً من شراء “الذهب 999” عبر الإنترنت، وفقاً لبيانات رسمية.
ويطلق على أنقى الأنواع اسم “ذهب 999” إذ يحوي نسبة ذهب تصل إلى 99.9 في المئة، ويشار إليه أحياناً أيضاً بالذهب “عيار 24 قيراطاً”.
أزمة كبيرة في الصين
وتعليقاً على ذلك قال المدير الإداري لمجموعة أبحاث السوق الصينية شون رين لشبكة “سي أن بي سي”، إن “الذهب المزيف أصبح أزمة كبيرة في الصين، إذ يتطلع مزيد من الصينيين إلى استثمار مدخراتهم في الذهب”.
وتعد الصين من الدول الأكبر في الطلب الاستهلاكي على السبائك بعد أن تفوقت على الهند عام 2023 لتصبح أكبر مشتر للمجوهرات الذهبية في العالم.
وأظهرت بيانات “مجلس الذهب العالمي” أن المستهلكين الصينيين اشتروا 603 طناً من المجوهرات الذهبية العام الماضي، بزيادة 10 في المئة عن عام 2022.
أضاف رين أن “الطلب على الذهب، إضافة إلى عدم تمتع المستهلكين والمستثمرين الصينيين بالقدرة الكافية للتمييز بين الذهب عيار 24 قيراطاً والآخر الأقل جودة، أدى إلى ظهور المحتالين”.
في غضون ذلك كشفت تقارير رسمية ارتفاع عمليات الاحتيال في الذهب على وسائل الإعلام المحلية ومواقع حماية المستهلك مثل “هايماو تاوسو”، وهي منصة لخدمة عملاء تابعة لجهة خارجية تتبع شركة التكنولوجيا العملاقة “سينا”.
وقال أحد الأشخاص وقد اشترى خمسة قلادات ذهبية في مقابل 1985 يواناً صينياً (280 دولاراً)، من منصة التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت “تاوباو”، إنه “اكتشف أن الذهب مزيف بعد إجراء اختبار اللهب، إذ يصبح الذهب المزيف أكثر قتامة أو يكشف عن لون أخضر عند وضعه تحت اللهب، بينما يصبح الذهب الخالص أكثر إشراقاً عند تعرضه للحرارة”. واشتكى آخر شراء منتج ذهبي من متجر التجزئة عبر الإنترنت “بينداو داو”، لكنه وصل وبدا عليه صدأ، مدعياً أنه أحضره إلى صائغ لتقييمه ولكن قيل له إنه مزيف، فيما لم يستجب “تاوباو” و”بينداو داو” لطلب شبكة الأخبار للتعليق.
الذهب الحقيقي في مواجهة المزيف
وفي محاولة لحماية المستهلكين من المحتالين أصدرت الحكومة الصينية أخيراً مبادئ توجيهية حول كيفية التعرف على جودة المجوهرات الذهبية، إذ تضمنت النصائح الاستماع إلى الصوت عند رميه على الأرض أو سقوط حمض النيتريك على الأواني الذهبية، وفي حال كشفت قطرة الحمض عن لون أخضر فهذا يعني أن الجسم الذهبي إما مصنوع من معدن عادي آخر أو مطلي بالذهب، وأشارت المبادئ التوجيهية إلى أنه إذا لم يحدث شيء للذهب فمن المحتمل أن يكون أصلياً.
إضافة إلى ذلك قال الشريك المؤسس لشركة “ميتالز فوكس” الاستشارية لأبحاث المعادن الثمينة نيكوس كافاليس إنه “يمكن للمستهلك المطلع على الذهب اكتشاف المنتجات المزيفة من وزنه مقارنة بحجمه”، موضحاً “اعتماداً على التصميم قد يكون من الممكن أيضاً اكتشاف المجوهرات المزيفة من خلال صلابتها، فالذهب عيار 999 يتميز بأنه ناعم جداً”.
وبصرف النظر عن العلامات والاختبارات والإرشادات فقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان المنتج مزيفاً، وقال كافاليس إن “الشيء الرئيس الذي يحمي المستهلك من الذهب المزيف هو الشراء من مصادر حسنة السمعة، سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو في المتجر”.
وقال رين من مجموعة أبحاث السوق الصينية إن “المنتجات المزيفة تكثر على منصات التجارة الإلكترونية الصينية، من الذهب إلى حقائب اليد المقرصنة”.
ومع ذلك فإن مبيعات الذهب عبر الإنترنت، وعلى رغم أنها تشهد تطوراً سريعاً، لا تزال تشغل جزءاً صغيراً من استهلاك الذهب في الصين، كما أن معظم الأفراد يفضلون شراءها عبر الإنترنت، بحسب ما ذكر “مجلس الذهب العالمي”.
وأكد “اتحاد التجارة الدولية” لـ “سي أن بي سي” ضرورة عدم شراء مقتنيات ذهبية بأسعار منخفضة بصورة مثيرة للريبة.
وتراجعت أسعار الذهب الأسبوع الماضي بعد ارتفاعها إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأخيرة، إذ تتداول أوقية الذهب حالياً عند 2296 دولاراً.