تعبيرية: تأثير الذكاء التوليدي على الاقتصاد
العالم على أعتاب ثورة يقودها الذكاء التوليدي في كيفية اكتشاف المعرفة الجديدة واستخدامها، وذلك وفقاً لتقرير أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2024، وهو تقرير جديد للمنتدى الاقتصادي العالمي.
يدرج التقرير “الذكاء التوليدي من أجل الاكتشافات العلمية” كواحد من 10 تقنيات من شأنها أن تؤثر تأثيراً كبيراً على المجتمعات والاقتصادات في المستقبل القريب، حيث يستخدم الباحثون التعلم العميق والذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج أساسية أخرى لاستخراج الأدبيات العلمية، وتبادل الأفكار حول فرضيات جديدة، ولتحقيق الاكتشافات وأكثر من ذلك. وفي هذا السياق يُقدّم ثلاثة من خبراء التكنولوجيا وجهات نظرهم حول الذكاء التوليدي في العلوم وآمالهم في ما يمكن أن يحققه.
الذكاء التوليدي باعتباره اختصاصاً علمياًتُعبّر الدكتورة شيريل كوي، الرئيسة التنفيذية لشركة التكنولوجيا الحيوية الصناعية العالمية بوتا بيو، بأنّها مفتونة جداً بإمكانيات الإبداع الذي يمكن أن يجلبه الذكاء التوليدي إلى التخصّص العلمي. في إشارة منها إلى أهمية الذكاء التوليدي وفوائده في التخصّصات العلمية.
توسيع الفرضيات المحتملة وبالنسبة لمايكل سبرانغر، المدير التنفيذي للعمليات في شركة Sony AI Inc، وهي منظمة البحث والتطوير الإستراتيجية للشركة، يعد الاكتشاف العلمي أحد أهم المجالات وأكثرها إثارة بالنسبة للذكاء التوليدي، لأنه يدخل في قلب الابتكار حول العالم وفي المجتمعات المختلفة، وهو يعتقد أن الهندسة وعلوم الكمبيوتر ستستفيد من احتضان هذه التكنولوجيا بالكامل، ويتصور سيناريو يتم فيه تصميم معماريات الشبكات العصبية باستخدام الذكاء التوليدي، ويعتبر أن هذا التطوّر بمثابة تغيير كبير، لأن الافتراض الأساسي للذكاء التوليدي في العلوم هو أن هناك فرضيات أخرى يمكن للبشر التوصل إليها، وربما لم نستكشف كل هذا وعلينا أن نواصل استكشافه.ويعتبر سبرانغر أنّه ربما تكون هناك أيضاً مجموعة من الفرضيات التي لا يستطيع البشر التوصل إليها بشأن مجموعة متنوعة من التحيزات التي تكون في بعض الحالات ثقافية أو في بعض الحالات فطرية أساساً لدى البشر. وبالتالي، فإن الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك واستخدام الآلات لتوسيع مجموعة من الفرضيات المحتملة التي لم نكن لنفكر فيها أبداً، هذا هو حقاً ما سيتألق فيه الذكاء الاصطناعي. تسريع اكتشاف الأدويةيقول أليكس زافورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة Insilico Medicine للتكنولوجيا الحيوية التي تعتمد على الذكاء التوليدي، إنّه من الممكن الآن استخدام خيال الذكاء التوليدي لإنشاء جزيئات ذات خصائص مرغوبة غير موجودة في الفضاء الكيميائي المعروف، معتقداً أن هذه الأساليب لا تحظى بالتقدير الكافي في الوقت الحالي، ولا يدرك الناس التأثير الذي تحدثه الكيمياء التوليدية حالياً على تصميم المواد الجديدة، وخاصةً على اكتشاف الأدوية.
في العامين الماضيين، قامت شركة Insilico بترشيح 18 مرشحاً لمرحلة ما قبل المرحلة السريرية (دواء قبل خطوة واحدة من دخوله في التجارب السريرية البشرية) من خلال استخدام الذكاء التوليدي. وعادةً ما يستغرق الأمر منا أربع أو خمس سنوات لتحقيق الهدف نفسه، وربما يكلفنا ذلك عشرة أضعاف بحسب زافورونكوف، ويشير بدوره إلى أن الذكاء التوليدي يتيح اليوم توفيراً كبيراً في التكاليف والوقت، زيادة احتمالية النجاح، ويسمح بالذهاب إلى مناطق لم تكن مجدية اقتصادياً في السابق، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى جعل الأدوية أرخص وأكثر سهولة في الحصول عليها للجميع على هذا الكوكب.