رسمياً.. إيران تعلق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية

علّقت إيران رسمياً، أمس الأربعاء تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع مصادقة الرئيس مسعود بزشكيان على قانون أقره البرلمان في ضوء الضربات الأمريكية والإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه على الأرجح أن يقيد بشكل أكبر قدرة المفتشين على مراقبة برنامج طهران الذي كان يقوم بتخصيب اليورانيوم حتى مستويات تقترب من درجة صنع الأسلحة.

ولم يتضمن الأمر الصادر عن بزشكيان أي جداول زمنية أو تفاصيل حول ما سيشمله تعليق التعاون هذا.

ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية إلى أن طهران لا تزال مستعدة لمواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وقال عراقجي في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المفاوضات قد تبدأ في وقت مبكر من هذا الأسبوع: “لا أعتقد أن المفاوضات ستستأنف بهذه السرعة”، لكنه أضاف أن “أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً”.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن قرار بزشكيان، والذي جاء بعد إقرار البرلمان الإيراني قانوناً يقضي بتعليق ذلك التعاون.

وحصل مشروع القانون بالفعل على موافقة مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة الرقابية الدستورية في إيران، الخميس الماضي، ومن المرجح أيضاً أن يحظى بدعم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي يرأسه بزشكيان.

ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن “من غير المقبول أن تختار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت لا تزال فيه أمامها نافذة فرصة لتغيير مسارها واختيار طريق السلام والازدهار”.

وأثار قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أيضاً إدانة فورية من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي قال في منشور على منصة إكس: “لقد أصدرت إيران لتوها إعلاناً فاضحاً حول تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا يمثل تنصلا كاملا من جميع التزاماتها النووية الدولية”.

ودعا ساعر الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إلى تفعيل ما يعرف بـ”آلية العودة السريعة للعقوبات” ، والتي تسمح بإعادة فرض جميع العقوبات الأممية على إيران، والتي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق، إذا أعلنت إحدى الدول الغربية أن إيران غير ملتزمة به.

ويذكر أن إسرائيل تعتبر على نطاق واسع الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك سلاحاً نووياً، ولا تملك الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي صلاحية للوصول إلى منشآتها ذات الصلة بالأسلحة.