مقدمة: في ص8 من كراسة / شخصية الفرد العراقي / 1951 التالي: [إنها على كل حال محاولة مبدئية اُهيب بالقارئ ان يتشدد في نقدها وفي النظر إليها نظرة الشك المستريب… ]انتهى.
مَلأَ دنيا العراق وشغل الناس فيها حياً وميتاً لعدة عقود ولا يزال. حاول ان يُصاحِبَ زمانه فلم يُفْلِحْ لما فيه من وساوس وبالمقابل حاول زمانه ان يتصالح معه فلم يَفْلُحْ ايضاً للتناقضات والتقلبات التي كان فيها الراحل فمرةً هنا ومراتٍ هناك. احتار زمانه به كيف يصاحبه او أين يضعه؟. وما فَلِحَ من حاول التقريب بينهما فضاع وبقي الزمان معه او ضده فتغلب ضده عليه لترتفع رايات وعاظ السلاطين وتنتكس راية عدوهم الراحل الوردي الذي ظهر ليبارزهم بسيف من خشب منخور بالخوف والتردد ونية القبول والادبارالسريع. أما لأنه الشعور بالوحدة او لأنه لم يتدرج ليهيئ ارضية جيدة يسير عليها في تلك الارض المعشوشبة الغاماً بكل الانواع والمواصفات او لأنه أراد الإسراع بتجارة الكتابة والنشر”فهو برر انه تاجر ويفتخر”. حاول ان ينير دهاليز ذلك الزمان وما قبله ولكنه لم يحمل معه مدادا كافي لذلك وحاول تنفيس ما استقر بالأعماق تحت ما تراكم من قرون طويلة حتى قبل آدم كما اشار فأدم عنده ليس ابو البشر كما تقول الرواية حيث اعْتَقَدَ الراحل الوردي يوماً ان هناك بشر قبل آدم وما آدم إلا ابو المدنية اي البشر المزارع لكنه اخفق!. حاول فتح في زوايا ذلك الزمان وما قبله. أطلق صراخه عالياً بوجهها مرات ومرات بوجه من لم يسمع وكثيرات اخرى بوجه الاوراق والكتب والبيوتات ولكنه يهرب في جميعها رغم ما يرويه عنه محبيه مادحيه بغرض تعظيمه . حرك كل الامور باتجاه تثبيت قناعاته وإرغام الغير عليها ( دون اكراه) ودون ان يُبدع في اثباتها فمن لا يوافقه يهرب منه او يرده رداً فيه هروب. تلك الصرخات ضاعت كهواء في شباك التردد والتقلب وعدم الدقة والتفسير الخاطئ للأمور والصخب الذي خلفته تلك الصرخات والاجتهادات والقلق الذي يعيشه في محيط عيون السلطات التي وجد نفسه في مداها وبين معرفته لوقع كلماته الثقيل على السلطة والمتسلطين بكل المستويات والمناصب. أراد ان يفعل شيء لكنه بدل ان ينفتح ليدرس المجتمع أغلق على نفسه ما اقتنع به وتقوقع في داخل (ثنائيات) اعجبته واسرته وراح يُحَّورها ويُعَّربها ويعيد صياغاتها فتاه بها حتى صار يمزج ايامه بأيام ابن خلدون وايام آدم وايام الكهرباء وما قبلها… استعار من علماء ومفكرين اجانب واعاد صياغة تلك المُستعارات ليثبتها بأسمه. تلامس مع سمنر وكارنيجي وتوينبي( حضارة مجمده) وأسَّرهُ ميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة) ومن مكايفر (ازدواج الشخصية)… أخذ من ابن خلدون ( الأرياف والمدن ) ليحورها الى صراع (البداوة والحضارة) لتصبح بعد حين ( علي ورديه) وتنتهي علاقتها بابن خلدون…. و قد انعجن فيها وكانت الوحيدة لدية التي يقيس عليها ويبحث عما يؤيدها حتى ولو ببيت شعر او مثل مُحَّرَفْ . تفَّرد في اسلوبه وصياغاته وفي موقفه من معارضيه و”مساجليه” ومجايليه ومُصادقيه ومتابعيه ومناقشيه ومادحيه وناقديه ومجامليه ومراقبيه ومتابعيه والمتجسسين عليه وقد نجح في ان يُبعد عن نفسه مصائب تلك العقود بذكاء وبلادة وكان مع نفسه يضحك على من يريد به شراً وهو يعرفهم واحداً واحداً كمااتصورالقريبين منه والبعيدين عنه إنْ من رواد مجالسه او ممن رافقوه في شتى المجالات التي تحرك او كتب او تكلم فيها وعنها او كان مشاهداً او مستمعاً فيها ولها.
وانا بعد ستة عقود تقريباً”انبش” ما ترك وقدم كما فعل هو(مع الفارق الكبير لصالحه طبعاً) عندما “نبش” ما كان قد ظهر قبل ستة قرون من “نبشه”… لكنه كما اظن سار على نفس مسير صاحبه ابن خلدون الذي تكلم عما سمعه وكان مصدره حكايات سبقته بخمسة او ستة قرون ايضاً. كما وصفها الراحل الوردي حين كتب عنها التالي:(وهذا هو ما اشتهر في الاساطير الشعبية ب”تغريبة بني هلال”). وكما زار ابن خلدون بعض الأماكن”لأيام”وحكم على ما شاهد ولمس وعممه جاء الراحل الوردي يعيد نفس الصيغ في التعميم لكن الفارق هو أن أبن خلدون لمس ما قرأ او سَمِعَ من خلال مواقع المسؤولية حيث كان قريب من مواقع التأثير و”التأثُر” بعكس الراحل الوردي. ابن خلدون سمع ان هناك تخريب كان قد احدثه البدو العرب قبل ولادته بستة قرون فصال في ذلك وجال ودارعلى الامصار والمرابع والقصوروالمدارس والمساجد وساحات الوغى الشاسعة الواسعة واطلق لخياله واستنتاجاته ليحلم ويعمل. جاء الراحل الوردي بعد ستة قرون ليطلع على حكايات ابن خلدون ويَزورْ ازقة بغداد الضيقة وبعض حاراتها المكتظة التي لا جامع بين ساكنيها إلا التعصب لها لينطلق ويعمم ما سمع من حكايات وما شاهد من سلوكيات كلها او غالبها لا تمت للمكان بصلة فأهل تلك الازقة والحارات خليط ” مع الاعتذار” حتى لا تجمعهم لغة ولا دين ولاعصبية إلاالعصبية لذلك الزقاق وهذه لا رابطات قوة فيها اي انها سريعة التفكك والتفسخ. انطلق يعمم ما سمع ولمس ورأى هناك ليشمل به كل العراق المختلف التضاريس و
الاقوام والاديان والطوائف ليس بينها من مشترك إلا العصبية لذلك العراق حديث التَشَّكُلْ … أخذ عَّينة صغيرة لا يمكن الاعتماد عليها ليُحكم على مجتمع من عدة ملايين متفرقة في مساحة اكثر من اربعة مائة الف من الكيلومترات المربعة فيها فواصل جغرافية ودينية وقومية ولغوية وعشائرية. و مثال على ذلك ما كتبه الراحل في ص355 / دراسة في طبيعة المجتمع العراقي / الفصل 12:[اشتهرت المدينة العراقية بأنها من أكثر مدن العالم في عدد مقاهيها بالنسبة لعدد سكانها وقد وصفها احد السواح قائلاً: بين كل مقهى ومقهى توجد مقهى”]انتهى
هذه واحدة من الورديات”نسبة الى الوردي” … اخذ ازقة بغداد وحاراتها وراي سائح لم يرى غير تلك الأماكن اقتنع به وعممه وهو لا يعرف ربما كانت المقاهي في كل نواحي ومدن العراق الأخرى جميعاً لا تساوي عدد مقاهي بغداد في تلك الفترة… و ان مقاهي القاهرة وبيروت وغيرها كانت اكثر من مقاهي كل العراق ربما.
لم يتعرف الراحل الوردي على ذلك “المجتمع” “الخليط”. كما لم يعايش ابن خلدون ما ومن كتب عنه وعنهم . سجن الراحل الوردي نفسه في محيطه الضيق ولم يتعلم من المجتمع حرفة التخصص التي تعينه على فحص ومراقبة وتحليل ذلك ال”مجتمع” المتنوع والعيش فيه فتاه في صخب ذلك التنوع الذي حاول ان يستخلص منه نغمة واحدة ليقول ان الكل يغني بها وعليها وتطربه. فكان حال الوردي كما غناءٍ بصوت جميل في سوق الصَّفارين في وقت زحمة العمل. لو صدح بذلك الغناء الجميل في وقت سكون سوق الصفارين لاستمع له احدهم وربما انتشى وطَرِبَ ولكان يمكن ان يترك طرقه على النحاس عندما يهم المغرد الوردي مرة اخرى بالتغريد في زحمة العمل يوماً . نثر”طَّشَ” بذرات”بذور” محدودات في ارض مجهولة مرات واخرى في ارض من تَشَوَشَ سمعه وكثيرات في ارض اوراق وكتب وإعلام ومنابر سواقيها جفت وهي مليئة بأعشاب صحراء الحياة… فكان الحصيد هو ما يتكدس اليوم في العراق والمنطقة.
كان هارباً في اي مكان وزمان مر فيه او عليه. هرب ويهرب في ومن جميعها حاله حال ابن خلدون”مع الفارق حيث ابن خلدون وجد او اوجد المدارس والمراكز والقصور واستمر يُدرس فيها ويديرها سواء انه تسلق لها او قُدمت له لهذا السبب او ذاك”. والراحل انزوى في بيته او في بعض المجالس هنا وهناك يكتب ويطبع وينشر ويُعلق ويتندر احياناً لا يُعرف فيها الجد من الهزل… عاش ينظر ويُنَّظر في وعلى”مجتمع” كانت الامية تنخر فيه واصوات المنابر تشوش مسامعه وعجاجات وغيوم الظلم والفقر والمرض والدين الكثيفة تعمي ابصاره وتغلق بصيرته… من كان يقرأ ويكتب فيه هم القلة ومن يقتني كتاب كان يُنظر اليه بين اعجاب او استغراب او شزرا… ومن يستمع الى الراديو يحك اذنيه غير مصدق اما التلفاز فربما لا تعرفه مدن كبيرة مزدحمة… لكن رغم ذلك حَّرَكَ من الامور بعضها حيث رمى حصى في بركة اريد لها ان تأسن… تحرك باتجاه تثبيت قناعاته وإرغام الغير عليها(دون اكراه)ودون ان يُبدع في اثباتها وهذه واحدة من اسباب النتائج. ربما كان له الذكر الطيب يفكر بأن يقول ويؤشر فقط ليثبت انه موجود ومخالف للسائد أي لم يؤسس لشيء فربما اقتفى اثر الموحدون قبل محمد في قريش الذين عاشوا تحت صخب ايام الشعروالخطابة والاحجار المعبودة.
كُنْتُ عازماً على ان تكون بداية هذه السلسلة حول ما نُشرعن الراحل الكبيرالاستاذ علي الوردي مثل: مئة عام مع الوردي / الاستاذ محمد عيسى الخاقاني / دارالحكمة 2013وعلي الوردي في النفس المجتمع / جمع الاستاذ سعدون هليل / مكتبة بساتين المعرفة 2011 وعلي الوردي عدوالسلاطين ووعاظهم / الدكتور حسين سرمك حسن / دار ضفاف 2013 ومن وحي الثمانين / سلام الشماع / مركز الحضارة 2011 وعلي الوردي والسوسيولوجيا التاريخية / الاستاذ محمود عبد الواحد محمود القيسي دارومكتبة عدنان 2014 وكتاب: علي الوردي والمشروع العراقي / تأليف نخبة من الكتاب والمختصين / الطبعة الاولى / دارالسجاد / بغداد شارع المتنبي / 2010 وغيرها ومقالات لإساتذة الكرام الاستاذ قاسم حسين صالح والاستاذ ابراهيم الحيدري والاستاذ سلمان الهلالي وغيرهم… ولكن؟؟!!
الكتابة عن الراحل الوردي طريق وعره وطويلة وشاقة تحتاج الى قوة تَحَمُلْ وصبر ودقة وانتباه وحرص يرافق كل ذلك خوف مبرر هذا “الخوف” طرقني طرقاً” وهي المرة الاولى . فقط مع الوردي تَلَبسَّني الخوف لكن أجد إن الاقدام واجب… والنقاش معه وهو غائب ربما يُحضره ويحيه وما اراد… حيث أراد الوردي النقاش ودعا اليه كثيراً حتى لو كان منافقاً في ذلك احياناً. الخوف لا من نقص فيما أعددت ولا هروباً مما سأوضح ولا من ردود افعال محبيه انما خوفاً من أن لا اتمكن من بيان بعض الامور نقداً أو بيان الادلة على ركاكة بعض الاموراوالاحكام التي اطلقاً الوردي دون تدقيق متعمداً ذلك او ساهياً ضمن سهوالاسترسال وهذا ما كان في مسيرته واضحاً. وخوفاً من عدم القدرة على دفع البعض الى إعادة قراءة الوردي بعين الناقد او بعين الراغب بالتعلم لا بعين المأسور ببهرجة بعض الجمل والعبارات ودغدغاتها تلك التي طرحها الراحل فيما كتب والقى ونشر.
اقول للجميع :لم يكن الوردي كما تصورتم او تتصورون فهو كما كتب كثيراً وطرحَ عميقاً وسطحياً وسار زمناً طويلاً هارباً ومتصدياً ومسايراً ومتحدياً ومنافقاً فقد كان واهناً في بعض ما طرح وحاول تغليف ذلك بتلك الضجة التي تَعَّمَدَ ويتعمد إثارتها. عليه التمس العذر سلفاً ممن يريد ان يناقش ما سأطرحه حول الراحل الوردي وعليه الرد وسأكون اول المعترفين بالخطأ ان تم بيانه.
*انْتَقَدَ وانْتُقِدَ كثيراً وبتشعب وبتكرار عجيب وفي كل ذلك معنى واحد وواضح وصريح وهو ان لا شيء بعيد عن النقد والنقاش بما فيهم علي الوردي نفسه وقد تحَّمل الكثير وتقَّبل ذلك بسخرية كثيراً وانزواء احياناً وتلميح ورد مباشر احيان اخرى وسكوت وتأجيل في بعض الاحيان وهروب دائماً. ونَشْر مقابلات وردود غاضبة احيانا مع احتفاظه باحترام من انتقده حتى ولو ظاهرياً(انهم يكتبون بواد وانا اكتب بواد ). وانسحاب (النظرية العلمية خطأ والرئيس صح) .
**استند الى الشعر واستعار من الشعراء ليدعم اقواله وفرضياته وتهجم عليه وعليهم وذمهم وذم الشعر وقسى على من استعار منهم وقدم ما يكتب بأقوال لهم اومن اقوال اخرين واعتبر من استعار من الاخرين من المناطقة الذين يذمهم واعتبر الاستعارة نقص فاضح.
**استعان بالأمثال وحرَّف بعضها وغَّير في صياغاتها وحشر البعض منها حشراً ليستفيد منها.
** تلاعب بالكلمات والصياغات والعبارات والجُمل بين معاني الجد والهزل واستخدم ذلك سلاحاً للاستهزاء بمن يستحق سواء كان قادراً عليه ام غير قادر(أنه شعلية العلم يكَول هالشكل).
** حاك القصص ونَّغمها ولَّحنها كما قال عنها وعنه الراحل الدكتور حسين علي محفوظ وطرحها ومن ثم اعتمادها كحقائق يستند اليها ويقدم لهذا الاسناد بقوله (كما رأينا… ) والتأكيد عليها لتكون فيما بعد اسانيد ل “فرضياته”.
**. أخذ من ابن خلدون (الأرياف والمدن) ليحورها الى صراع (البداوة والحضارة) لتصبح بعد حين (عليورديه) بعد ان كانت “خلدونية”. كانت الوحيدة لدية التي يقيس عليها. تاه بين تماسك وجمود المجتمع والحركة الاجتماعية …
**نظر الى الديمقراطية / الانتخابات التي عاش بعض اشكالها فلم يجد امامه نموذجاً يصلح للعراق الا نموذجها اللبناني الفاشل الملغوم فنقل ما اعتقد انه مفيد لكنه لم يتوقع أن يُنْكَبْ بها الشعب العراقي بعد عقود. وهذه صفة رافقت الوردي في حياته وهي انه يرى النموذج فيأسره فينطلق دون تفكير ليعممه.
أحاول في التاليات ان اقلب سجل الراحل الوردي العامر وهذا سيأخذ وقتاً طويلاً نظراً لموقع الراحل الوردي المتميز ومكانته الكبيرة في الشارع العراقي المادح له والذام وكثرة ما تركَ وأثارَ وانتقدَ وانتُقِد وكَتَبَ وكُتِبَ عنه. سنتطرق فيها قدر الامكان ووفق إمكاناتنا المتواضعة الى امور اعتقد انها مهمة من قبيل: الوردي وابن خلدون، الوردي والديمقراطية، الوردي وازدواج الشخصية، الوردي ودراسة المجتمع العراقي، الوردي وانتفاضة الحي، الوردي والانحراف الجنسي، الوردي والعبقري، الوردي والشخصية العراقية، الوردي والجد والمثابرة، الوردي والحلول، الوردي وأمريكا، الوردي واللغة، الوردي ووعاظ السلاطين، الوردي وابن خلدون، الوردي والفتوحات الإسلامية، الوردي والزعيم، الوردي والإسلام، الوردي بأقلام محبيه وغيرها من العناوين… فيها اشارات الى انتباهاته، ابداعاته، تفرداته، انتقاداته، شطحاته، تردده، قلقه، وسوسته، سفسطته، تمَّيزه، اضطراباته، سخريته، اقتراحاته، كذبه، فضائحه العلمية، استعاراته المشوشة، حكاياته “حكاويه”، تحريفاته، تناقضاته وما اكثرها.
اسئلة كثيرة سأضعها وأضع جوابي او رأيي عليها وبها .. حيث بعد كل هل وكيف ولماذا؟ لا بد ان يكون بعض نعم او بعض لا او بعض توضيح اتمنى ان لا يكون وفق “ليس كل لا … لا ولا كل نعم … نعم” او” ليس هناك شر مطلق أو خير مطلق”. او كما يكرر الراحل “النقد فيه صواب كثير لكن فيه خطأ “. ومن هذه الاسئلة التي يجب أن تُطرح هي :
1. هل الوردي عالم اجتماع ؟هل دَرَسَ المجتمع العراقي؟هل يعرف المجتمع العراقي؟لماذا لم يتطرق الى المكونات الاخرى للمجتمع العراقي:كلدواشوريين والايزيديين والتركمان والكورد والآذاريين والفرس والالبان والافغان وغيرهم؟ اولئك المكونين المؤثرين في مجتمع بغداد والمجتمع العراقي وثقافته الاجتماعية تلك التي لمسها الراحل الوردي في الازقة ومن السقطة كما اطلق عليهم؟…
2. هل الوردي يُفكر عندما يكتب ؟
3. هل الوردي دقيق وامين عندما يستعير ويستشهد بالأمثال او ابيات الشعر او النصوص القرآنية وغيرها؟ هل الدكتورعلي الوردي صادق؟
4. لماذا لم يعتمد المجمع العلمي العراقي الكثيرمما طرحه عليه الراحل الوردي من مفاهيم واصطلاحات واقتراحات؟
5. هل الوردي مزدوج الشخصية او متعددها ؟ هل الوردي متناقض؟
6. هل الدكتورعلي الوردي مكارثي الهوى؟ لماذا لم يتطرق الى المكارثية وهوعاش في وقتها او في اجواء بداياتها ولمس تأثيراتها عندما تطرق لما لمسه في المجتمع الامريكي وهو كما نُقل عنه والعُهدة على الناقل بأنه أشار الى التشابه بين العراق والولايات المتحدة الامريكية؟
7. هل الدكتورعلي الوردي قومي عربي؟
8. هل الدكتور علي الوردي براغماتي ؟
9. هل الدكتور علي الوردي سفسطائي؟
10. هل الوردي علماني؟
11. هل الدكتورعلي الوردي اسلامي؟ لماذا لم يتطرق الى نصوص واحكام قرآنية او من السنة النبوية تلك التي اعتمدها او فسرها وعاظ السلاطين وصب جام غضبه على الوعاظ وطريقة الوعظ لا على تلك النصوص؟ لماذا لم يتكلم عن تعدد الزوجات والزواج بالقاصرات وانواع الزواج وكثرة الانجاب وتأثيرذلك على المجتمع؟ لماذا لم يتطرق الوردي لأموال الخمس والزكاة ؟لماذا دافع دافعاً مستميتاً عن “الفتوحات الاسلامية”؟
12. لماذا لم يُشكل الوردي حركة اجتماعية شبابية اوحتى حلقة ثقافية تساهم في تطوير المجتمع؟
13. لماذا كان يتهرب من المساهمة بالحلول للمشاكل الاجتماعية التي اشار اليها؟
14. لماذا لم يتفضل الراحل الوردي لرفد المكتبة العراقية وطلابه والقراء بترجمات لبعض كتب من نقل عنهم وتأثر بهم من اساتذته وزملاءه الاجانب ليسد نقص كبير في علم الاجتماع الحديث وقتذاك؟ حتى يُبَّينْ للقارئ أو يتبين القارئ الدقة فيما نقله الراحل عنهم ويؤسس لثقافة الاهتمام بالمصادر والمراجع الادبية والعلمية؟ مَنْ مِنْ الشريحة او المجموعة التي خاطبها الوردي وقت ذاك كان يعرف هذا العالم او ذاك الباحث الذي استعار منه الوردي او نقل عنه او اعتمد على دراساته وبحوثه؟
15. هل كان الوردي اجتماعياً في حياته. هل كان يعاني من مشاكل نفسية؟قيل انه اعترف انه مصاب ب”داء” الوسوسة وتخلص منه عندما التحق في الجامعة لدراسة الماجستير والدكتوراه في امريكا؟ هل يمكن الوثوق بمثل هذا القول؟
16. ماذا قال عن الديمقراطية في العراق ؟وهل صحيح أن ما تم تطبيقه من ديمقراطية بعدا عام 2003 في العراق هو ترجمة حرفية لما كتبه الراحل الوردي عام 1965؟ ماذا قال عن “الفوضى الخلاقة”التي طُبقت وتُطبق اليوم في منطقتنا؟
17. لماذا فشل الراحل الوردي في أغلب ما قاله عن المجتمع العراقي؟ والدليل هو ديمقراطية اليوم وانتصار وعاظ السلاطين على عدوهم وتفاقم الطائفية تلك التي قال عنها الراحل انها في طريق الاندثار قبل ستة عقود تقريباً. لماذا انتصر وعاظ السلاطين؟ ما علاقة وما دور الوعظ في ذلك وهل يمكن مقارنة وعظهم مع وعظ النصوص القرآنية؟
هذه اسئلة واكيد هناك الكثير غيرها تلك التي سيفرضها الحديث عن الراحل الوردي قد يستغربها البعض وقد يندفع معارضاً لطرحها او لطرح بعضها وقد يتقدم البعض للدفاع عن الراحل الوردي من خلال الاجابة عليها اوعلى بعضها كل ذلك من حقهم لكن اتمنى ان تدفعهم مكرهين او راغبين لإعادة قراءة الراحل الوردي بعين الباحث وتفكير الناقد فهو قد قال ما قال في محمد ابن عبد الله وعلي ابن ابي طالب ومعاوية والخميني وابن تيمية وحسن البنا والرشيد وابو نؤاس والمتنبي وشعراء الجاهلية الاخرون وقال في وقال في الجاحظ وسقراط وارسطو وافلاطون وابن خلدون وابن العربي وغيرهم. قال في فيصل الاول وغازي وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وربما صدام حسين والبكر وجمال عبد الناصر وقال في العلماء والكتاب والسياسيين بمرحل زمنية مختلفة. انتقدهم واستعار منهم وقَيَّمَ كتاباتهم وما تركوا. فدعُوه يتمتع بما اراد ان يُعَّلِمْ الشباب عليه من خلال اسئلتي هذه واجابتي او اجابتكم عليها او على بعضها. وأن تكون الاجابة بعيداً عن الهيام بالراحل او محاولة المس به وكثيراً ما ذكر الوردي عبارة لازمته في الكثير من كتاباته عموم تلك العبارة:(هذه الملاحظة صائبة لكن لي رأي فيها).
لا نبغي من ذلك ذم الدكتور الراحل الوردي ولو ان فيها بعض النقد له ولطروحاته وانما اعادة قراءة ما تركه بشكل يتناسب مع ما يتمناه او دعا اليه الوردي نفسه …
فهو انتقد “تراث” العرب والمسلمين وانتقد شخصيات مهمة واطلق التسميات والاوصاف على خلفاء وعلماء وشعراء وانتقد الحُكام بالتلميح وبالهزل وبمدح ظاهري باطنه استهزاء وانتقد الوّعاظ واشكالهم واصنافهم من رجال دين الى صاعدي منبر الى لاطمين الى معلمين الى صحفيين الى اكاديميين الى مجتمعّيين وانتقد المتفيقهين والمتحذلقين والمتفذلكين من أساتذة وسياسيين وكُتاب وانتقد الفلاسفة والمستشرقين والشعراء والمحدثين … وترك وجهات نظر محترمه في الكثير من الأمور. و انتقد القومية وابتزازاتها وتخريفاتها وهو يعاني منها واقترب منها واقترب من المناداة بها والفخر بها فقد كان عنوان اهم كتبه هو :دراسة في طبيعة المجتمع العراقي / محاولة تمهيدية لدراسة المجتمع العربي الأكبر في ضوء علم الاجتماع الحديث… في ص22 منه وتحت العنوان الفرعي / المجتمع العراقي والعربي يذكر الوردي العبارات التي يعتمدها القوميين مثل: (ان المجتمع العراقي هو جزء من المجتمع العربي الاكبر) و(من خصائص الوطن العربي… ) و( وفي ص23 يقول: ( وهذا التباعد بين اقطار الوطن العربي … ) ثم يقول (الواجب القومي يحتم علينا ان أن نعالج مشاكل كل قطر …. ألخ). و انتقد الماركسية التي اُتُهِمَ زوراً وعدم دقة بها وهو من عدم المهتمين بها الواضحين الراسخين ويمكن ان نقول عنه انه(مكارثيُّ الهوى والفعل) وكما نقل لنا الدكتور قاسم حسين ان الوردي قال له: [تدري انه ما احب الماركسيين بس ما اعرف ليش احبك، تعال انطيني بوسة]انتهى
ورد ذلك في مقالته: الوردي الضاحك الفكه / صحيفة المدى / العدد3846 بتاريخ 17 / 07 / 2013.
انتقد العشائرية واوساخها والبداوة وغيرها الكثير من الأمور وانتقد الدين الاسلامي بالظاهر وهو المتدين الذي اكثر ما ورد في كتاباته من استشهادات هي نصوص من القرآن واحاديث محمد وربما تفوق على الاسلاميين في كتاباتهم وصب جام غضبه على وعاظ السلاطين واعتبر كل من الغزالي وابن تيمية ومحمد عبدة من المجددين في الاسلام ومعهم الشيخ محسن الامين الذي نقل عنه الوردي حكاية لا تُصَّدق لكنه اعتمدها.
حارب دون هوادة العقل والمنهج العقلي الاستنتاجي واعتمد المنهج العلمي الاستقرائي لكنه وهو المتعدد الشخصيات كان يشتم العقلانيين ويسيرعلى خطاهم ويمتدح اصحاب المنطق العلمي ويسلك سلوك مضاد له … وا لسبب كما اظن هو حتى يُتاح له ان يمرر ما يريد دون ان يفتح النقاش. وفق العقل ربما هو محق لكنه تعامل مع هذا ببلادة وانانية حيث من المفترض انه يعرف انه يعيش في مجتمع ينخره الجهل والامية والمرض والغيبيات والتخريفات والنسبة العالية من المتعلمين فيه لا يفرقون بين العقلية والعلمية مما قد يحكم من خلالها البعض على ان الراحل الوردي اما جاهل او متجاهل متحيز لنفسه لغرض تمرير ما يريد. طلب من الوعاظ ما لم يطلبه من نفسه. انتقد الوعاظ وهواحدهم. انتقد الازدواجية وهو المصاب بها رسمياً وباعترافه بذلك انتقد اوساخ المجتمع وهويحمل بعضها وسعى الى بعضها (الواسطة).
الى اللقاء في الجزء التالي / بمناسبة الانتخابات العراقية :علي الوردي والديمقراطية