اخبار سياسية

الرجل المكسور.. هل يلجأ الديمقراطيون إلى إقالة بايدن؟

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

24 ـ جورج عيسى

يتفهم المسؤول السابق في البيت الأبيض والبنتاغون دوغلاس ماكينون، أن ينظر البعض الآن إلى الرئيس جو بايدن باعتباره “رجلاً مكسوراً”، يسير وحيداً في وادٍ عميق من الاكتئاب والارتباك والغضب، يعلن في أحد الأيام أنه مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة ولن ينسحب من السباق، في اليوم التالي.. يتنحى جانباً.

ثمة احتمال متزايد آخر هو أن يبتعد بايدن ببساطة عن المنصب

كتب ماكينون في صحيفة “ذا هيل” عن انتشار قصص متعددة تشير إلى استيائه وحتى غضبه من النائبة نانسي بيلوسي والسيناتور تشاك شومر والرئيس الأسبق باراك أوباما، لكونهم أدوات زواله السياسي. وكما ذكرت “بوليتيكو” منذ فترة قصيرة، ينظر بايدن إلى بيلوسي على أنها “قاسية لأنها دفعته إلى الخروج من الباب”.
أصوات الناخبين
يوماً ما، قد يعلم الأمريكيون بالفعل ما قيل لبايدن أو ما قيل عنه في السر لإجباره على الخروج من السباق. في غضون ذلك، لدى الأمريكيين نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحة ديمقراطية، لأول مرة في عصر الانتخابات التمهيدية للحزب الحديث، تم تنصيب مرشح في هذا المنصب من دون الفوز بالانتخابات التمهيدية.

قبل هذا التنصيب، كان عدد من الديمقراطيين قد أعلنوا أنهم كانوا يفضلون عقد مؤتمر مفتوح حيث تكون هاريس واحدة من المرشحين الرائدين. لم يحدث هذا. وفي العملية، تم إلقاء أكثر من 14 مليون صوت أولي لصالح بايدن في سلة المهملات، من الطبيعي أن تقول حملة هاريس وأولئك الذين يدعمونها إن “بايدن وهاريس” كانا في الانتخابات التمهيدية. لكن فقط أولئك المؤيدون بشدة لنائبة الرئيس يصدقون ذلك.

صراخ مسموع

بدا أن غالبية وسائل الإعلام الليبرالية السائدة على ما يرام مع تنصيب هاريس مرشحة. تماماً كما يبدو أن غالبيتها على ما يرام مع تجاهل نائبة الرئيس لأسئلتها ومهنتها. بدافع الفضول فقط، يتساءل ماكينون عما قد يكون رد فعل تلك الوسائل إذا اجتمع وسطاء السلطة الجمهوريون خلف الأبواب المغلقة، وقرروا أنهم لا يحبون اتجاه استطلاعات الرأي للرئيس السابق دونالد ترامب فأقنعوه بالانسحاب من السباق ثم رفعوا السيناتور جيه دي فانس إلى المركز الأول وجلبوا الحاكمة السابقة نيكي هالي رفيقة له في الترشح. يستطيع الكاتب أن يسمع الصراخ بأن هذا سيكون “غير قانوني” و”غير دستوري” و”غير أمريكي”.

بالطبع، لن يحدث هذا. والسبب الرئيسي هو أنه بعد المؤتمر الديمقراطي وحين تبدأ الحملة حقاً بعد عيد العمال، سيتقدم ترامب ببطء ولكن باستمرار على هاريس. أولاً، لأنه مع بدء المزيد من الأمريكيين الاهتمام بالحملة، سيدركون أنهم كانوا في وضع أفضل أثناء إدارة ترامب. وثانياً، لأنه كلما رأى الناس هاريس، بما في ذلك تجنبها للصحافة ورفضها عقد مؤتمرات صحفية غير معدة سلفاً، قل انجذابهم إليها وإلى حملتها. هذا هو بالضبط ما حدث لهاريس خلال حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لسنة 2020، عندما كانت أول مرشحة تنسحب من السباق.
هذه بالفعل الانتخابات الرئاسية الأكثر سريالية في حياة الأمريكيين. على مدار العامين الماضيين، لفت ماكينون مرات عدة في الصحيفة نفسها إلى أنه لم يعتقد قط أن بايدن سيكون المرشح وثبت أنه كان محقاً كما كتب. ويعتقد بصدق أن ترامب سيبتعد عن هاريس بحلول سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).

أسئلة خطيرة

كيف سيتفاعل الديمقراطيون وحملة هاريس مع تقدم ترامب على هاريس؟ هل هناك أي شيء غير وارد في هذه الدورة الانتخابية الغريبة؟ لا يعتقد ماكينون ذلك. في مرحلة ما، هل سيصبح من المناسب سياسياً للديمقراطيين ترقية هاريس إلى الرئاسة لبقية الحملة؟
من المؤكد أن ثمة أسئلة خطيرة ومتنامية حول القضايا الإدراكية الملحوظة لبايدن وانحداره. هل هو قادر حقاً على الوفاء بواجباته؟، إذا لم يكن كذلك، فمن يدير البلاد الآن؟
هل يمكن أن يلجأ الديمقراطيون إلى التعديل الخامس والعشرين لإقالته من منصبه قبل الانتخابات؟، ثمة حجة يمكن طرحها ومفادها أن مثل هذه الخطوة يجب أن تؤخذ في الاعتبار على الأقل من أجل رفاهية البلاد.
ماذا لو فعلها بايدن؟
ثمة احتمال متزايد آخر هو أن يبتعد بايدن ببساطة عن المنصب. لا بد من أنه يشعر وكأنه صدمه قطار شحن، مع طعنات كل “أصدقائه” الديمقراطيين في ظهره.
ماذا سيحدث إذا صعد بايدن إلى المنصة في المؤتمر الديمقراطي الأسبوع المقبل، ونظر إلى الكاميرا وأعلن: “لقد سئمت من الأمر. لقد انتهيت. سأستقيل من منصبي وأعود إلى ديلاوير”.
وختم ماكينون كاتباً: “خلال دورة الانتخابات الغريبة هذه، أعتقد أن أي شيء ليس ممكناً وحسب، بل محتملاً أيضاً”.