اخبار سياسية

الرد الإيراني على إسرائيل و”لعبة المصالح” الروسية في الحرب المحتملة بالشرق الأوسط

قد تكون صورة ‏‏٣‏ أشخاص‏

تحاول موسكو وواشنطن، على الرغم من العداء والتهديدات المتبادلة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، احتواء التصعيد في الشرق الأوسط بينما يترقب العالم الرد الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. توضح لكم فرانس24 في هذه الورقة “لعبة المصالح” الروسية ومقاربة الكرملين البراغماتية لسبل دعم طهران دون الانزلاق إلى صدام مباشر غير محسوب العواقب مع الغرب.
إعداد:
أمين زرواطي

تثير زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الإثنين إلى إيران ولقائه الرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين الأمنيين، إضافة إلى تقارير عن تسليم روسيا الإيرانيين رادارات ومعدات دفاع جوي متقدمة، تساؤلات حول موقف موسكو ومصلحتها من أي تصعيد محتمل.

يأتي ذلك فيما يترقب العالم هجوما محتملا للجمهورية الإسلامية على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

ويعول الإيرانيون على روسيا فيما تتصاعد المخاوف من اندلاع “حرب شاملة” في الشرق الأوسط. إذ قال بزشكيان لشويغو إن “روسيا من الدول التي وقفت إلى جانب الأمة الإيرانية في الأوقات الصعبة”. مضيفا بأن المواقف المشتركة بين طهران وموسكو “في دعم عالم متعدد الأقطاب ستؤدي بالتأكيد إلى مزيد من الأمن والسلام العالميين”.

وكانت روسيا قد دانت “تصفية” هنية داعية كافة الأطراف إلى عدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تدفع نحو حرب إقليمية شاملة. وعلى الرغم من أن بوتين لم يعلق علنا حتى الآن على التصعيد الأخير، فإن كبار المسؤولين الروس قالوا إن أولئك الذين يقفون وراء مقتل هنية يسعون إلى تبديد أي أمل في إحلال السلام في المنطقة وجر الولايات المتحدة إلى الانخراط في عمل عسكري.

وبثت قناة زفيزدا التلفزيونية الروسية في وقت سابق لقطات لشويغو وهو يلتقي بالأميرال علي أكبر أحمديان، أحد كبار قادة الحرس الثوري والذي يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي. وتأتي زيارته تلبية لدعوة من نظيره علي أكبر أحمديان، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، على ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.

“شويغو سعى لإقناع إيران بعدم الرد على إسرائيل”
تعليقا على زيارة شويغو الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع قبل نقله إلى مجلس الأمن الروسي في مايو/أيار، قال محمود الأفندي محلل سياسي وأستاذ الأكاديمية الروسية لفرانس24، إن الهدف تخفيف التصعيد وإقناع إيران بعدم مهاجمة إسرائيل. يوضح محاورنا بأنه بناء على القانون الدولي، “فإن رد إيران على إسرائيل عسكريا بعد ضرب قنصليتها في دمشق جاء ردا على عملية عسكرية، وهو ما يختلف عن قتل إسماعيل هنية، إذ إن الاغتيال تم بأيدي أشخاص إيرانيين استهدفوه عن قرب ولم يتم بعد القبض عليهم، وحتى لو قبض عليهم وثبت تعاملهم مع الموساد، فهذا يعتبر عملية استخباراتية. وفي انتظار التحقيقات يمكن أن ترد إيران، لكن عدم إثبات التهمة على إسرائيل التي لم تعترف باغتيال هنية، قد يدفع روسيا إلى التنديد باستهدافها لأن لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية مع تل أبيب”.

يتابع الأفندي بأن شويغو حاول إقناع الإيرانيين بأن أي رد في الفترة الحالية سيكون انتهاكا للقانون الدولي، وبأن أي رد يجب ألا يكون على أساس تكهنات لم يتم إثباتها. ويضيف: “يمكن بعد استكمال التحقيقات الرد سواء عسكريا أو استخباراتيا. شويغو سعى لإقناع إيران بعدم خرق القوانين حتى لا تسقط قواعد الاشتباك المعروفة بين الشرق والغرب وكي لا ندخل ضمن حرب ورد بلا قواعد”.

من جهته، يلفت د. محمد صالح الحربي الخبير العسكري والاستراتيجي واللواء أركان حرب السابق، إلى أن زيارة شويغو “كانت مبرمجة منذ توليه منصبه في مايو/أيار الماضي، إذ وجهت له الدعوة”. وقال الحربي إن هناك أيضا “العديد من الملفات الحيوية في هذه الفترة ضمن مسار لوضع الخطوط الرئيسية لإبرام معاهدة استراتيجية كبرى بين موسكو وطهران بدأ التجهيز لها منذ فترة طويلة”.

كما تهدف الزيارة حسب الحربي إلى “استطلاع برنامج الرئيس الجديد لإيران ومواقفه. هناك مسألة التعاون الأمني بين البلدين. نعلم أن إيران زودت روسيا بطائرات بدون طيار من طراز شاهد 136، لكن نحن في فترة مهمة للغاية لتحقيق توازن الردع، إذ تريد روسيا التأكيد للعالم أنها لاعب رئيسي ومؤثر في خارطة المعادلة الجديدة لنظام متعدد الأقطاب” فيما تمارس ضغطها على حليفتها الإيرانية لتفادي التصعيد.

والثلاثاء، قالت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن مصدرين إيرانيين كبيرين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي “ردا محدودا” على مقتل هنية، وحثه على تجنب استهداف مدنيين إسرائيليين. وأضاف مصدرا رويترز أن شويغو نقل هذه الرسالة الإثنين خلال اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار.

وأردف المصدران أن طهران تضغط أيضا على موسكو من أجل تزويدها بطائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي سو-35.

بين روسيا وإيران.. تعاون عسكري “طبيعي”
وتعمل موسكو على تعزيز علاقاتها مع طهران منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وتقول إنها تستعد لتوقيع اتفاقية تعاون واسع النطاق مع إيران. وذكرت رويترز في فبراير/شباط أن إيران زودت روسيا بعدد كبير من صواريخ أرض/أرض الباليستية.

فبالتزامن مع زيارة شويغو، أفادت نيويورك تايمز الثلاثاء نقلا عن مسؤولين إيرانيين بأن طهران طلبت أنظمة دفاع جوي متقدمة من روسيا استعدادا للحرب المحتملة مع إسرائيل. ووفق الصحيفة الأمريكية، فقد أكد مسؤولان إيرانيان على دراية بـ”التخطيط لهذه الحرب”، أحدهما من الحرس الثوري، أن طهران تقدمت بالطلب، وقالا إن روسيا شرعت فعلا في تسليم الإيرانيين رادارات ومعدات دفاع جوي متقدمة.

يرى محمود الأفندي بأن هذا التعاون العسكري الروسي الإيراني “طبيعي” وبأنه يأتي في إطار الاتفاقيات الاستراتيجية والعسكرية الموقعة بين الجانبين. وهو يقول إن إيران من “الخطوط الخلفية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا والغرب”، بما “يضمن لها التمويل” بالذخائر والأسلحة.

وأشار محدثنا إلى أن الصين وكوريا الشمالية، هي أيضا ضمن هذه الخطوط، موضحا بأن إيران تزود من جانبها الروس “بالأسلحة والمسيرات والتكنولوجيا بموجب اتفاقيات استراتيجية تجبر روسيا بدورها على تسليح إيران وتطوير أسلحتها ومنظومتها الصاروخية، آخر تلك الاتفاقيات وقعها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وبوتين منذ حوالي سنة تقريبا. فإذا من الطبيعي أن تسلح روسيا إيران”. مضيفا: “لا ننسى أن إيران تقدم لروسيا الذخيرة وتكنولوجيا وطائرات مسيرة لم تكن تملكها روسيا”.

“القضاء على هنية في طهران”
لكن وعلى الرغم من التحركات الروسية والأمريكية لاحتواء التصعيد المحتمل، تعهدت إيران بضرب إسرائيل ردا على اغتيال هنية في طهران إثر عملية حملت الجمهولية الإسلامية مسؤوليتها للدولة العبرية، على الرغم من عدم اعتراف تل أبيب بشكل رسمي وصريح بالهجوم.

ولفتت عدة تقارير منها تقرير لوكالة رويترز نشرته في 31 يوليو/تموز إلى عبارة “القضاء على هنية في طهران” التي تداولتها عناوين أكبر أربع قنوات تلفزيونية في إسرائيل.

وتساءل معلقون وخبراء إسرائيليون حسب نفس الوكالة عن القدرات اللازمة لتنفيذ مثل هذا الاغتيال، كما تساءلوا عن تداعياته على الحرب في غزة وفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

في هذا الصدد، قال عاموس جلعاد، المسؤول الكبير السابق بوزارة الدفاع، للقناة 12: “هذا إنجاز مذهل للمخابرات المرتبطة بالعمليات أدى إلى هذه النتيجة… فيما يتعلق بالأداء، يمكننا القول إنه مذهل، بغض النظر عمن نفذه”.

ونشر المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية، حسب رويترز دائما، صورة لهنية على فيس بوك وقد كتبت على جبهته عبارة “تم التخلص منه” قبل إزالتها لاحقا. واحتفل اثنان من وزراء الحكومة غير الأعضاء في دائرة المسؤولين المعنيين باتخاذ القرارات الاستراتيجية عبر منصات التواصل الإجتماعي بأنباء الاغتيال، وفق ما نقل الإعلام الإسرائيلي.

لكن رسميا، التزمت حكومة نتانياهو الصمت تجاه العملية، في علامة نادرة على وحدة ائتلافه المنقسم. وقال متحدث باسم الحكومة في إفادة صحفية: “لا نعلق على هذه الحادثة بعينها”.

تصر الجمهورية الإسلامية على أن ردها الانتقامي أمر حتمي على الرغم من عدم استكمال التحقيقات. في هذا السياق، نقل حساب وكالة إيران بالعربية على منصة إكس الثلاثاء، عن متحدث قضائي إيراني قوله: “سنستخدم جميع إمكانياتنا للرد على اغتيال هنية”.

ونقلت نفس الوكالة الإثنين عن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كاني قوله إن “إيران قررت أن ترد ردا محكما ولديها القرار متى وكيف سيكون الرد على هذه الجريمة الجبانة”.

في خضم التصعيد المستمر بالمنطقة، نشرت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة وطائرات حربية إضافية بالمنطقة لدعم إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الإثنين إن بلاده حثت بعض الدول من خلال اتصالاتها الدبلوماسية على إبلاغ إيران بأن التصعيد ليس في مصلحتها، فيما وصفها وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنها “لحظة حرجة”، داعيا إلى “كسر حلقة” العنف عبر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، واحتواء التصعيد.

من جهة أخرى، وصل قائد القيادة العسكرية الأمريكية بالشرق الأوسط (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل الإثنين لتقييم الوضع الأمني. والتقى كوريلا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي و”أجريا تقييما مشتركا للوضع على الصعيدين الأمني والاستراتيجي، فضلا عن الاستعدادات المشتركة في المنطقة، كجزء من الرد على التهديدات في الشرق الأوسط”.

تذكّر هذه الأجواء، بهجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل في 13 نيسان/أبريل الماضي، ردا على قصف قنصليتها بدمشق ومقتل 16 شخصا بينهم قياديان وعناصر في الحرس.

“حرب إيران لن تكون مع إسرائيل بل أمريكا”
على الرغم من التوترات وتبادل التحذيرات والرسائل، يستبعد المحلل السياسي محمود الأفندي اندلاع حرب شاملة، ويقول إن هذا ليس من مصلحة روسيا ولا أمريكا، إذ إنه “سيستنزف الأسلحة والذخائر ويقلب قواعد اللعبة بشكل كامل ويمكن أن يؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة وهي حرب عالمية ثالثة”. كما يشرح الأفندي بأن “الحرب في أوكرانيا لا تزال تجري ضمن قواعد اشتباك معينة تمنع الصدام المباشر. من مصلحة روسيا استمرار حرب الاستنزاف التي يقودها محور المقاومة والممانعة عن طريق إيران لاستنزاف الولايات المتحدة وإضعاف إسرائيل والهيمنة الأمريكية في المنطقة بشكل كبير”.

ويذهب الأفندي بعيدا بالقول إن الحرب بين إيران وإسرائيل “مستحيلة” والسبب هو أولا: البعد الجغرافي بين البلدين حوالي 2000 كلم. إضافة إلى ذلك، أشار إلى أن الولايات المتحدة تخشى من استهداف قواعدها العسكرية المكشوفة في الصحاري، إذ إن “المسيرات الإيرانية قد تشكل خطرا كبيرا عليها”. ناهيك عن “الإشارات الأمريكية العديدة الموجهة إلى إسرائيل بأنها لن تشتبك مع إيران”.

أما في حال اندلاع الحرب، يرى أستاذ الأكاديمية الروسية بأنها “ستكون صاروخية” سواء بالصواريخ بعيدة أو قصيرة المدى وأيضا الطائرات، لكنها ستكون بين الولايات المتحدة وإيران وليس مع إسرائيل، لافتا إلى دور ناقلات الطائرات والقواعد العسكرية الأمريكية الموجودة بالشرق الأوسط في هذا الصدد.

كما يوضح الأفندي أيضا بأن “لدى إيران منظومة دفاع جوي إس-300 ومن المتوقع جدا أن تزودها روسيا بمنظومة إس-400 بسبب الفرق في المدى، إذ إن الأولى مداها حوالي 270 إلى 280 كلم، بينما الثانية يبلغ مداها 380 كلم وهو ما سيحدث فرقا كبيرا في أي حرب صاروخية أو حرب طيران وتشابك جوي”.

الانتخابات الأمريكية والمصالح الروسية
في نفس السياق، قال الحربي إنه “لا يتوقع أن تكون هناك أي حرب مباشرة في المنطقة بين الأقطاب العالمية”، لافتا إلى أن التطورات الأخيرة تفرض وجود “قواعد اشتباك جديدة إذ يبحث الكل حاليا ليس عن متى، بل كيف سيكون الرد الإيراني؟”

كما لفت الحربي إلى مسألة مهمة مرتبطة بتنظيم الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، وقال في هذا الشأن إن “تفاقم الصراع ليس من مصلحة الولايات المتحدة خاصة في فترة الانتخابات المرتقبة”.

من جهة أخرى، أثار الخبير العسكري مسألة الاقتصاد، وقال الحربي إن موسكو حريصة على الاستقرار في المنطقة لدواع اقتصادية، مشيرا إلى أن “روسيا هي من الفاعلين المؤثرين في مجموعة أوبك بلاس 13+10 مع المملكة العربية السعودية. ومن ثمة، فإن مسألة ضمان تدفق الطاقة واستمراريتها أمر مهم جدا للغاية خاصة وأن روسيا ستتأثر كثيرا في حال اندلاع أي اشتباك مباشر يطال الممرات الحيوية الاستراتيجية سواء في المياه الدافئة بالبحر الأبيض المتوسط أو ممر البحر الأحمر، أو ممر الخليج العربي الذي يحوي أكثر 30 بالمئة من حجم الطاقة العالمية. نحن أمام سلسلة من ضبط قواعد الاشتباك”.

تخفيف الضغط على روسيا في أوكرانيا؟
في سياق آخر، يلفت متابعون للشأن الروسي والأوروبي منذ أشهر إلى أن اندلاع الحرب الشاملة بالشرق الأوسط لن يكون في مصلحة الرئيس فلاديمير بوتين، على الرغم من أنه من المرجح أن يكون الكرملين متحمس لحدوث تطور ما بالمنطقة قد يصب في مصلحة بوتين بعدة طرق، وفق ما نقل موقع إذاعة راديو فري يوروب radio free europe ومقره واشنطن في مقال سابق.

ونقل نفس المصدر عن هانا نوت باحثة في برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، قولها إن “دخول الشرق الأوسط في المجهول (عدا الحرب الشاملة) هو أفضل ما يمكن أن يحدث لبوتين الآن”.

كما قال راديو “فري يوروب” إن اندلاع الحرب في غزة أدى إلى “تعقيد التصورات العالمية لحرب أوكرانيا وإرباك الجهود الغربية لدعم دفاعها ضد الغزو الروسي”. وهو يرى بأن “الكرملين يمكن أن يستفيد من هجوم إيران على إسرائيل بشكل واسع النطاق ومحدد للغاية”. ويعتبر كاتب المقال ستيف غوتيرمان بأن “الهجوم الإيراني سيوفر لروسيا والدول التي تسير في ركبها فرصة لتحدي العالم أحادي القطبية الذي لطالما تحدث عنه بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينغ، والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي”.

في المقابل، يرى الأفندي بأن اندلاع الحرب في الشرق الأوسط بشكل عام لن يخفف العبء عن روسيا في حربها على أوكرانيا، في حين أن “الحرب في غزة هي التي خففت الحمل على روسيا ضمن تصعيد للحرب محليا. لكن اتساع رقعة الصراع سيؤدي إلى استنزاف القوى الكبرى، فكل حرب تحتاج إلى إمدادات بالأسلحة والذخيرة وما شابه، وفتح جبهة جديدة سيجبر روسيا على تقديم المساعدات لهذه الدول في حين أنها منشغلة أصلا على الجبهة الأوكرانية”.

يتابع الأفندي بأن مصلحة روسيا هي في استمرار الحروب محلية النطاق مثل الاشتباكات الحدودية المستمرة بين “حزب الله اللبناني وإسرائيل والحوثيين في اليمن مع البحرية الأمريكية والبريطانية وحرب المقاومة الإسلامية في العراق مع إسرائيل”. كما يرى بأن “الحرب الدبلوماسية الإعلامية بين إيران وإسرائيل تصب أيضا في مصلحة روسيا، لأنها تخفف الدعم الغربي لأوكرانيا وتوجه الأنظار إعلاميا نحو الحرب القائمة ما يخفف الضغط الإعلامي ضد روسيا”.