الاثنين ٠٤ أكتوبر ٢٠٢١ – 02:00
الرياض – (وكالات الأنباء): أكد وزير الخارجية السعودي أمس الأحد أنّ بلاده أجرت مباحثات مع غريمتها الإقليمية إيران الشهر الماضي، هي الأولى منذ تسلم المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي الرئاسة في طهران، معربا عن أمله أن تعالج الملفات العالقة بين البلدين. فيما أكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة تجري حوارا قويا للغاية مع أمريكا بشأن الحرب في اليمن.
وقال بن فرحان، في تصريحات أمس عقب لقائه مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يزور المملكة حاليا، إن «العلاقات بين المملكة والاتحاد الأوروبي عميقة وتاريخية»، مضيفًا أنه تم خلال اللقاء «استعراض الفرص التي تحققها رؤية المملكة 2030». وأكد بن فرحان «خطورة ممارسات مليشيات الحوثي في اليمن»، مضيفًا أن السعودية تجري «حوارًا مع الولايات المتحدة بشأن الحرب في اليمن». وتابع: «الحوثيون مستمرون في الانتهاكات رغم مبادرات وقف إطلاق النار».
من جهته، قال بوريل إن «دول الاتحاد أكبر شريك استراتيجي للسعودية»، مضيفًا: «بحثت في السعودية الوضع في اليمن وملف إيران النووي». وتابع بوريل: «ندعم تماما تسوية سلمية في اليمن، الاتحاد الأوروبي يدعم جهود السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن»، مضيفا: «نمارس ضغوطا لوقف إطلاق النار في اليمن ووقف الهجمات على السعودية».
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات عدة من المباحثات خلال الأشهر الماضية في العاصمة العراقية، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل الماضي خلال فترة رئاسة حسن روحاني، وقد حققت «تقدما جادا» بشأن أمن الخليج، على ما كشف مسؤول إيراني.
وكشف مسؤولون عراقيون أن الجانبين استأنفا المباحثات الشهر الماضي في بغداد، لكنّ الرياض وطهران لم تؤكدا ذلك علنا.
وقال الوزير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي جمعه مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الرياض «بالنسبة إلى المفاوضات مع الجانب الإيراني الجولة الرابعة تمت في 21 سبتمبر».
وأضاف «لا تزال هذه المحادثات في مرحلتها الاستكشافية نأمل أن تضع أساسا لمعالجة المواضيع العالقة بين الطرفين. سوف نسعى ونعمل على تحقيق ذلك». ولم يشر فرحان إلى مكان عقد الاجتماع ومضمونه أو إلى مستوى التمثيل.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016. إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد (شمال شرق)، نفّذه محتجّون إيرانيون. وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتّهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء. وصعّد المتمردون الحوثيون أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية. وشهد سبتمبر الفائت سبعة هجومات كان أبرزها هجوم بصاروخ باليستي أسفر عن إصابة طفلين في الدمام في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. بدوره، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بوريل عن أمله في التوصل لتسوية للنزاع اليمني المستمر منذ 7 سنوات. وقال بوريل «ما يحدث في اليمن مأساة رهيبة للناس هناك وله تأثير على المنطقة بأسرها».
وناشد «جميع أطراف هذا النزاع على تقديم الدعم الكامل للتوصل لتسوية سلمية للنزاع» مشيرًا إلى ضرورة أنّ «تبدأ المفاوضات بوقف إطلاق النار».
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفًا عسكريًا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا التي تخوض نزاعًا ضدّ المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.