السلطة والرقابة

1

جميل عبدالله

أن الجسم البشري له علاقة بالمجال السياسي , حيث تتحكم فيه العلاقات القائمة على السلطة بصورة مباشرة , فهي تستثمره وتراقبه وتدربه وتعذبه وتجبره على أداء مهمات معينة , وعلى تقديم فروض الولاء والطاعة .
ان السلطة بوصفها شبكة واسعة , وأنها معقدة , وتحيط بالمجتمع كله . فهي شيئ لا يمكن أمتلاكه برغم قدرة بعض الجماعات على أكتساب مصادر السلطة أكثر من غيرها , بل شبكة من العلاقات لمراقبة الأفراد . وقد علق المفكر ” ساروب ” عام 1993 , على بعض أراء الآخرين وخاصة فوكو بقوله ” إن السلطة يمكنها أن تنتقل الى كل الأماكن والمؤسسات التي يتم تنظيم الاجسام البشرية داخلها في المجتمع حيث تمتد خيوطها الى كل الاركان والزوايا ” .
ومن المؤسف ان ترتكن السلطة في الحكومة العراقية في زاوية معينة في منطقة الخضراء بحيث لا ترى , ولكن تسمع اصوات المتفجرات وبعدها تسمع اصوات المسؤوليين بتغريداتهم على الفضائيات , بالتهم المتبادلة من خلال سلطاتهم الثلاث بشكل مبرمج . وهكذا يموت الشعب العراقي بدون رقابة ولا ضمان اجتماعي وصحي لعوائلهم . الجهل في ادارة السلطة أخطر من الارهاب .

التعليقات معطلة.