السياسة الامريكية والمزدوجات

1

 
جميل عبدالله
 
لقد ذاقت كثيراً من الأمم الأضرار الجسيمة من سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه علاقاتها المتذبذبة مع دول العالم وخاصة مع دول الشرق الاوسط , بأعلانها عن ماهية سياستها التي ترتبط بالمصالح الخاصة مع دول الشرق الاوسط . لكن الدول العربية لها تجاربها مع السياسة الامريكية وخاصة في زمن حكم الرئيس جمال عبدالناصر عندما بعث وزير خارجيته محمد حسنين هيكل الى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء سلاح من أمريكا , عندها رفض الرئيس الامريكي لصفقة بيع الاسلحة الى مصر , السبب قاله الرئيس الامريكي بأن مصر دولة صديقة الى أمريكا لكن اسرائيل دولة حليفة وشريكة الولايات المتحدة الامريكية , فلا يمكننا بيع سلاح للعرب لضرب حليفتنا اسرائيل , فعاد محمد حسنين هيكل لنقل العبارة الى الرئيس جمال عبدالناصر . فالسياسة المزدوجة التي تعمل على مسارها اتضح وانكشف أمره على مستوى العلاقات الدولية فلا يحتاج الى تفسير وتعقيد , لكن الحكومات العربية ضعيفة وغير قادرة على مواجهة السياسة الامريكية المزدوجة , مع العلم ان شكوك الحكومة الحالية العراقية بأن أمريكا لها يد مع داعش , واليد الثانية تعاونها مع الحكومة العراقية , تفسير هذه الامور المزدوجة وغاياتها في قلب يعقوب ؟؟؟؟
التفسير والتحليل الآخر يبقى على عاتق الحكومة العراقية بمدى التأثير وقوة المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ووقف بعض الخروقات في الشأن العراقي وتوسيع قواعدها في جميع أنحاء العراق وزيادة انتشار جنودها في العراق , مع العلم ان أستياء البرلمان العراقي بعدم معرفيه في ازدياد تواجد الجيش الامريكي في العراق بدون اتفاقية معلنة امام الرأي العام العراقي , وهل توجد اتفاقيات سرية بدون علم البرلمان العراقي ؟؟؟ أو أن هذا التواجد هو أعادة أحتلال ثاني بقناعة مبطنة من قبل أطراف في الحكومة !!!
على الرغم من ان الشعب العراقي والكلام الدائر بين صفوف الشعب غير مكترث لهذا الامر ……. لأن الشعب العراقي ” دايخ ” من كثرة الأزمات والتحليلات ضيع الصوبين , ليس لديه ثقة بالحكومة واحزابها , وليس لديه ثقة بالمحتل الامريكي ولا الايراني . بأعتبار العراق بلد محتل ومنهوب ومنتهك الحقوق الانسانية الخدمية من قبل الحكومات المتعاقبة مع اجندتها الخارجية والافليمية .
 
العراقيين لا يحتاجون الى برلمان مليئ بالثعالب والواوية وخلفيات مجندة لمصالح فئوية ضيقه , بل نحتاج الى شخصية نزيهة يوصل الشعب الى بر الآمان , ويحول المجتمع بخاصية التعليم بنقله من مجتمع تأخر بأصابات الجهل التي فرضت عليه من الخارج الى مجتمع ديمقراطي …. حينئذا نحتاج الى برلمان واحزاب ديمقراطية تؤمن بقرارات الشعب .

التعليقات معطلة.