مقالات رئيس التحرير

السياسة والسياسيين

د. جميل عبدالله

بعد مراقبة دقيقة لمفهوم السياسة وسلوكية السياسيين بعد عام 2003 ولحد يومنا هذا , شاهدنا كثيرا من العجائب والتقلبات في مفاهيم السياسة المعاصرة .

مفهوم علم السياسة ليتمحور واقعه الحديث حول اساسيات وجوده المكونه ضمن المديات الزمنية السابقة . فعلم السياسة حين يطور مفاهيم قيادة المجتمع في العصور الغابرة منها او ما تلاها من حكم المجتمع , وليس التسلط عليها كما هي اليوم , مما اضفى عليها حالة من التطور بما يتناسب مع السياسة كعلم من العلوم لا يستهان به ومرتبط ارتباطاً كبيراً بعجلة تطور المجتمعات . فعلى الرغم من مفاهيم علم السياسة النسبية الا ان هذه المفاهيم تعتبر حاجة اساسية لتقويم الواقع , سواء أكان متأزماً او مستقراً متطوراً , اذ أن الامر في الحالتين يحتاج لتلك المفهومية والتقديرية , حتى ولو تعددت النظريات اسوة في العلوم الاخرى , بغية توجيه المجتمع وجه صحيحة .

اذ بوسع علم السياسة ان يحدد معطيات التواصل والافتراق بين المذاهب السياسية المختلفة بما يتوافق مع سير الحياة الاجتماعية ليكمل بعضها البعض الاخر , او يدار المجتمع من حيث انتهى اي مذهب , لا بالغاء والتعسف والتهديم وايعادة بناء ما تم بناءه بصورة صحيحة كما يدعي احدهم بل بالاستمرار بالاصلاح والبناء .

اذا نظرنا بشكل مفهومي ونقد بناء على بعض السياسين الذين حكموا العراق ما بعد عام 2003 الى يومنا هذا نرى مفهوم الهدم والفساد في سلوكية اغلبية السياسين الذي مروا على حكم العراق .

بما ان تعدد الاحزاب التي لا تملك قاعدة شعبية وفكر عصري ما يشمل المفاهيم الساسية العصرية والفكر المتنور والنظريات الاقتصادية الحديثة التي تكون قاعدة لبناء اقتصاد العراق وحضارته في خدمة مصلحه الشعب وهو الاساس الذي تعمل بموجبه الفكر الاجتماعي المتمدن .

في السنوات الثلاثة الاخيرة تحت حكم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاحظنا انقلاباً في الطور ومنهاجاً جديداً وبسلوكية تحوي ارضاء اغلبية الشعب العراقي على التغيير في مفاهيم الحكم والقيادة والقضاء على الفساد والنهوض بعراق يقترب اقليمياً مع دول الجارة والتحامه مع الدول العربية الاخرى ومع دول العالم غربها وشرقها .