{السيناريو المتفق عليه لمنح الرئيس بايدن قصة نجاح }

1

حسن فليح /محلل سياسي

يبحث الرئيس بايدن عن قصة نجاح بدت متعثرة ولايستطيع بلوغها حتى نهايتها والتي تستدعي موقف صارم من الرئيس بايدن على صعيد الشرق الاوسط في مكافحة الفصائل وتقويض النفوذ الايراني بالعراق والمنطقة، والنجاح المتوخى من حملته العسكرية القادمة تمنح الرئيس بايدن والادارة الامريكية منجز عسكري وسياسي مرئي للخروج من الفشل المزمن الذي رافق مسيرة بايدن وادارته الحالية على الصعيد الداخلي والخارجي ، هناك امرين مهمين متاحين للمباشرة بقصة نجاحه الاول هو القضية الفلسطينية والعمل بايقاف القتال في غزة والشروع بحل الدولتين ، والثاني هو مواجهة الفصائل المسلحة وتقويض النفوذ الايراني وتعديل المسار السياسي بالعراق الخالي تماما من القوى السياسية المسلحة الموالية لطهران ، هل ان الرئيس بايدن مؤهل لذلك ؟ ادارة بايدن الحالية مكبلة بما صنعته ادارة الرئيس اوباما مع ايران من اتفاقات سرية وعلنية على حساب العراق ودول المنطقة، حيث التباين في استخدام أدوات السياسة الخارجية للولايات المتحدة واضحاً حينما يتعاقب على حكم البيت الأبيض الجمهوريون والديمقراطيون، فنجد أنّ هنالك اختلاف واسع في هذا النطاق باستخدام سياسة صارمة في ظل حكم الجمهوريين، مع اللجوء إلى اعتماد سياسة مرنة ومهادنة مع حكم الديمقراطيين، وكنتيجة لتباين الرؤى بين الإدارتين المتعاقبتين على حكم الولايات المتحدة ظهرت الكثير من الاختلافات في السياسىة المستخدمة وادوتها من قبل الإدارتين في التعاطي مع واحدة من أهم القضايا التي شكلت تحدياً خطيراً أمام الولايات المتحدة والتي تمثّلت بالتعامل مع الملف النووي الإيراني ونفوذها المسلح وكيفية التعامل مع إيران كدولة تتسم بهيمنة الآيديولوجيا الدينية على الفكر السياسي لإدارة الدولة، فضلاً عن استخدام إيران لعقيدتها الدينية في سبيل تعزيز مكانتها ونفوذها في المنطقة، وكان لتباين أدوات السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه إيران ألاثر الكبير على العالم ككل، حيث عزز من الانقسام الدولي في المواقف مع تلك السياسة بين متوافق ومعارض، مما زعزع من وحدة المجتمع الدولي وفسح المجال للفاعلين الآخرين سواء كانو دولاً او منظمات مسلحة موالية لطهران من التأثير على الأمن والسلم الدولي بالمنطقة الامر الذي رفع من منسوب خطر الانزلاق للحرب ، كما ان التباين بين الادارتين الامركيتين أثّر سلبا على الاستقرار السياسي لبعض الدول وخاصة بالعراق وسوريا ولبنان واليمن وربما سيشمل ايران ودول الخليج في حال اتساع رقعة المواجهة المحتملة، وبأشارة واضحة ومثال على التباين بين الادارتيين أكد ترامب أنه لا يثق بالنوايا الإيرانية الاستراتيجية خاصة فيما يتعلق بتطوير برنامجها النووي، ونفوذها المقلق لدول المنطقة، والذي يحمل مشروعا ايدلوجياً يتسم بالتطرف الديني، وكان موقف ترامب من هذا الاتفاق أنه غير مجدي، ويعتبر كارثة، حيث عبر عن ذلك قائلاً اتطلع الى التراجع عن هذه الصفقة الكارثية مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وفعلا تم تمزيق ذلك الاتفاق ، هكذا كان موقف ترامب المختلف كليا عن سياسة الرئيس اوباما المهادنة والتي خلفت ارث لايستطيع تجاوزة وتخطيه الرئيس بايدن ، ان مايجري الان هو مسرحية كبرى ضحيتها العراق ودول المنطقة ، لان اي عمل عسكري لايشمل ايران واضعافها يُعد انتصارا كبيرا لها مها بلغت حجم المواجهة ضد الفصائل ، يبدو هناك تفاهمات عميقة بين ايران وادارة بايدن لجعل المنطقة اكثر ضعفا ومتهالكة امام النظام في طهران مقابل ذلك تخلي ايران عن اذرعها للاستهداف والقتل والتلاشي لمنح بايدن قصة نجاح امام الفشل السياسي بالداخل والخارج في مواجهة حملته الانتخابية ، علما ان ايران تريد ذلك جاهدة لاعطاء فرصة جديدة للديمقراطيين على حساب الجمهوريين المتشددين ضدها ، شعوب المنطقة تترقب الان بحذر شديد للحملة العسكرية الامريكية في الساعات القادمة وبنفس الوقت انها على قناعة تامة فيما يخص بقاء الفكر الديني المغذي لقوى التطرف والذي يمتلك انظمة حكم وسلاح متطور ساعدت على انتشارة الارادة الدولية من شأن ذلك ان يفسد ويقوض المحاولات والحلول الموقته غير الجادة بعملية الحسم ، وأن تراجع حدَة التصريحات الامريكية بالساعات الماضية مع اعطاء الوقت الكافي لانسحاب كبار ضباط الحرس الثوري من سوريا والعراق وهروب بعض قادت الفصائل وتغيير اماكن المقرات ، دليل قاطع على وجود سيناريو متفق عليه سلفا .

التعليقات معطلة.