المعارك مستمرة في أنحاء متفرقة من الخرطوم ومناطق سودانية أخرى.
وأشارت المصادر نفسها إلى بقاء الفريقين في جدة بانتظار عودة السفير الأميركي من جولة تشمل القاهرة وأبو ظبي. وأضافت أن مساعيَ حثيثة كانت تتم لإنجاز توافق يتم تقديمه في القمة العربية الأفريقية التي كانت مقررة في عضون أيام، قبل أن تعلن الرياض تأجيلها لوقت لاحق بسبب الأوضاع في غزة، وفق البيان الصادر عن الخارجية السعودية. “لا جديد”في هذا السياق، يشير القيادي في “حركة المستقبل للإصلاح والتنمية” هشام الشواني في حديث لـ”النهار العربي” إلى أن مفاوضات جدة لم تأتِ بأي جديد، ويعتبر أن “العنوان العريض والأهم لما يحدث في جدة هو إصرار الميليشيا على الحرب، فلا خروج من بيوت المواطنين ولا أمور ذات صلة بالانتهاكات التي قامت بها، أما الحليف السياسي للميليشيا الذي فشل في أن يحقق أهدافه من أديس أبابا فهو يحاول تصوير الأمر وكأنه نصر لموقفه”ونظراً إلى أن “الحرب على السودان لا تزال جارية”، بحسب تعبيره، فإن “المواجهة هي أمر لا بد منه”. “خطوة إيجابية”في المقابل، يرى عضو اللجنة الإعلامية لـ”قوى الحرية والتغيير – المؤتمر السوداني” المهندس حسام أبو الفتح أن “بيان الميسرين هو خطوة إيجابية مرحب بها، رغم أن سقف طموحات الراغبين في السلام يتجاوز ما أعلن البارحة إلى وقف شامل لإطلاق النار”، على حد وصفه. ويضيف أبو الفتح أن “مسار وقف الحرب في السودان ليس مساراً قصيراً أو هيناً، بل معقد جداً، ولذلك فإن الخطوات المتفق عليها والتي أعلن عنها البيان تمثل أملاً كبيراً يبشر بوقف إطلاق النار حال تحقيقها وتطبيقها من قيادة الطرفين بجد ومسؤولية”. وبحسب أبو الفتح، فإن هذا هو ما “ندفعهم إليه، ونشجعهم على الارتقاء من أجل مد جسور الاتصال بين قيادة الطرفين وتعزيز إجراءات الثقة وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية لملايين المتضررين والمتضررات جراء هذه الحرب الملعونة”.
مواقع النّفط في مرمى القتالفي التطورات الميدانية، جاء الحريق الذي أصاب مصفاة النفط الرئيسية شمال الخرطوم ليدق ناقوس الخطر من امتداد المعارك إلى المواقع النفطية ومحطات التكرير. وبعد أيام من هجوم الدعم السريع على حقل بليلة جنوب غربي كردفان، قال الجيش السوداني في بيان إن خزاناً يتبع للدعم السريع قد انفجر في مصفاة الخرطوم في الجيلي، مضيفاً أنها كانت أدخلته “لسحب وقود من دون التقيد بإجراءات السلامة القياسية المتبعة في مثل هذه المنشآت الحساسة، ما أدى إلى نشوب حريق داخل قسم الشركات (شركة النيل) وعرض المصفاة بما فيها للتدمير”، بينما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف محطة التكرير، قائلة في بيان إن ما جرى “أدى إلى تدمير المستودعات الرئيسية في خطوة يائسة لتدمير ما تبقى من مقدرات الشعب السوداني والبنى التحتية في البلاد”. وتكتسب المنطقة أهمية قصوى، بحسب الباحث في مجال الطاقة عبد العزيز حسن الذي يشير في حديث لـ”النهار العربي” إلى أن مصفاة الجيلي “تعد إحدى المحطات الرئيسية لتكرير النفط وتعود ملكيتها إلى شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة والمملوكة بجزء منها للحكومة، وكانت تؤمن سابقاً إمدادات البلاد من الوقود والغاز بنسبة أكثر من 70%، إذ تصلها خطوط النقل من حقول بليلة جنوباً وهجليج في كردفان، لكن سيطرة الدعم السريع أعاقت عمليات النقل منها وباتجاه بورتسودان، وتحديداً محطة بشاير البحرية حيث يتم التصدير الذي كان يقترب من 64 ألف برميل قبل اندلاع الحرب”. توتّر ومواجهات في الفاشروفي التطورات الميدانية أيضاً، لا يزال الترقب يسود مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي ينتشر في محيطها الدعم السريع، وسط حديث عن معركة تطال مواقع الجيش في الإقليم، بعد كل من نيالا جنوباً وزالنجي في الوسط والجنينة غرباً في الإقليم. وقالت مصادر ميدانية لـ”النهار العربي” إن منطقة أم كدادة شمال الفاشر شهدت مواجهات عنيفة في اليومين الماضيين، وسط قطع لخطوط المياه المغذية للمدينة وتحشيد لقوات الدعم غرباً، بالتزامن مع انتشار كثيف للحركات المسلحة في شوارع المدينة وقرب مقار منظمات دولية عاملة هناك.