د. سوزان ئاميدي
لايختلف اثنان على مدى اهمية الاستفتاء وشرعيته وعزز ذلك في القانون الدولي والدساتير الدولية , ورغم ذلك قرار الاستفتاء على استقلال كوردستان يلاقي ابشع تحدي غير شرعي , حيث تقوم حكومة بغداد برفض حق تقرير المصير للشعب الكوردستاني بشتى الوسائل فبعد ارسال قوات دجلة بامر من المالكي للتعدي على كركوك وفشلها امام تحدي البيشمركة للظلم تبع ذلك السماح لداعش بالتعدي واحتلال المناطق المتاخمة على حدود اقليم كوردستان مع فرض حصار اقتصادي من خلال قطع الميزانية ومستحقات مختلفة اخرى , ومن ثم العمل على بث وتعزيز الخلافات في البيت الكوردستاني وذلك من خلال تحريض بعض الجهات السياسية الكوردية على حكومة الاقليم مقابل وعود معينة لم يفصحوا عنها ولكن مايجمعهم هو المرجع الواحد وهو ايران . هذا التعدي من بغداد يغازله تعديات اخرى من دول الجوار فلا يمر يوما دون تصريحات مسؤولة تهدد اقتصاد وامن واستقرار كوردستان . اما دول العالم فمنقسمة بين المؤيد والمؤيد باستحياء او المؤيد بشروط او الرافض جملة وتفصيلا , ورغم ان ليس لكل هذه الدول نفس الواقع المؤثر إلا ان كوردستان تواجه هذه التحديات بتاني وعقلانية ومن خلال الحوار المتواصل .
ومع تقدم موعد الاستفتاء في اقليم كوردستان تزداد المعارضة قوة وتوسعا وتهكما وبالمقال تزداد حكومة الاقليم تحديا واصرارا على موقفها , والاخيرة تاخذ قوتها من قرارها الانساني الشرعي فضلا عن التأييد الجماهيري .
هنا اود الاشارة الى الطرفان المؤيد للاستفتاء والمعارض وميزة كل طرف : المؤيد : يريد استشارة الشعب في تقرير مصيره , ورغم شرعية وخصوصية هذا الامر الا انها تتعامل مع المعارضة باهمية وتجنب السلبية وتقديم التفسيرات والتوضيحات المقنعة لتبديد اي مخاوف قد تكون موجودة لدى المعارض فضلا عن تقديم بعض التنازلات الممكنة لكسبه , وهذا ماحصل بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني المؤيد وحركة كوران المعارض . هذا من باب الجهات السياسية المسؤولة , اما الجماهير الكوردستانية فاسلوبهم الراقي معروف فمن خلال قيام احتفاليات وكرنفالات فضلا عن مسيرات سلمية حاملين لافتات مؤيدة لحقهم في الاستقلال . بمعنى اخر ان الجماهير الكوردستانية مع حكومتها واعلامها تنتهج وسائل سلمية في مواجهة تحديات المعارضة الغير الشرعية .